مشاهد ما بعد قمة نادرة بين موسكو و ‎بيونغ يانغ
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

انشغل المجتمع الدولي والأمني، مع حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، بما سيعقب القمة الخطيرة النادرة بين  موسكو، بوتين و ‎بيونغ يانغ، كيم.

تمت القمة بكل مشاهدها الدرامية، في الوقت الذي علقت الخارجية الأميركية، بأنها، اي الولايات المتحدة : ستفرض عقوبات على ‎موسكو و ‎بيونغ يانغ إذا أبرمتا صفقات أسلحة، وهو الحديث السري بين بوتين وكيم، الذي ضرب العالم بنظرة معايرة سياسيا عسكريا واقتصاديا، في محاولة لخلخلة ميزان القوى الدولية، بالذات مع الوضع الروسي الذي يخوض حربا سرشة في عمق الأراضي الأوكرانية، الحرب التي تدخل شهرها19 وسط غياب لأي أفق أو حل سياسي أمني.

*ماذا تريد كوريا الشمالية من روسيا اليوم؟.

 

في النظرة الواقعية، روسيا اليوم ليس لديها إلا مناورات وتجاذبات، لا أفق سياسي أو أمني نتائجها، هي دخلت حرب، تحاول إقناع العالم انها تدور بشكل خاص، ضمن عملية في المدار الروسي(…)، بينما يقول الزعيم كوريا الشمالية” كيم جونغ أون”، انه :يتعهد بتقديم الدعم الكامل لموسكو خلال القمة الخطيرة النادرة  مع الرئيس بوتين في روسيا، وهو-اي كيم-يدعم ويتعهد بأشكال من  دعم بلاده لروسيا، وهي الإشارات التي فهمت بشكل واضح، انه مع ومؤيد  الحرب في أوكرانيا.

 

 

.. وحول ذلك، ومن سيول، كوريا الجنوبية  كانت وكالة  (أ ف ب)، تنشر حول العالم، ردود الفعل حول تعهد الزعيم الكوري الشمالي  بتقديم “الدعم الكامل وغير المشروط” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في نهاية الزيارة /القمة ، ونوهت الوكالة : في الوقت الذي عقد فيه الزعيمان المعزولين من قبل الغرب قمة حذرت الولايات المتحدة من أنها قد تؤدي إلى اتفاق لتزويد الأسلحة النووية بالذخيرة.

 

الإعلام الدولي، الأوروبي والأمريكي، المح الى ان القمة، وفق الرئيس الكوري الشمالي، كانت ناجحة(…) إذ :”سلط الاجتماع، الذي استمر أكثر من أربع ساعات في ميناء الفضاء الروسي في الشرق الأقصى، الضوء على مدى توافق مصالح البلدين: يُعتقد أن بوتين يسعى إلى الحصول على أحد الأشياء القليلة التي تمتلكها كوريا الشمالية الفقيرة بوفرة – مخزونات الذخيرة القديمة والأسلحة النووية. صواريخ لأسلحة الحقبة السوفيتية”.

 

*.. قصة الأقمار الصناعية.. قدرات أو تجسس؟

 

في تحليل الوكالة الفرنسية، ووكالة AP   الأميركية، قيل بكل وضوح ان الاجتماعات التي تمت في قاعدة” فوستوشني الفضائية”، التي تعد أهم مركز إطلاق للصواريخ، وتقع ضمن الأراضي الروسية، ذات المختبرات العلمية الفضائية، وهي في خارج مدينة تسيولكوفسكي، على بعد حوالي 200 كيلومتر (125 ميلاً) من مدينة بلاغوفيشتشينسك في منطقة أمور بأقصى شرق روسيا، الاجتماع، وما نتج عنه ان كوريا وزعيمها، يسعيان إلى :” الحصول على مساعدة روسية في تطوير أقمار الاستطلاع العسكرية؛ وكان قد قال في السابق إن هذا أمر بالغ الأهمية لتعزيز التهديد الذي تشكله صواريخه ذات القدرة النووية، وفشلت كوريا الشمالية مرارا وتكرارا في وضع أول قمر صناعي للتجسس العسكري في مداره” .

 

*مشاهد لها دلالات

 

*المشهد الأول:

التقى بوتين بسيارة ليموزين كيم، التي تم إحضارها من بيونغ يانغ في القطار المدرع للزعيم الكوري الشمالي ، في منشأة الإطلاق، واستقبل ضيفه بمصافحة استمرت حوالي 40 ثانية. وتحدث بوتين عن دعم الاتحاد السوفييتي لكوريا الشمالية في زمن الحرب ، وقال إن المحادثات ستغطي التعاون الاقتصادي والقضايا الإنسانية و”الوضع في المنطقة”.

 

*المشهد الثاني:

تعهد كيم بدوره بمواصلة الدعم لموسكو، في إشارة واضحة إلى الحرب في أوكرانيا.

 

وأضاف، بحسب المصادر الإعلامية لوكالة الأنباء الفرنسية؛ أن “روسيا تخوض حاليا معركة عادلة ضد القوى المهيمنة للدفاع عن حقوقها السيادية وأمنها ومصالحها”. “لقد أعربت جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية دائمًا عن دعمها الكامل وغير المشروط لجميع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الروسية، وأغتنم هذه الفرصة لأؤكد من جديد أننا سنقف دائمًا إلى جانب روسيا في الجبهة المناهضة للإمبريالية وجبهة الاستقلال”. ”

 

 

*المشهد الثالث:

كوريا الشمالية، غالبا، تمتلك عشرات الملايين من قذائف المدفعية والصواريخ القديمة المبنية على تصميمات سوفيتية والتي يمكن أن تدعم القوات الروسية في أوكرانيا.

 

*المشهد الرابع:

اتهمت واشنطن كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالأسلحة، بما في ذلك بيع قذائف مدفعية لمجموعة فاغنر المرتزقة الروسية. وينفي المسؤولون الروس والكوريون الشماليون مثل هذه الادعاءات.

 

.. عمليا: شراء الأسلحة من كوريا الشمالية أو توفير تكنولوجيا الصواريخ لها من شأنه أن ينتهك العقوبات الدولية التي دعمتها روسيا في السابق، إبان خمسينات القرن الماضي في الحرب بين الكوريتين الشمالية والجنوبية.

 

 

*المشهد الخامس:

الرئيس بوتين، اكد  الروسي إن كيم سيزور مدينتين أخريين في الشرق الأقصى بمفرده بعد القمة، ويتوجه إلى كومسومولسك أون أمور، حيث سيزور مصنعًا للطائرات، ثم يتوجه بعد ذلك إلى فلاديفوستوك لمشاهدة الأسطول الروسي في المحيط الهادئ. جامعة ومرافق أخرى.

 

وقال بوتين إن روسيا وكوريا الشمالية لديهما “الكثير من المشاريع المثيرة للاهتمام” في مجالات مثل النقل والزراعة. وأضاف أن موسكو تقدم لجارتها مساعدات إنسانية، ولكن هناك أيضًا فرص “للعمل على قدم المساواة”.

 

.. الواضح في هذا المشهد، أن بوتين يخادع الحقيقة، فقد حلل الإعلام الغربي، انه : تهرب من مسألة التعاون العسكري، مكتفيا بالقول إن روسيا تلتزم بالعقوبات التي تحظر شراء الأسلحة من بيونغ يانغ، «هناك قيود معينة، وروسيا تتبعها جميعها. هناك أشياء يمكننا التحدث عنها، نحن نناقشها، ونفكر فيها.

 

*أحداث ما قبل الزيارة.. السعي لقمة نادرة وخطيرة.

 

*الحدث الاول:

الرئاسة الروسية: الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون يقوم بزيارة رسمية إلى ‎روسيا في الأيام المقبلة بدعوة من الرئيس فلاديمير ‎بوتين(١١ ايلول.. الكرملين) : ‎روسيا ستواصل تعزيز صداقتها وعلاقتها مع ‎كوريا الشمالية في شتى المجالات.

*الحدث الثاني:

متحدث الخارجية الأميركية: سنراقب عن كثب الاجتماع بين ‎بوتين و زعيم ‎كوريا الشمالية.

*الحدث الثالث:

نشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية ،   الزعيم الكوري الشمالي ‎كيم جونغ أون وهو يلوح من قطاره للمشاركين في وداعه أثناء مغادرته الأحد الماضي إلى ‎روسيا للقاء الرئيس ‎بوتين.

..في ذات المشهد، وذات اليوم  قال الرئيس الروسي  بوتين، إن العلاقات بين (روسيا والصين) وصلت إلى مستوى تاريخي لا مثيل له، وسيتم مواصلة العمل المشترك بين البلدين.

وخلال لقائه بنائب رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي، الذي تستضيفه مدينة “فلاديفوستوك” الروسية، أشار بوتين إلى أن زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى روسيا في مارس/ آذار، بعد إعادة انتخابه تعكس مستوى العلاقات التاريخي الذي وصلت إليه البلدين، وهي إشارة إلى إمكانية تلميح روسيا لكوريا الشمالية، بوجود مساحات لتعاون ثلاثي بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، رغم إستحالة ذلك دوليا وامنيا.

 

*الحدث الرابع:

صورة الحدث وصلت الرئيس الكوري كيم وهو في القطار، إذ قال  الرئيس الروسي بوتين  عن أن بلاده  تعمل على تصنيع سلاح بخواص [فيزيائية متميزة] وباستطاعته ضمان الأمن في أي بلد.

.. *الحدث الخامس:

وسائل إعلام روسية: القطار المدرع الذي يقل زعيم ‎كوريا الشمالية “كيم جونغ أون” في زيارة إلى ‎روسيا عبر جسر السكك الحديدية فوق نهر رازدولنا في إقليم بريمورسك الروسي وتوجه شمالاً.،وفيه تمت المشاهد الأولى من استبقال رئيس ‎كوريا الشمالية كيم جونغ أون في ‎الأراضي الروسية .

*الحدث السادس:

*الرئيس الروسي بوتين يعقد جلسة محادثات مع زعيم ‎كوريا الشمالية في قاعدة “فوستوشني” الفضائية في أقصى الشرق الروسي والأخير يؤكد أن “العلاقات مع ‎روسيا أولوية قصوى لنا وسنبقى معاً في الحرب ضد الإمبريالية”،وهو الحدث المتوقع سياسيا من دولة تواجه الغرب منذ الخمسينات من القرن الماضي.،الحدث  تلاه بدء اجتماع ثنائي بين ‎بوتين ونظيره الكوري الشمالي كيم  وجهاً لوجه بعد انتهاء الاجتماع الموسع بينهما، كيم  أكد  خلال محادثات مع   بوتين ، أن العلاقات مع روسيا تمثل “الأولوية الأولى” بالنسبة لبلاده، وهي مسألة ينظر لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بارتياب عميق؛ ذلك ان الزعيم كيم لفت إلى  إن بلاده تريد مواصلة تطوير العلاقات مع روسيا وتؤيد قراراتها، لافتاً إلى أن روسيا ارتقت إلى مستوى النضال المقدس للدفاع عن سيادتها(..)، وهي إشارة إلى خطورة الحدث.

 

 

 

*الحدث المتوقع!.

في مخاطر دولية، سياسية وأمنية واقتصادية، ما يتوقع من القمة أن توافق كوريا الشمالية على تزويد روسيا بالذخيرة والأسلحة اللازمة لحربها في أوكرانيا. وفي المقابل، قد توافق موسكو على نقل التكنولوجيا المتعلقة بالأسلحة إلى بيونغ يانغ، مثل تلك التي تشمل أقمار التجسس الصناعية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، وهنا مكمن الخلاف مع الغرب وبالذات حلف الناتو والولايات المتحدة.

.. وخارج التوقع، مراوغة  بوتين، الذي اعتبر  نتائج مباحثاته مع الزعيم الكوري الشمالي : تضمنت تبادلاً “صريحاً” لوجهات النظر بشأن الوضع في المنطقة، كما تطرقت إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، والمشاريع المهمة في مجالات النقل والسكك الحديدية الموانئ.

. . وضمن رؤية الغرب، يرى البيت الأبيض، في تعليق  ان : الولايات المتحدة لديها مخاوف بشأن أي علاقات عسكرية مزدهرة بين ‎روسيا و ‎كوريا الشمالية.

.. في واقع أزمات العالم من كوارث طبيعية، أعاصير مدمرة وزلازل، وحروب وهجرات ونقص الموارد والأزمة الاقتصادية العالمية، نعود إلى مربع المكوكيات العالمية التي تدور من بلد الى اخر ومن تجمع دولي الي مجموعات اقتصادية وأمنية، لا تكاد تخرج من أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، وهي التي يرى فيها الرئيس الأمريكي بايدن، انها تسمعنا قرقعة أصوات الحرب العالمية الثالث… لنا أن  نترقب الآتي.

زر الذهاب إلى الأعلى