الأمة أقصى عن المسجد الأقصى
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يعانق الروح يسير في أوردة الجسد يدخل حجرات القلب يتنقل بينها، يبيت حيث يشاء ويسير حيث شاء، يذهب صوب الرئتين ليكون الهواء الذي نستنشق، ويصعد للمخ ليزوده بالطاقة المحركة للمسير والثبات، هو الدم الذي في عروقنا والحُلم الأجمل الذي يراودنا، هو المسجد الأقصى مكانياً والأقرب للوجدان وللقلوب، هو مجمع الأمة ونبض تاريخها وعرينها وطريقها للعزة والنصر والكرامة.
نقف على أبوابه حائرين، فسكون المكان وعبق الزمان يسكنان الوجدان في لحظات، فالعشق يكون من النظرة الأولى لصورته، فكيف يكون العشق في حضرته، نسير في هدوء، نُصلي في خشوع، نبتهل في ضروع، نغادره بالدموع ونأمل بالرجوع، هذا هو الأقصى الموجوع وبالأمة مفجوع وبالكثيرين مخدوع، ولن يبقى مقموع وسيعود للرأس مرفوع، وسيعلوا صوته ليجوب العالم مسموع.
فالاقصى لن يكون للصهاينة مشروع ولن يقضي الأجل مقموع، وسيتحرر بأيدي أبطال يقدمون أرواحهم ليضيئوا الطريق كالشموع، ولن نبقى في انتظار اليسوع، ولن يبقى قلب الأمة مخلوع، فالتراجع والخوف ممنوع فعشق الأقصى في القلوب والعقول مطبوع، لندخل المسجد كما دخلوه أول مرةً بخشوع، ونصلي سجوداً وركوع، ليعود فوق الاعناق مرفوع وعندها فقط يكون القنوع.
نعم، اسمه أقصى وعنه الأمة هي الأقصى، بعد أن ضلوا الطريق الازهى، وكانت قلوبهم له أجفى، وأفعالهم أدهى وأقوالهم أعشى وبصيرتهم أعمى، متناسين ما الله أوصى ليكونوا لله أعصى، ليبقى الأقصى تحت حماية المرابطين الأقوى وبعلمهم الاوعى، فنشعر أنهم الأغنى لذودهم وحمايتهم للأعلى وعلى القلب أغلى، فالأقصى يحتاج للأوعى والأتقى والأكفى .
آخر الكلام:
لن يضر الأقصى بُعد العديد من رجال الأمة، فهو باق ما دامت الحياة، وسيغادر الصهاينة كما غادر من سبقهم من المحتلين، ليخلد التاريخ أسماء الأبطال ويتناسى المتخاذلين