اجتياح غزة.. تمرين أول أمام مجتمع دولى ينهار
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

مؤشرات الحرب على غزة بدأت في كشف تفكك وعدم سيطرة عسكرية وأمنية لوجستية من الأطراف كافة.

الإدارة الأمريكية وأوروبا تنحازان بشكل جبان لرؤية سياسية من الولايات المتحدة، ليس في نتائجها إلا دوامة استمرار التصعيد العسكري، وأنصاف الحلول، فيما المجتمع الدولى، يقف في وسط المشهد، يكيل الدانات للأمم المتحدة ومجلس الأمن، فالحرب في قطاع غزة كشفت انهيار منظمات الأمم المتحدة، ما جعل قطاع غزة في حالة من الدمار والضياع والتهجير القسري العشوائي، ما زاد من كارثة اتضحت معالمها دوليًا، دون وجود أي “قوة ناظمة”، تنهي الوضع في غزة وحالة الموت اليومي التي تستهدف دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، بدعم مباشر ومقيت ولا يخضع للمنطق الدولي أو الأمن والسلم، الدعم الأمريكي الأوروبي المكشوف، الذي أحال غزة إلى مدن وأحياء ومدارس ومستشفيات وكيان إنساني يعيش القرون الوسطى.

*هوس الاجتياح البري

 

تحت وفوق الطاولات في واشنطن ولندن وباريس برلين، ودول أخرى تنفتح خرائط الحرب، وكان قطاع غزة دولة عسكرية عظمى، تقف في وجه العالم، وبات ما يخطط له السفاح نتنياهو، رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي المتطرفة، الاجتياح البري لغزة، ساعة صفر انهيار الإنسانية، التي تترقب، لا تحاول وضع الحلول، وهنا، يتبجح السفاح الصهيوني، أن دولة الاحتلال ما زالت بانتظار وصول منظومات الدفاع الأمريكية.

..حكاية تمر من أمام مجلس الأمن وعراك ساسة الكراسي في مجلس الأمن، الأخيار الأشرار، لهذا يقول الإعلام  الصهيوني العبري إنه على خلفية الحرب البرية القادمة في بر ‎غزة، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، تستعد لحرب شوارع ومدن على عدة جبهات.

.. الاجتياح فزاعة الحرب على غزة، تمرين أول(..) كانت الحرب المتطرفة بدأت، وهي الآن في موكب آخر أمام انهيار المجتمع الدولي، الاجتياح فعليًا يجري عبر نقل المعدات العسكرية، وتحسب دولة الاحتلال بعنجهية، تكلفة الحرب على الجبهات المتعددة (…) فقد حددت حكومة الحرب أن موعد الاجتياح البري لقطاع غزة تم تحديده من قبل “كابينت الحرب”.

 

.. ومن ضمن استعدادات الاحتلال، أخذت تروج للحرب بالإشارة إلى أنها “حرب إسرائيل وحماس”،.. ومن هذه الزاوية ترسل حكومة الحرب إلى قطاع غزة مقدمات الآليات.. وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة كانت جزءًا من الاستعدادات لـ”المراحل المقبلة من القتال”.. وإنه شن غارة بالدبابات في القطاع الشمالي لقطاع غزة خلال الليل، وإن التوغل كان جزءًا من الاستعدادات للمرحلة التالية من القتال، في إشارة على الأرجح إلى الغزو البري.

.. ووزع جيش نتنياهو، منشورات، على تليجرام (…) إنه ضرب أهدافًا متعددة و”عمل على إعداد ساحة المعركة”.

قوات إسرائيلية ودبابات وجرافات تدخل قطاع غزة في غارة ليلية، والتنسيق يتم مع الإدارة الأمريكية انتقامًا للموقف الدولي من الدول التي استخدمت حق الفيتو في التصويت ضد قرار الولايات المتحدة الأمريكية بمجلس الأمن، روسيا والصين.

 

 

*ممرات ومحطات تهجير إنسانية

.. كل ظروف الحرب قائمة، الوحش الصهيوني يأخذ فرصته ليؤدب المنطقة، بالطبع لا وقت لدبلوماسية الباكي على الشعب الفلسطيني في غزة أو في القدس أو الضفة الغربية، هنا يأتي التوغل الإسرائيلي الكبير في بر غزة، في ذات الوقت الذي يضع فيه قادة الاتحاد الأوروبي اللمسات، بعض البهارات والتحسينات اللغوية والأمنية على نص- قرار-يدعو إلى: “ممرات ومحطات تهجير إنسانية”، وأيضا “فترات توقف” لإيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة، وفقًا للمسودة النهائية للنص الذي ستتم الموافقة عليه في قمة بروكسل، اليوم تحديدًا.

 

 

.. عمليًا:

.. القوات الإسرائيلية لا رادع لها عمليًا: دبابات وجرافات تدخل قطاع غزة في غارة ليلية، ربما هو التمرين الأول لاختبار القوة من وعلى المقاومة من كل الجبهات.

 

 

*تفاصيل الاجتياح- التمرين

 

*أولًا:

هاجمت قوات مشاة إسرائيلية مدعومة بالدبابات والجرافات المدرعة أهدافًا تابعة لحركة حماس في غارة برية استمرت ساعات خلال الليل في شمال قطاع غزة.

 

 

*ثانيًا:

أظهرت لقطات فيديو غير واضحة نشرها الجيش الإسرائيلي طابورًا يضم ما لا يقل عن اثنتي عشرة دبابات قتالية رئيسية ومركبات مدرعة أخرى يعبر من خلال فتحة في الجدار الحدودي لغزة، ويطلق النار على منطقة مبنية قريبة من المباني المتضررة.

*ثالثًا:

منذ السابع من أكتوبر الجاري، القوات الإسرائيلية الصهيونية، دأبت على شن غارات يومية لم تتوقف متكررة على غزة، حيث قتال همجي استهدف بالدرجة الأولى البيوت والمدارس والمستشفيات، إلا أن هذا التوغل وُصف بأنه أكثر أهمية بكثير من حيث الحجم، يرسل إشارات أولى لتشكيل ظروف القتال في المناطق الحدودية المباشرة “للمراحل التالية من الحرب”، أي بعد هذا التمرين الأول.

 

 

*رابعًا:

عادت قوات الاحتلال الإسرائيلي- التي جاءت وفقًا لتقارير وسائل رسمية في الكابينت والإعلام العبري من: لواء جفعاتي والفرقة 162 مدرع، وقالت المصادر إن الغارة تمت دون وقوع إصابات أو خسائر في الأفراد والمعدات.

*خامسًا:

جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هاغاري، قال في التفاصيل: “من خلال الغارة، قضينا على الإرهابيين، وقمنا بتحييد التهديدات، وتفكيك المتفجرات، والكمائن، من أجل تمكين القوات البرية من المراحل التالية من الحرب”، وهي مرحلة تلوح في الأفق.

 

 

* كارثة سياسية وإنسانية “ذات أبعاد أسطورية”

في اختلاط الدبلوماسية العالمية مع حيرة الدبلوماسية الأمريكية المراوغة، المنحازة بهوس دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، وقعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأذرعها في تضارب مصالح تقوده أهواء غربية بلا أي إحساس بالجريمة.

 

.. في هذا الإطار، جاءت مقابلة فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة، المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، تفجر حالة انهيار المجتمع الدولي في المسألة الفلسطينية، وقالت: إن ما يحدث حاليًا في الشرق الأوسط هو “كارثة سياسية وإنسانية ذات أبعاد أسطورية”.

.. ولفتت إلي أن الاحتلال الذي تمارسه إسرائيل هو أداة للاستعمار والوحشية والاعتقال والاحتجاز التعسفي وتنفيذ إعدامات بإجراءات موجزة ضد الشعب الفلسطيني.

.. وإدانت استجابة المجتمع الدولي كانت “غير مسئولة” لأنها أضاعت الفرصة “للتصرف بحكمة وإنصاف” على النحو الذي يمكن أن يؤدي إلى السلام.

..فرانشيسكا ألبانيز، قالت: تم استهداف المدارس والمستشفيات، بالإضافة إلى كل ذلك، تم تشديد الحصار لأن القادة الإسرائيليين، بطريقة أو بأخرى، يُحمـّلون جميع الفلسطينيين في غزة المسئولية ويعاقبونهم جميعًا على ما تفعله حماس والجماعات المسلحة الأخرى.

إن الوضع الإنساني يتجاوز الكارثة، وقد كان صعبًا بالفعل قبل هذه الأزمة، وأعتقد أنه على الأمم المتحدة أن ترفع من مستوى قدرتها على التدخل الآن.

*وثيقة: مسودة نص إعلان رسمي للاتحاد الأوروبي

“يعرب المجلس الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة، ويدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستمر وسريع وآمن ودون عوائق إلى المحتاجين من خلال جميع التدابير الضرورية، بما في ذلك المساعدات الإنسانية”.

الممرات والتوقفات:

“سيعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين، وتقديم المساعدة وتسهيل الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى، وضمان عدم إساءة استخدام هذه المساعدة من قبل المنظمات الإرهابية”.

.. وفي طالعتها قالت عن مفهوم القانون الدولي فيما يتعلق بالمقاومة:

ينص على حق الدول الأعضاء في الدفاع عن النفس، وهو حق متأصل في المادة 51 من مـيثاق الأمم المتحدة. وهذا الدفاع يمكن أن يمارس ضمن حدود معينة. الحد الأول في الحق نفسه، أي أن يكون متناسبًا وضروريًا، يبرر استخدام القوة لصد الهجوم حيث كان هناك توغل في الأراضي الإسرائيلية أدى إلى قتل ومعاملة وحشية للمدنيين الإسرائيليين. وكان لا بد من صد تلك التوغلات.

وبمجرد صد التوغل، ظهرت الصواريخ مجددًا. لذا لا بد من اتخاذ التدابير اللازمة لوقف الصواريخ. هذه كلها أهداف عسكرية مشروعة.

ولكن هناك شرطا في المادة 51 وهو أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لاستعادة أو الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وهنا، تقع على عاتق مجلس الأمن مسئولية تعزيز وضمان الحفاظ على السلام والأمن، ومن الواضح أن هذا فشل لأنه لم يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار.

وبالتالي، فإن ما تفعله إسرائيل يعتبر في نظر بعض الدول الأعضاء دفاعًا مشروعًا عن النفس، وهو ليس كذلك. كيف يمكن أن يكون هذا دفاعا عن النفس، وهناك قصف شامل لشعب بأكمله تحت هدف غامض ومبهم للغاية، وهو القضاء على حماس؟

كنت سأتفهم هدف القضاء على القدرة العسكرية لحماس أو تدميرها، لأنه مفهوم ومحدد للغاية. ولكن ماذا يعني القضاء على حماس؟ حماس هي واقع سياسي، شئنا أم أبينا. لا تحتاج إلى أن تكون متعاطفا مع حركة سياسية مثل حماس حتى تدرك أن [الهدف] غامض للغاية، وقد يبرر قتل المدنيين، كما يحدث الآن.

.. وأشارت: على أية حال، حتى لو كان هناك حق في الدفاع عن النفس، فلا بد من احترام مبدأ التمييز، حتى لا يتم استهداف المدنيين. عندما يكون هناك استهداف عشوائي، فإنك تستهدف المدنيين. فهذه كلها الحدود التي يجب أن يلتزم بها استخدام القوة، ولا يراعى شيء من ذلك، ولا يتم الالتزام بشيء منه.

.. وحددت بقوة موقعها الأممي: نعم، في القانون الدولي، وهناك اعتراف بالحق في المقاومة، وهو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحق في تقرير المصير. لذا، فمن المعترف به على نطاق واسع أن حق تقرير المصير ينشأ في حالة الهيمنة الاستعمارية أو الاحتلال الأجنبي أو الأنظمة العنصرية التي تحرم شريحة من السكان من المشاركة السياسية.

لذا، وفي هذا السياق، فإن الشعب لديه حق تقرير المصير ويستطيع المقاومة. لكن المقاومة لها قواعد وحدود، وهي نفسها التي تنطبق على أي طرف متحارب. لذا فإن كل فاعل ينخرط كجزء من المقاومة يصبح مسئولًا عن خياراته وأساليبه في الاشتباك وقتل المدنيين أمر غير مسموح به على الإطلاق بموجب القانون الدولي.

هناك أيضًا قرار محدد، القرار رقم 3236 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتشير الفقرة الخامسة منه على وجه التحديد إلى حق الفلسطينيين في استعادة حقوقهم.

.. وهنا تقول- فرانشيسكا ألبانيز-: تمت صياغة حق المقاومة والإشارة إليه في سياق تصفية الاستعمار، فيما يظل الفلسطينيون يحاولون تحرير أنفسهم من الاحتلال الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.

.. سياق التمرين الأول اجتياح غزة، تفاصيل تحتاج إلى بحث في سبل دراية المرحلة القادمة من مشروع الإرهاب الإسرائيلي، بكل مفردات الدعم الأمريكي والغربي في هذه الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى