د. الجابر: الإمارات تعمل على تعزيز التعاون مع الأصدقاء والشركاء في أنحاء العالم لتحقيق التنمية المستدامة
النشرة الدولية –
أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، أن الإمارات تعمل وفق رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة على تعزيز التعاون مع الأصدقاء والشركاء في أنحاء العالم لتحقيق التنمية المستدامة ودعم العمل المناخي وبناء مستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة.
جاء ذلك خلال مشاركته في أسبوع لندن للعمل المناخي 2023 ، حيث التقى الملك تشارلز الثالث، ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، ونقل إليه تحيات القيادة في دولة الإمارات وحرصها على تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين الصديقين. كما التقى مجموعة من المسؤولين المعنيين، بمن فيهم معالي غرانت شابس، عضو البرلمان ووزير أمن الطاقة والحياد المناخي في المملكة المتحدة، واللورد زاك غولدسميث وزير الدولة لأقاليم ما وراء البحار، والكومنولث، والطاقة والمناخ والبيئة، وعدد من قادة قطاع الأعمال، وطلاب الجامعات، ونشطاء المناخ الشباب.
وشارك الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28 في اجتماع حول الحلول المناخية بحضور جلالة الملك تشارلز الثالث وصادق خان عمدة لندن، ومعالي غراهام ستيوارت، عضو البرلمان ووزير الدولة في وزارة أمن الطاقة والحياد المناخي، ونائبَي الرئيس لجامعتَي أكسفورد وكامبريدج، ورؤساء شركات أسترازينيكا، وأوفو للطاقة، وغريد سيرف، وبنك إتش إس بي سي.
تأتي زيارة د. الجابر، إلى لندن في إطار جهود تعاون دولة الإمارات مع المعنيين بالمملكة المتحدة بشأن إنشاء منظومة عمل شاملة لتعزيز التكامل بين السياسات والتكنولوجيا والتمويل والأفراد. وتم التوصل خلال الزيارة إلى توافق في الرؤى مع حكومة المملكة المتحدة حول أهمية السياسات الهادفة لزيادة الاستثمارات المناخية، وتحفيز المستثمرين لتمويل تكنولوجيا المناخ، والتشاور مع نشطاء المناخ الشباب لتعزيز أجندة وأولويات COP28.
وأوضح الجابر أن خفض الانبعاثات بنسبة 43 في المئة في السنوات السبع المقبلة يحتاج وإلى منظومة عمل شاملة ومتكاملة تربط بين السياسات والتكنولوجيا والتمويل والأفراد، والتشريعات الداعمة لتحفيز تبني مصادر الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات، ومن الواضح أن العالم بحاجة إلى تطبيق أحدث التقنيات بسرعة وعلى نطاق واسع. لذا، من الضروري إتاحة التمويل والكثير من رأس المال في جميع أنحاء العالم، خاصةً في الاقتصادات الناشئة والنامية. مضيفاً: “إن نجاح تلك الجهود يعتمد على الأفراد بصفة أساسية، فنحن بحاجة إلى بناء القدرات وتنمية المهارات لتدريب الشباب على وظائف المستقبل، لأننا يجب أن نحقق إنجازات فعلية في العمل المناخي بشكل متزامن مع توفير فرص للتنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
وتابع: “هذه مرحلة حاسمة ويجب أن نواجه المشاكل القائمة والوضع الحالي بصراحة تامة، فنحن بحاجة إلى تصحيح جذري لمسار العمل، ويجب أن ننتقل من مرحلة الأقوال إلى مرحلة العمل والإنجاز”.
وأكد أن COP28 سيعمل على تضييق الفجوة بين الوضع الحالي ومستهدفات عام 2030، وتحقيق انتقال منطقي وعملي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة، وتحفيز جميع المعنيين للعمل بطريقة جديدة، كما شدد على ضرورة تطوير أداء مؤسسات التمويل والاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وعقد الدكتور سلطان الجابر، اجتماعين مع وزيرَي أمن الطاقة والحياد المناخي، والخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية بحكومة المملكة المتحدة، لمناقشة المبادرات الرئيسية ومجالات التعاون في الفترة السابقة على COP28.
وزار كذلك المقر الرئيسي لشركة “أكتوبس إنرجي” في لندن بصحبة رئيسها التنفيذي المؤسِّس غريغ جاكسون، وناقشا أحدث التقنيات التي تدعم نشر حلول إنتاج الطاقة المتجددة وتخزينها، وتحسين كفاءة الطاقة، والمساعدة في الوصول السريع إلى الحياد المناخي.
وكانت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، الشركة الإماراتية الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، التي أسسها الدكتور سلطان الجابر الفريق بتوجيهات من القيادة في دولة الإمارات عام 2006، والتي يتولى حالياً مهمة رئاسة مجلس إدارتها، قد التزمت باستثمار مليار جنيه إسترليني في أنظمة بطاريات تخزين الطاقة بالمملكة المتحدة، بعد استحواذها على شركة أرلينغتون للطاقة، ودخلت “مصدر” في شراكة مع أكتوبس إنرجي تحصل بموجبها على تراخيص استخدام المنصة التقنية الرائدة “كراكن” التابعة لأكتوبس إنرجي لإدارة وحدات تخزين الطاقة بتكلفة منخفضة وبأقصى قدر من الكفاءة. وتستهدف المنصة إدارة 100,000 جهاز والوصول الى قدرة إنتاجية من الطاقة تبلغ 6 غيغاواط بحلول نهاية عام 2023، مما سيساعد في تسريع الحصول على مزيد من إمدادات الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة مع خفض تكلفتها.
وخلال زيارته، حضر ملتقى مع طلاب الجامعات ونشطاء المناخ الشباب، استضافته شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ورائدة المناخ للشباب في مؤتمر الأطراف COP28، واستهدف الاجتماع الاطلاع على آراء الشباب لتعزيز أجندة وأولويات المؤتمر، بما في ذلك سبل دعم العملية التفاوضية والتوصل إلى النتائج المنشودة في إطار من الإنصاف واحتواء الجميع.
وقال معاليه، مخاطباً المشاركين في الاجتماع الشبابي التشاوري: “جيلكم يقوم بدور مهم جداً، لأنكم تتعاملون مع التحديات الكبرى لتغير المناخ، ولأنكم تقدمون كثيراً من الحلول، ويجب الاستماع إلى آرائكم ووجهات نظركم، وتمكينكم لإحداث التغيير الإيجابي المنشود، ونحن بحاجة إلى رواد مثلكم لديهم الحماس المطلوب لتحقيق إنجازات نوعية”.
وجدد التأكيد على التزامه بأن يكون COP28 أكثر مؤتمرات الأطراف احتواءً للجميع، من خلال إتاحة الفرص للشباب الذين لم يسبق إشراكهم مطلقاً في العملية التفاوضية، بمن فيهم الذين يأتون من بلدان شهدت كوارث مناخية، مشدداً على أهمية المبادرات الهادفة مثل برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ. وأكد معاليه حرص رئاسة مؤتمر COP28 على إسماع أصوات الشباب للعالم، ودعاهم إلى دعم العمل المناخي من خلال شغفهم وتركيزهم وشجاعتهم، موضحاً أنه “حان وقت تغيير نهج ومنظومة العمل المناخي لأننا لن نستطيع تحقيق أهدافنا عبر الأساليب التقليدية المعتادة”.