الطريق للمناصب تبدأ بالنفاق والذكاء المنخفض
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تأخذنا الدنيا في جولات مختلفه نكون مجبرين عليها بفعل حُكم الحياة، لتضع في طريقنا المميزين والمبدعين فنرتقي سويا، كذلك تُجبرنا على التعامل مع نوعيات إعلامية فكرها محدود وبمعدل ذكاء منخفض ونرتقي عنهم ونتركهم يغوصون في الوحل، ورويداً رويداً تُشرق الشمس فتصبح الصورة أوضح وتزول “الرتوش” المخفية وتظهر الوجوه على حقيقتها، تلك الحقيقة البشعة القائمة على استغلال أنصاف الفرص للقفز صوب المناصب أو العودة إليها، بعد محاولة تقمص دور البطولة في مسلسل سرابي لا يتابعه أحد، يكثرون فيه من الغيرة الخادعة وكلمات النفاق المنمقة التي أصبحت لا تنطلي على أحد، والغريب ان مسلسل النفاق يتشارك في بطولته من يحملون شهادة السادس الابتدائي والدكتوراه ومن الداخل والخارج وجميعهم يحملون ذات الثقافة السلبية الناقصة في الفهم والمعرفة، كون الثقافة ليست مرتبطة بالشهادات التي تكون في غالب الأوقات مجرد ورقة على حائط الذكريات، ولا بالتواجد في مؤسسة هامشية خارج البلاد، لنجد أن الدونية تسوق أصحابها صوب أسفل سافلين حين يصبح شغلهم الشاغل صناعة التماثيل وتمجيدها.

ويبدو ان البعض يعيشون في زمن الأسود والأبيض، ويكثرون من مشاهدة فيلم عادل إمام “البحث عن فضيحة” ويبذلون جهوداً كبيرة في تقليده لعلهم يحظون بالزواج من بنت الحسب والنسب، ويحاولون ان يلقوا بانفسهم أمام السيارات تارة وفي الحفلات تارة أخرى، لعلهم ينالون القرب من وظيفة لا يستحقونها كونها بحاجة لأصحاب الفكر المنير، والقادرين على صناعة الاستراتيجيات وامتلاك الشخصية المقبولة من الجميع، لكنهم لا يبالون بهذا الأمر فيقدمون أنفسهم على أنهم أفضل من يُجيدون التطبيل والرقص، متناسين ان المطلوب خبير وليس راقص وطبال يقومون ببطولة فيلم “الراقصة والطبال” بصيغة وصورة جديدة.

هذا هو الحال المؤلم الذي وصل إليه البعض، حتى أصبحنا نعتقد انهم كلما كبروا في العمر نقصوا في العقل، ورغم ذلك يستمرون في مراهقتهم الفكرية المكشوفة للجميع، بأنهم مجرد راقصون على الحبال باحثون عن تأدية دور يعيد إليهم الشباب الضائع والأمل المفقود، رافضين الاعتراف بأن الزمن قد تغير وان الشباب أفضل منهم بكثير، وأن من يقولون كلمة الحق يسبقونهم بسنوات في النهضة الفكرية والكرامة الوجودية، وهذا أمر لم يمارسوه في حياتهم العملية كون كلمة الحق تؤلم ولا تُجني لصاحبها ثمار النفاق المتزايدة، لذا ارقصوا وغنوا وطبلوا فلن يتنبه لكم إلا الجهلاء الدخلاء على عالم المعرفة.

آخر الكلام:

قال لي صديقي الفيلسوف ذات مرة: ” حين يعلو صوت نباح الكلاب، فاعلم انها جاعت، فالقي لها بعظمة حتى تصمت”، تبسمت وقلت يا صديقي الفيلسوف الرائع :”أنا لا أحب الكلاب ولا المنافقين”، ضحك بصوت مرتفع وقال لي : “إذن أغلق أذنيك ودع قافلتك تسير”.
رعاك الله صديق الفيلسوف المبدع

زر الذهاب إلى الأعلى