ثريا البقصمي تروي بذور «تفاحة في هودج» قدمتها الكاتبة أمل الرندي في معرض الكويت الدولي للكتاب
النشرة الدولية –
ضمن فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب، قدمت الكاتبة ثريا البقصمي ندوة بعنوان «تفاحة في هودج»، أدارتها الكاتبة أمل الرندي التي تحدثت عن إسهامات البقصمي كفنانة تشكيلية قدمت أجمل اللوحات التشكيلية، وكاتبة صدر لها العديد من المؤلفات في مجال الشعر والقصة القصيرة والرواية والكتابات الصحافية في الثقافة عموماً وفي النقد، كما ترجمت كتبها إلى عدة لغات.
وأشارت الرندي إلى حصول البقصمي على جوائز في الأدب والفن، منها جائزة مؤسسة التقدم العلمي لأدب الاحتلال عن مجموعتها القصصية «شموع السراديب»، وجائزة الدولة التقديرية في أدب الأطفال عن «مذكرات فطومة»، وجائزة شعرية إسبانية لديوانها «كفي عصفورة زرقاء»، كما حصلت على جوائز في مسابقات وزارة التربية للقصة القصيرة وهي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، كما شاركت في العديد من المعارض في عدة دول، وأقامت 63 معرضاً شخصياً لأعمالها حول العالم.
وحول آخر تجلياتها الإبداعية (تفاحة في هودج)، تحدثت البقصمي عن الرواية التي جمعت فيها كل حواسها الفنية، بدءا من لوحة الغلاف المزينة بريشتها المميزة، وألوانها القوية الناطقة حياة وحيوية، وانتهاء بسردها الجاذب الأخّاذ وجمال لغتها وأسلوبها في رسم الشخصيات بالكلمات. البقصمي حالة إبداعية متفردة، فالإبداع مملكتها، وعطاؤها المتميز.
وتابعت: «ان رواية تفاحة في هودج هي نتاج بذور حكاية حملتها في داخلي ما يقرب من الستين عاما، لقد ترعرعت في عائلة معظم أفرادها من الحكائين، جدة تروي قصصا مشوقة استمدتها من الأساطير الفارسية، وأب يحكي عن طفولته المعذبة، وأم تحكي عن مدرستها والمطوعة أمينة، حكايات أمي وأبي كانت إصداري الأول، العرق الأسود، وفي طفولتي كل من كان يبدأ بسرد حكاية كنت ألتصق به كثمرة البمبر، وتحولت بدوري الى حكاءة».
وأضافت: «منذ ما يقارب العامين اطلعت على كتاب «تاريخ العبيد في الخليج العربي»، للكاتب الدكتور هشام العوضي، والذي منحني صورا موثقة لذلك العالم، اللاإنساني في تجارة البشر، كان أمامي نول كبير من الأبحاث والمعلومات الدقيقة، التي نسجت عليها خيوط روايتي، وخاصة أن عالم الرق وأسراره المبهمة لم أتعرف عليها بذلك العمق الموثق في ذلك المؤلف الرائع».
وقالت البقصمي: «كنت دائما أتجنب الخوض في مغامرة كتابة رواية، لأن عشقي الأول هو القصة القصيرة، وكانت لي تجربة روايتي الأولى (زمن المزمار الأحمر)، والتي بصراحة لم تكن نزهة في الهواء الطلق، أما في رواية التفاحة فكانت الكتابة أكثر سلاسة، والخيال هو حصاني الذي انطلقت به خلف الحدث، خلقت شخصيات منحتها حرية الحركة على مساحات الورق، لجأت للتنوع العرقي، تنقلت بين الأمكنة من غير أن أسهب في وصفها، كان الإنسان هو هدفي الأول، استفدت من كوني توأما، فأنا أعرف بدقة مشاعر إنسان له نسخة مطابقة، وكذلك من ذكرياتي الطفولية الدقيقة حول المستشفى الأمريكاني، بالكويت حيث حولته إلى رقعة شاسعة رسمت عليها أحداث روايتي، في هذه الرواية أقدم صورة بشعة للرق والعبودية والمرأة التي هي الحلقة الأضعف والجناح المكسور في أي حدث، وقدمت النخاس الذي كان ينظر للرقيق بأنهم كيس من الروبيان، وسلعة تباع وتشترى وتورث، أبطال روايتي سلطان الحبشي الاثيوبي الذي كان اسمه نسانيت قبل خطفه، ويعني الحرية، وفقد حريته وهو يطارد شاة فرت من مزرعة والده وكانت الشاه تحلم بحريتها».