“حزب الله” مستعد للبحث في القرار 1701 وترسيم الحدود… بعد وقف اطلاق النار

النشرة الدولية –

لبنان 24 – هتاف دهام –

بينما يزور الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية جوزف بوريل بيروت اليوم ويلتقي غدا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ووسط ترقب لزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان هذا الشهر في ظل اتصالات بين الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني لعقد اجتماع لها الشهر الحالي في باريس لترتيب برنامج التحرك والذي سيحمله لودريان الى بيروت، فإن لا زيارة وشيكة للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت هذا الشهر، وفق معلومات أكثر من مصدر سياسي على تواصل مباشر مع الوسيط الأميركي الذي زار تل أبيب أمس والتقى عدداً من المسؤولين الإسرائيليين في إطار البحث لايجاد حل يحظى إلى حد كبير  بموافقة الطرفين( لبنان واسرائيل).

ما سمعه هوكشتاين في تل أبيب مفاده، بحسب مصادر على صلة بالمسؤولين الأميركيين، أن مسؤولية إسرائيل تمكين سكان الشمال من العودة إلى منازلهم، وأن السبيل الوحيد لتجنب اندلاع حرب واسعة مع حزب الله، هو انسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 مع إبداء الإسرائيليين استعداداً  للعمل مع واشنطن للتوصل إلى حل ضمن شروطهم. علماً أن حكومة بنيامين نتنياهو مددت أوامر استمرار إخلاء المستوطنات الشمالية على الحدود مع لبنان حتى 29 شباط المقبل، ما يعني أن هذه الحكومة ترى أن استمرار التوترات والمواجهات مع حزب الله ستبقى قائمة حتى ذلك التاريخ، وربطا بذلك سبق أن قال وزير الدفاع يوآف غالانت لمستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان في منتصف كانون الأول إن العمليات القتالية الإسرائيلية ستمتد لأكثر من أشهر عدّة”.

إن هوكشتاين الذي ينوي العودة إلى بيروت قريباً سوف يطرح تطبيقاً كاملاً للقرار 1701 كنقطة أساسية، ولا يمانع وفق الرؤية الأميركية موضوع ترسيم الحدود البرية ومعالجة النقاط المتحفظ عليها. فيما تبقى نقطتان غامضتان: الأولى طرح تعديل القرار الدولي 1701، وهو على الارجح مجرد تداول إعلامي مصدره في الاساس رغبات الاسرائيليين، لكن لم يسمع أحد من الإدارة الاميركية كلاما عن تعديل هذا القرار. أما النقطة الثانية فهي تتصل بمدى الاستعداد الأميركي لمعالجة موضوع مزارع شبعا وفق صيغة ما، وهل أن إسرائيل على استعداد للتفاعل إيجابا مع هذا الموضوع على قاعدة إقفال ملف الجنوب وسحب الذرائع من يد حزب الله.

أوساط عسكرية لبنانية معنية سبق أن تلمست هذا الاستعداد الإسرائيلي خلال اجتماعات الناقورة، ولذلك لا تستبعد هذه الامكانية. لكن ما يجب أن يؤخد بعين الاعتبار، وأن يتم التحسب له جيداً، بحسب مصادر متابعة، أن اسرائيل بمختلف مستوياتها السياسية والعسكرية تصر على عدم إمكانية العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر على “الحدود الشمالية”، وأنها ليست في وارد العودة إلى التسليم بالستاتيكو الذي كان قائما مع حزب الله قبل التاريخ المذكور، وأن منشأ ذلك هو فرضية أن حزب الله لا بد في يوم ما وفي ظرف ما أن يكرر ما قامت به حماس في عملية طوفان الأقصى، وهذا ما يقلق المستوطنون وجيش العدو والقيادات السياسية للكيان الاسرائيلي.

والسؤال كيف سيتعاطى حزب الله مع كل ما تقدم؟

إن الاجابة على هذا السؤال لا تزال الأكثر غموضا، لكن إذا أخدت بعين الاعتبار تصريحات حزب الله والتي غالباً ما تشير  إلى تحميل إسرائيل مسؤولية خرق 1701، وإعادة تذكير حزب الله احترامه هذا القرار والتزامه الكامل بغياب المظاهر المسلحة في منطقة عمل اليونيفيل، إلا أن الأكثر إلفاتا هو ما ورد على لسان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عندما أعلن أن حزب الله ليس على استعداد للحديث في هذه الموضوعات قبل إنتهاء الحرب على غزة، الأمر الذي استوقف أوساط سياسية، باعتبارها أن هذا الموقف يعني عملياً استعداد الحزب البحث في 1701 وترسيم الحدود بعد وقف إطلاق النار في غزة.

Back to top button