أسرار لا تحسمها قمة “بوتين – أردوغان”.. كيف؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

ما تم بين الرئيس التركي إردوغان، في القمة  مع الرئيس الروسي  بوتين، لم يعلن، ولن يعلن بكل ملفاته الأمنية والسرية والاقتصادية، عدا عن درجة وقوة ومكانة تركيا-تركيا كقوة اقليمية/قطبية في اسيا الصغرى، وبالتالي وجيوسياسية الحوار بين روسيا كبل يغزو أوكرانيا، وتركيا كبل يحاول ان تجد مكانتها في سلة السياسة والاقتصاد والأمن في لعبة الخرائط الأقطاب التي نفضت عنها الغبار، تلك اللحظة التي أراد فيها بوتين غزو أوكرانيا.

*منتجع سوتشي.. بوتين المحارب-أردوغان المشاكس!.

كانت فرصة لوضع تركيا أمام المجتمع الدولي، كقوة دبلوماسية اقتصادية ولها وضعها الأمني في دول المنطقة والإقليم، عدا عن دبلوماسية التعاون الدولي، القمة بإختصار فشلت، وهذا متوقع /اولا:لكل من بوتين و اردوغان، ما يخفيه تحت الطاولة.

.. وثانيا:حالة الاستعراض الدولي المشبع بالقمم والمؤتمرات، وهذا يفتح شهية روسيا لمزيد من العناد السياسي، بالتوازي مع العناد العسكري في ضرب أوكرانيا.

.. وثالثا:لا يمكن الا التذكير، دوليا وأمميا عسكريا، انه خلال الحرب الروسية الأوكرانية، التي استمرت-وما زالت قائمة بعنف – 18 شهرا في اراضي  أوكرانيا.

.. بالنسبة لتركيا، وهي لم تنضم، أو تعلن ذلك بشك مباشر، لم تختار تركيا ان تكون متحمسة او منظمة عمليا، إلى العقوبات الغربية ضد روسيا ، وبرزت – برغبة دولية/الأمم المتحدة  كشريك تجاري رئيسي ومركز لوجستي للتجارة الخارجية لروسيا، وبالتالي المحافظة على سلاسل الإمداد السياسي والأمني ولكن بصور اقتصادية إنسانية.

.. بوتين، الذي اجتمع مع أردوغان يعلم انه، زعيم تركيا خلال نصف العقد القادم، وربما أكثر من ذلك، لهذا، رابعا:دعمت تركيا، العضو في الناتو، أوكرانيا  التزاما بدعوة الحلف، وأرسلت الأسلحة، وتتعامل مع  الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتعمل مع الغرب على دعم ملف  كييف للانضمام إلى الناتو، حتى مع استمرار الحرب.

*أزمة الغذاء العالمية.. لا تحسمها قمة “بوتين – أردوغان”.. كيف؟

 

 

.. عادة أن يجتمع الزعيمان  بوتين و اردوغان-اخر زيارة تركية لروسيا كانت عام ٢٠٢١ في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود حيث تسعى-الان – تركيا وبالطبع منظمات الأمم المتحدة المعنية  إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكراني (…) الذي تقول المصادر الاقتصادية والأمنية والأممية، أنه ساعد في تخفيف أزمة الغذاء العالمية.

بينما تتذبذب مؤشرات الأمم المتحدة التي، نبهت-قبيل قمة بوتين-اردوغان – إلى أن الأمر يبدو:بعد مرور عام ونصف على الغزو الروسي  لأوكرانيا، واسع النطاق، يقال

أمام مجلس الأمن الدولي ، من خلال  وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية”روزماري ديكارلو” ، إنه لا توجد نهاية في الأفق للحرب التي شنتها روسيا في انتهاك لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والتي جلبت “الموت والدمار ومعاناة لا يمكن تصورها” للشعب الأوكراني.

ففي حين أن الأرقام الفعلية من المرجح أن تكون أعلى بكثير، تحققت المفوضية السامية لحقوق الإنسان من مقتل ما لا يقل عن 9444 مدنيا، بينهم 545 طفلا، بالإضافة إلى ما يقرب من 17 ألف جريح.

وأضافت: “هذه الهجمات الشنيعة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي. إنها غير مقبولة ويجب إدانتها بشدة”.

*الخطر على الغذاء العالمي

.. في ذات الملف، أشارت “ديكارلو”إلى تصاعد القتال بعد انسحاب روسيا من مبادرة البحر الأسود، فيما ازدادت التوترات والتهديدات لحرية الملاحة في البحر الأسود.

وقالت إن “الهجمات الروسية الوحشية والمستمرة” ألحقت أضرارا بالبنية التحتية لتصدير الحبوب في موانئ أوكرانية على البحر الأسود ونهر الدانوب، مما يعرض للخطر تصدير المواد الغذائية التي تشتد الحاجة إليها في جميع أنحاء العالم،؛ ذلك أن :الهجمات الروسية الأخيرة على منشآت في خيرسون وإسماعيل وميكوليف وكذلك أوديسا، التي كانت هدفا بالأمس لهجوم بطائرة بدون طيار أدى إلى تدمير 13 ألف طن من الحبوب.

.. حاليا، بعد فشل قمة تركيا – روسيا، يعني فشل دبلوماسية الغرب، ما جعل “ديكارلو”، تستشرف الحدث معلنة قبل اقل من  10 ايام على قمة بوتين – أردوغان،  وفق مصادر الأمم المتحدة، على أن الهجمات التي تستهدف منشآت الحبوب قد يكون لها عواقب عالمية بعيدة المدى، وتهدد بعكس التقدم المحرز في تعزيز الأمن الغذائي خلال العام الماضي. وقالت: “قد يكون هذا كارثيا بالنسبة لـ 345 مليون شخص يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي الحاد حول العالم”.

.. ونقلت في تقريرها ان الأمين العام يواصل التأكيد على أهمية صادرات المواد الغذائية والأسمدة من روسيا وأوكرانيا للأمن الغذائي العالمي، ويدعو إلى استئناف مبادرة البحر الأسود.

ما حدث في سوتشي، ليس هو ما كان يتوقعه الفقراء، أو ما يؤشر إليه الإعلام الغربي، الولايات المتحدة الأمريكية، حلف الناتو، المجموعة. الأوروبية، وحتى قارات الجوع والفقر في كل العالم، فما هو معلن ان النتائج، بقدر الحقائق:

*الحقيقة الأساس :

انسحبت روسيا من الاتفاق في يوليو/تموز – بعد عام من توسط الأمم المتحدة وتركيا فيه – واشتكت من أن صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة تواجه عقبات، ومن عدم وصول ما يكفي من الحبوب الأوكرانية إلى البلدان المحتاجة.

*لكنها الحرب:

منذ ذلك الحين، شنت البلاد هجمات متكررة على موانئ نهر الدانوب، حيث ضربت بعض الطائرات بدون طيار أهدافًا على بعد بضع مئات من الأمتار من رومانيا.

.. تعرضت بلدات إسماعيل وكيليا وبريمورسكي للهجوم .

*.. وايضا:

شنت روسيا موجة من الهجمات بطائرات بدون طيار على أحد أكبر موانئ تصدير الحبوب في أوكرانيا ، واستمرت أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة.

.. واستهدفت القوات  الروسية البنية التحتية المدنية على طول نهر الدانوب في منطقة أوديسا المتاخمة لرومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي.

 

 

*عمليا-قبل القمة التركية الروسية:

تعرضت مدن إسماعيل وكيليا وبريمورسكي للهجوم، حيث تم حرق المستودعات والآلات الزراعية والمعدات الصناعية.

*النتيجة:

انسحبت روسيا، فقد  زعمت أن الاتفاق الموازي الذي وعد بإزالة العقبات أمام الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة لم يتم الوفاء به.

وسبق ان أعلنت روسيا، رسميا، من أن القيود المفروضة على الشحن والتأمين أعاقت جارتها، من الأغذية والمواردالزراعية، على الرغم من أنها شحنت كميات قياسية من القمح منذ العام الماضي، بموجب اتفاق البحر الأحمر، الذي يتعطل لغايات وملفات وجيوسياسية معلقة.

 

*في حدث القمة.. الغذاء تاليا:

في الهامش، سعى الرئيس التركي  أردوغان، إلى إقناع الرئيس الروسي  بوتين بإحياء اتفاق  البحر الاحمر(…) وهو الذي اتاح  لأوكرانيا بتصدير الحبوب والسلع الأخرى من ثلاثة موانئ على البحر الأسود على الرغم من الحرب مع روسيا، استجابة لوقائع ونتائج أزمة الحرب وأثرها على سلاسل الإمداد والأمن الغذائي، ما نتج عنه أزمة اقتصادية وتضخم دولي ينذر الفناء.

روسيا رسميا، مع بوتين  رفضوا الاتفاق، وأنه لا تمديد، ما دل على ضعف موقف  دبلوماسي، أمني. اقتصادي دولي، توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة قبل عام وكان يُنظر إليه على أنه حيوي لإمدادات الغذاء العالمية، خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. وتعد أوكرانيا وروسيا من الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من السلع التي تعتمد عليها الدول النامية.

التوقف يعني خلخلة جديدة القوائم الأسعار، بالتالي الجوع والموت والفقر.

 

 

 

 

*الملفات الخفية بين أردوغان بوتين.

*الملف الاول:

افصح عن سر الملف، الرئيس بوتين  في ختام  مباحثاته مع  اردوغان: ‎روسيا  كانت وستبقى مصدرا موثوقا للغاز ونعمل على نقله عبر مركز توزيع في الأراضي التركية.

 

 

*الملف الثاني:مناقشة سرية لحالة التوتر في مناطق خفض التصعيد بإدلب وحلب عشية لقاء إردوغان بوتين، وقد كان – الأمر معلن-ساد هدوء حذر في دير الزور بعد أسبوع من القتال بين «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» وعناصر «المجلس العسكري» والعشائر العربية الداعمة، مثلما ساد هدوء في محاور القتال في منبج بين القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني» الموالي لأنقرة.

.. الملف، ناقش خطورة   التوتر العسكري/الأمني  بين «قسد» والقوات التركية والفصائل الموالية في شمال غربي الحسكة، في ريف تل تمر ودفع الجيش التركي بتعزيزات إلى مواقعه في منطقة نبع السلام، شمال شرقي سوريا. وصعدت القوات التركية والسورية من أهدافها الجيوسياسية في خرائط المنطقة. *الملف السوري واحداً من الملفات المهمة الثالث: تحريك سياسي-أمني حذر على مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق، الذي ترعاه روسيا وتشارك فيه إيران، وسط حديث روسي عن العودة إلى تفعيل اتفاقية أضنة لعام 1998 لحل إشكالية بقاء القوات التركية في شمال سوريا التي  لها عدة ملاحظات تجعلها تعارض مسارات التطبيع، بل تنادي بخروج تركيا من المنطقة.

*الملف الرابع:

في كل بلدان المنطقة  الإقليم، تقف روسيا مع  سوريا على أكثر من جبهة بعد اتساع حدة الغارات والقصف الإسرائيلي المتواصل على مشهد من العالم، للأهداف الإيرانية في مناطق تواجدها، وفي الملف، جرى فتح أوراق شرق الفرات، إذ  يتردد الكثير عن محاولات الأميركيين الإمساك بالحدود السورية العراقية. وعلى الرغم من نفي المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، هذا الأمر واعتبار السيد حسن نصر الله أنه مجرد أوهام متعهداً بمنع حصوله، يصح اعتباره أنه يأتي في إطار الكباش الأميركي – الإيراني في المنطقة،وهنا اخفت مصادر قمة بوتين – أردوغان، ماذا يتحدد على روسيا وتركيا من نتائج تبدو مفتوحة، دون حلول.

واعترف بوتين بأنه سيتم مناقشة “القضايا المتعلقة بالأزمة الأوكرانية” بينهما.

 

*الملف الخامس:

القمة في المنتج الهادئ، شمل عقد الاجتماع على خلفية الهجوم المضاد الأخير الذي شنته أوكرانيا ضد القوات  الروسية، بالطبع، روسيا تصر انها تقوم منذ أكثر من 18شهرا بعملية خاصة(…) وفي أحدث التطورات، مسارات الغزو-الحرب لا تقديرات لاي بحث دبلوماسي لتحريك المبادرات لانهاء العمليات العسكرية التي تزيد من مخاوف تطور الوضع نحو حرب شاملة.

 

*الرؤية الأميركية، بحسب الموقع الرسمي لحكومة الولايات المتحدة

تقول الرؤية في خلاصتهازالسيلسية/الاقتصادية، انه :لا يمكن لأساطير التضليل الروسية أن تخفي الحقائق الصعبة المتمثلة في  عدم تطبيق العقوبات على الحبوب الروسية، ( الحبوب الأوكرانية ضرورية للحصول على الغذاء الكافي للدول ذات الدخل المنخفض،  لا تستطيع روسيا استبدال إمدادات الحبوب في أوكرانيا،  فالكرملين يسير على الطريق الصحيح لتدمير كميات من الحبوب أكبر مما عرض التبرع به، وفي كل يوم تستهدف المزيد من الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية عمدا خط الأنابيب الحيوي الذي يزود الحبوب الأوكرانية لبقية العالم ويحافظ على استقرار أسعار المواد الغذائية.

.. وحددت النشرة، رسميا استنادا لشهادة الرئيس الأوكراني :”إن موسكو تخوض معركة من أجل كارثة عالمية: فهؤلاء المجانين يحتاجون إلى انهيار سوق الغذاء العالمية – إنهم بحاجة إلى أزمات الأسعار، ويحتاجون إلى انقطاع الإمدادات. يعتقد شخص ما أنه يمكنه كسب المال منه. ويأمل شخص ما هناك في موسكو أن يتمكن من جني الأموال من هذا الأمر. هذه آمال خطيرة للغاية”. – الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، 2 أغسطس 2023

.. وفي التفاصيل:في 17 يوليو 2023، انسحبت روسيا من مبادرة حبوب البحر الأسود (BSGI) تحت ذريعة زائفة. ذرائع. وهذا الإجراء الأحادي أوقف الصفقة التي جلبت ما يقرب من 33 مليون طنمن صادرات الحبوب إلى الأسواق العالمية، حيث يصل ما يزيد عن نصف تلك الحبوب وثلثي القمح إلى البلدان النامية. وكان يعادل 18 مليار رغيف خبز. وبعد أيام، ارتفع السعر العالمي للحبوب بنسبة 17 في المائةبينما أعلنت روسيا عن رقم قياسيصادرات الحبوب. لقد وضع الكرملين السوق في مكان يسمح له بتحصيل ثمن باهظ لنفسه على حساب الفئات الأكثر ضعفا في العالم مع تصاعد الهجماتعلى الموانئ والحبوب في أوكرانيا. استخدمت روسيا مرارًا وتكرارًا معلومات مضللة في محاولة لتشويه سمعة BSGI والتهديد بالانسحاب بينما كانت المبادرة سارية من يوليو 2022 حتى يوليو 2023.

.. وانه، في أعقاب انسحاب موسكو من BSGI، يواصل الكرملين تشويه البيانات، وإنكار الحقائق، والتلاعب بالحسابات في محاولة لإدامة خمس أساطير كاذبة. فأولا، يحاول الكرملين كذبا تصوير روسيا باعتبارها ضحية للعقوبات المفروضة على صادراتها من الحبوب والأسمدة، في حين أن القيود التي تفرضها روسيا على صادراتها وحربها غير القانونية على أوكرانيا كانت في واقع الأمر سببا في عرقلة الشحنات. ثانياً، تزعم موسكو كذباً أن البلدان ذات الدخل المنخفض لم تستفد من مبادرة BSGI، في حين أن ما يقرب من 20 مليون طن من تلك الحبوب ذهبت في الواقع إلى البلدان النامية. كما أفادت هذه المبادرة إلى حد كبير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من خلال تثبيت الأسعار العالمية وإيصال إمدادات الحبوب الأوكرانية إلى البلدان التي هي في أمس الحاجة إليها. وثالثاً، ينشر الكرملين ادعاءات خادعة تقلل من أهمية هذه المسألةمن الحبوب الأوكرانية إلى الإمدادات الغذائية العالمية، بينما تعمل بنشاط على تدمير قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب التي يمكن أن تطعم الملايين من الناس على مستوى العالم. رابعاً، تحاول موسكو تصوير نفسها على أنها جهة فاعلة سخية وضامنة للأمن الغذائي العالمي، في حين أن روسيا، في الحقيقة، تحتل المرتبة الرابعة والثلاثين كأكبر مساهم في برنامج الأغذية العالمي، حتى في الوقت الذي تتوقع فيه حصاداً قياسياً. خامسًا، بينما يزعم الكرملين كذبًا أن الممر الأمني ​​BSGI يوفر غطاءً للنشاط العسكري الأوكراني، فإن الضربات الروسية المكثفة على البنية التحتية المدنية للموانئ في أوكرانيا، والتي دمرت بالفعل 220 ألف طن من الحبوب وفقًا للحكومة الأوكرانية، توضح الدافع الحقيقي للكرملين: قطع الطريق. شريان حياة اقتصادي حيوي لأوكرانيا.

إن تشويهات الكرملين للبيانات وحساباته المضللة من غير الممكن أن تخفي الحقائق. شنت روسيا الاتحادية حربا غير مبررة وغير قانونية ضد أوكرانيا. ويواصل الكرملين إغلاق موانئ أوكرانيا وتعريض سفن الشحن المدنية التي تنقل المواد الغذائية للخطر، حيث تدمر الضربات الصاروخية الروسية صوامع الحبوب ومراكز النقل في أوكرانيا. إن انسحاب موسكو من BSGI يؤدي إلى ارتفاع أسعار الحبوب الروسية ويملأ خزائن الكرملين الحربية على حساب الدول الأكثر ضعفاً في العالم. وسوف تجني روسيا الأرباح من هذا الارتفاع المفاجئ في أسعار المواد الغذائية ومحصولها الوفير القياسي، في حين تقضي على منافسها الرئيسي وتجعل العالم ينسى المساهمة الحيوية التي تقدمها أوكرانيا في إطعام أكثر الناس احتياجاً على مستوى العالم. والحقيقة أن روسيا هي المعتدي الوحيد، الذي يحاول منع التدفق الحيوي للحبوب إلى أشد الناس احتياجاً في العالم.

.. ومما ورد-أيضا-القول:لقد تسببت الحرب غير المبررة وغير المبررة التي شنها الكرملين ضد أوكرانيا في إلحاق أضرار جسيمة باقتصاد أوكرانيا وتفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي، وخاصة في البلدان النامية . كانت أوكرانيا لفترة طويلة بمثابة ” سلة خبز أوروبا “، حيث تغذي الملايين في مختلف أنحاء العالم. وكانت من كبار موردي الحبوب لعشرات الدول الإفريقية والشرق أوسطية في عام 2021. منذ الغزو الروسي واسع النطاق في فبراير 2022، منعت روسيا طرق التجارة الأوكرانية عبر البحر الأسود، وقمت بتلغيم الحقول الزراعية في أوكرانيا، وأحرقت المحاصيل، ودمرت إمدادات تخزين المواد الغذائية في أوكرانيا. خلق العمالةالنقص ، وهاجمت سفن الشحن التجارية والموانئ . كما تسرق روسيا الحبوب الأوكرانية لتحقيق مكاسبها الخاصة . وكما ذكرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ، فإن حرب الكرملين ضد أوكرانيا “تسببت في تعطيل الإنتاج الزراعي والتجارة في منطقة البحر الأسود وأثارت ذروة غير مسبوقة في أسعار المواد الغذائية الدولية في النصف الأول من عام 2022”.

وفي يوليو/تموز 2022، توسطت الأمم المتحدة وتركيا في مبادرة حبوب البحر الأسود للسماح بـ “الملاحة الآمنة لتصدير الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة ذات الصلة” من موانئ أوكرانيا لضمان وصول الأغذية والأسمدة التجارية إلى الأسواق العالمية. وكان العمل الثقيل الذي بذلته تركيا والأمم المتحدة بمثابة ضربة دبلوماسية بارعة. شاركت كييف وموسكو (حتى يوليو 2023) في مبادرة BSGI، وأثبتت المبادرة أهميتها لخفض التضخم في أسعار المواد الغذائية العالمية وإيصال الحبوب التي يحتاجها الناس بشكل عاجل في جميع أنحاء العالم .

.. ما زالت الحرب الروسية الأوكرانية، قلق العالم وزوبعة المستقبل الخفي،.. وسبل خلق الحروب المدمرة.

Back to top button