هل تعالج أدوية الضغط نوبات الصداع النصفي؟
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
توصلت دراسة جديدة إلى أن جميع أدوية خفض ضغط الدم تقريبًا تقلل من عدد مرات معاناة المصابين بنوبات الصداع النصفي كل شهر. ويقول باحثون في أوستراليا إن أدوية ضغط الدم يمكن أن توفر خيارًا علاجيًا أقل تكلفة ويمكن الوصول إليه أكثر من أدوية الصداع النصفي المتاحة.
ويعتبر ارتفاع ضغط الدم حالة شائعة تؤثر في شرايين الجسم، ويُطلَق عليها أيضًا فرط ضغط الدم. في حال الإصابة بارتفاع ضغط الدم، تكون قوة دفع الدم باتجاه جدران الشرايين عالية للغاية باستمرار. ويجعل هذا القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم. والجدير بالذكر أن الأعراض لا تظهر على أغلب المصابين بارتفاع ضغط الدم، رغم أنه قد يصل لمستويات عالية الخطورة. وربما يكون ضغط دمك مرتفعًا منذ سنوات من دون أن تظهر عليك أي أعراض. وقد يشعر قليل من مرضى ارتفاع ضغط الدم بما يأتي: الصداع، ضيق النفس ونزف الأنف. ويتحدد ضغط الدم من خلال عاملين هما: كمية الدم التي يضخها القلب ومدى صعوبة حركة الدم عبر الشرايين. وكلما زادت كمية الدم التي يضخها القلب وزاد ضيق الشرايين، ارتفع ضغط الدم.
يعد الصداع النابض من الأعراض الشائعة للصداع النصفي، لكنه أكثر بكثير من مجرد صداع سيئ. يمكن أن يسبب الصداع النصفي ألمًا منهكًا وحساسية للضوء أو الصوت أو الروائح، مما يتداخل مع قدرة الشخص على العمل. وتكون الأعراض متغيرة وكذلك شدة الألم، ويقدر أن الصداع النصفي يؤثر في حوالى 15٪ من سكان العالم.
تم تصميم أدوية الصداع النصفي لوقف الأعراض ومنع النوبات المستقبلية، لكنها يمكن أن تكون باهظة الثمن. توصف أحيانًا أدوية خفض ضغط الدم كوسيلة وقائية لتقليل عدد مرات حدوث الصداع النصفي وطول مدة النوبة وشدتها. توصي إرشادات الوصفات الحالية بفئتين من أدوية ضغط الدم، هما حاصرات بيتا BB وحاصرات مستقبلات الأنغيوتنسين 2ARB، لعلاج الصداع النصفي.
هذا وتوصلت دراسة جديدة، أجراها باحثون في معهد جورج للصحة العالمية في سيدني بأستراليا، أن جميع فئات الأدوية الخافضة للضغط تقريبًا لديها بعض القدرة على تقليل وتيرة النوبات لدى مرضى الصداع النصفي.
من جهتها، قالت شيريل كارسيل، باحثة رئيسية في الدراسة، إن نتائج الدراسة مفيدة لسكان البلدان، التي تكون فيها أدوية الصداع النصفي الجديدة باهظة الثمن، ومحدودة بمعايير وصف أو غير متوفرة على الإطلاق. تُظهر نتائج الدراسة أن أدوية ضغط الدم الشائعة، التي يصفها الأطباء بشكل عام، يمكن أن تكون تدبيرًا وقائيًا مهمًا للمرضى، الذين يعانون من صداع نصفي أو نوبات صداع شديدة.
ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها «ذات صلة إكلينيكيًا»، نظرًا لانخفاض تكلفة وتوافر الأدوية الخافضة لضغط الدم، وقلة حدوث الآثار الجانبية، التي تشمل الآثار الجانبية زيادة الوزن والنعاس.