نتائج تتويج ترمب الجمهوري
بقلم: وليد فارس

تعاطي الرئيس السابق مع الملف الفلسطيني حال "الإدارة الثانية" غير متوقع

النشرة الدولية –

مع خروج المرشح دي سانتيس من حلبة الترشيحات الرئاسية، وهو ثاني أقوى مرشح جمهوري في معركة الانتخابات الأميركية تتوجه الأنظار الآن مجدداً إلى دونالد ترمب وحملته، وبدأت الأسئلة تطرح حول مختلف سياساته التي قد تعتمدها إدارته إذا لم تتوقف حملته لأي سبب قضائي مفاجئ.

بالتالي إذا شاء الناخبون أن يؤمنوا له الأكثرية في نوفمبر (تشرين الثاني)، وإلى جانب الأجندات السياسية والمالية الداخلية التي تهم المواطنين الأميركيين أساساً، يركز خبراء السياسة الخارجية الآن ومنذ انسحاب دو سانتيس وغيره على ملامح سياساته الخارجية، وهو يتحول إلى مرشح رسمي مفترض للحزب Republican nominee بعد بضعة أسابيع. المفارقة أن الاهتمام الخارجي بصعود نجم المرشح ترمب بقوة، هو أيضاً اتساع وتيرته، بعد أن بات واضحاً أنه أصبح المرشح الجمهوري الذي لا يمكن إيقافه من الوصول إلى موقع القيادة الرسمية لمعارضة البلاد على طريق الحملة الانتخابية ومنها إلى المؤتمر القومي للحملة الجمهورية في الصيف المقبل.

وما لم تواجه ترمب حملات عدلية وقضائية لإيقافه عن قيادة حملته في الأسابيع الآتية أو حتى نهاية الربيع المقبل، فقد يصبح أصعب نفسياً وسياسياً على الرأي العام أن يتقبل منع المرشح الرئاسي المعارض أن يقفز إلى حلبة المرحلة النهائية ضد الرئيس بايدن أو إذا اختار الحزب مرشحين آخرين. ولكن وصول ترمب إلى موقع المرشح النهائي أمام بايدن، قد يصعب شله من قبل المؤسسات العدلية والمحاكم إلا في حالات استثنائية جداً، قد تستحق المتابعة، بخاصة أن المحكمة العليا لا تشجع إقحام القضاء في السياسة إبان الحملات الرئاسية.

وعلى افتراض أن مسيرته ستصل إلى المؤتمر الجمهوري في الصيف وتصبح حظوظه جدية في العودة إلى البيت الأبيض العام المقبل، وكل ذلك افتراضي الآن، يتحول سؤال المراقبين في الشرق الأوسط إلى: ماذا ستكون سياسة إدارته تجاه المنطقة، والأزمات، والحلول؟ وفيما لا تزال الأجوبة مبكرة جداً، ولكن بعض الإضاءات حالياً ممكنة.

إيران: ما هو واضح الآن أن إدارة ثانية لترمب إذا وصل إلى البيت الأبيض ستوقف محادثات الاتفاق النووي، وتمنع تحويل الأموال إلى النظام الإيراني، وتعود إلى سياسة عزل طهران دولياً. عملياً فريقه سيعكس السياسة الحالية 180 درجة، بينها إعادة الحوثيين إلى لائحة الإرهاب وتوسيع العقوبات ومواجهة الميليشيات في المنطقة.

حلفاء

لهذا السبب، إن أتت، فإن إدارة ثانية لترمب ستعمل على استرجاع الشركاء والحلفاء في المنطقة، وتعيد الجسور التي ضعفت مع السعودية والإمارات ومصر وغيرها. ومن الطبيعي أن تقف واشنطن تحت إدارة ترمب من جديد مع إسرائيل بمواجهة إيران، وأن تتوقف عن إرسال المليارات للملالي.

“الطالبان”

ليس هنالك اعتقاد أن إدارة مفترضة لرئيس جمهوري ستعيد قوات أميركية إلى أفغانستان، بسبب الموقف الشعبي المعارض لإرسال قوات نظامية إلى ساحات حروب ما لم تكن حاجة أمن قومي أميركي. ولكن فريق ترمب سيحشد طاقات لمواجهة الإرهاب التكفيري والميليشيات الإسلاموية المقاتلة في عدة بقاع من الشرق الأوسط الكبير.

عملية السلام

إدارة جديدة لترمب ستعيد معاهدة إبراهام إلى الواجهة وتعمل على توسيعها. ما هو غير معروف هو كيفية تعاطي حكم “ترمب الثاني” مع الملف الفلسطيني وحل الدولتين، لا سيما بعد حرب غزة. ما يمكن استشرافه أن تعاطي واشنطن الترامبية مع هذا الملف سيكون منسقاً إلى أبعد الحدود مع حلفائه العرب بموازاة علاقته الجيدة مع إسرائيل.

المسافة طويلة

لكن المسافة الزمنية لا تزال طويلة بين إنتاج الترشيح الجمهوري وانتخابات نوفمبر، والتبديلات ممكنة، والتطورات على الأرض متتالية، وكل الاحتمالات واردة طيلة 12 شهراً من الآن. فيما العالم والمنطقة في مهب الريح، والآمال تتجه إلى احتمال تغيير السياسة الأميركية، إما تحت هذه الإدارة إذا وثبت قبل انتهاء الولاية أم تحت إدارة جديدة.

Back to top button