فاغنر والتدخل السريع وجهان لجريمة واحدة
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

جريمة كبيرة بحق الشعبين السوداني والروسي قامت بها حكومات البلدين حين شكلت ميليشيات مرعبة، للسيطرة على شعوبها ويرعبون دول الجوار مع امتداد عالمي لفاغنر التي كانت اليد القذرة للآلة العسكرية الروسية، لتصل جرائمها لليبيا وسوريا ومالي وافريقيا الوسطى والسودان، كما شكلت فاغنر درعاً للحكومات المتغطرسة المحمية من قبل موسكو، لتساندها في الحفاظ على المناصب التي احتلها ديكتاتويون، فيما شكلت قوات التدخل السريع كابوس مرعب للسودانيين في ظل عدم معرفة طلبات قيادتها، حتى تعود لطرق الانسانية والوطنية بدل البحث عن المصالح دون الاهتمام بأولوية السودان وشعبه عند المستفيدين.

 

فكلاهما فاغنر والتدخل السريع يقودان السودان وروسيا لحرب أهلية يُصور للبعض أنها سرعان ما تنتهي، لكنهما يشعلان حروب داخلية لن تنتهي إلا بعد عقد من الزمن، كون القيادة والريادة طابت لحمديتي وبريغوجين ويُريدان التوسع بشكل سريع لعلهما يقفزان لقيادة الدولتين رغم أنهما مجرد قاتلين مأجورين يبحثان عن اشباع رغباتهما في القتل واعطاء الأوامر، مع أفضلية في القتل للروسي بريغوجين قائد فاغنر الذي نفذ عمليات قتل في أغلب القارات ويعتبر السلاح الأكثر تأثيراً لدى الرئيس بوتين، كما كان يعتبر السوداني حمدتي سلاح الرئيس البرهان في فرض هيمنته على السودانيين وتشريدهم.

 

ويحاول بريغوجين وحميدتي الرهان على الوقت والاكتفاء بتحقيق مكاسب بسيطة متزايدة مع الوقت حتى تصبح كبيرة، واذا فشلا في تحقيق الهدف الأكبر فانهما سيحصلان على مكاسب متعددة بزيادة السلاح لدى بريغوجين وضمان منصب كبير لحميدتي، وفي كلتا الحالتين تكون الشعوب هي الخاسرة فيما تبقى مسافة آمنة بين جنود فاغنر والقوات الروسية لعدم المساس وخوض حرب أهلية على عكس قوات التدخل السريع، والتي تسرعت باعلان الحرب وبدأت بالقتل مع العلم أن كل من فاغنر والتدخل السريع قد سيطر على معسكرات للقوات السودانية والروسية ، لتنسحب فاغنر فيما بقيت قوات التدخل السريع تُحارب الجيش السوداني.

 

لقد اثبتت كل من فاغنر وقوات التدخل أنهم زرع شيطاني انقلب على صانعه وسيده، ويحاول أن يجلس مكانه ويقود ويحكم بدل عنه مهما كانت النتائج، فكل من الجماعتين تم انشاءه لقتل المعارضين والمواطنين واعداء روسيا في الخارج فيما أعداء السودان بسلام حين اكتفى التدخل السريع بقتل السودانيين، لتكون الجماعتين وجهين لقاتل واحد، فيما الفائدة الوحيدة من فاغنر والتدخل السريع انهما سيمنعان أي رئيس دولة من صناعة ميليشيات مسلحة للسيطرة على الشعب كون المليشيات ستنقلب عليه وتزاحمه على مجلسه.

زر الذهاب إلى الأعلى