أمين عام الأمم المتحدة يعلن من معبر رفع تضامنه مع سكان غزة ويشكر مصر لإنخراطها في دعم جهود المساعدات

نيويورك من عائشة دسوقي

أعرب الأمين العام أنطونيو غوتيريش، عن تطلعه لمواصلة العمل مع مصر لتنسيق تدفق المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة المنكوبين، معربا عن تقديره العميق للانخراط المصري الكامل في جهود دعم سكان غزة.

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها غوتيريش، خلال زيارته التضامنية الرمضانية، التي قام بها اليوم السبت إلى الجانب المصري من معبر رفح، المؤدي إلى قطاع غزة، كما حث على دعم الجهود الأممية المنقذة للحياة التي تقودها وكالة الأونروا، واصفا الوكالة بأنها تشكل العمود الفقري لجميع عمليات الإغاثة في غزة.

وشدد على أن الوقت قد حان للوقف الفوري لإطلاق النار وإسكات الأسلحة لأسباب إنسانية. وجدد التأكيد على عدم وجود ما يبرر الهجمات المروعة التي ارتكبتها حماس في السابع من أكتوبر، أو يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. وقال “إن الفلسطينيين في غزة، أطفالا ونساء ورجالا، ما زالوا عالقين في كابوس لا ينتهي: “مجتمعات تُطمس، ومنازل تهدم، وعائلات وأجيال بأكملها يتم محوها فيما يطارد الجوع والمجاعة السكان”.

وذكر غوتيريش، بقيم الرحمة والترابط والسلام التي ينشرها شهر رمضان، وقال إنه “أمر فظيع أن الفلسطينيين في غزة، بعد معاناة على مدى أشهر كثيرة، استقبلوا شهر رمضان والقنابل الإسرائيلية لا تزال تتساقط عليهم والرصاصات لا تزال تتطاير والمدفعية لا تزال تقصف، والمساعدات الإنسانية لا تزال تواجه عقبات تلو الأخرى”.

كما أبدى الأمين العام الذي قام اليوم بالصيام تضامنا مع أهل غزة المنكوبين، قلقه لأن الكثيرين في غزة لن يتمكنوا من تناول وجبة مناسبة وقت الإفطار. ونوه إلى أنه يشاهد عند معبر رفح الحسرة والقسوة لهذا الوضع، وذلك إشارة مباشرة ما وصفته الأمم المتحدة بالصف الطويل من شاحنات الإغاثة على أحد جانبي بوابة المعبر التي يُمنع دخولها للقطاع، فيما تخيم المجاعة على الجانب الآخر.

ووصف غوتيريش الوضع في غزة بأنه مأساوي ومثير للغضب أخلاقيا. وحذر من أن توسع الهجوم سيؤدي إلى تدهور الوضع للمدنيين الفلسطينيين وللرهائن ولجميع سكان المنطقة.

وكرر دعواته للوقف الفوري لإطلاق النار ولالتزام إسرائيل الصارم بضمان الوصول الكامل وغير المقيد للإمدادات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة.

كما وجه رسالة للفلسطينيين في غزة، قائلا “لستم وحدكم. وأضاف أن الناس في جميع أنحاء العالم تشعر بالغضب للفظائع التي نراها جميعا كل يوم أثناء حدوثها”. وشدد مكررا بأن الوقت قد حان للتدفق الواسع للمساعدات المنقذة للحياة إلى غزة. وأضاف إن “الخيار واضح: إما زيادة المساعدات بشكل كبير أو المجاعة. ودعا إلى أن يكون الاختيار إلى جانب المساعدة والأمل والجانب الصحيح من التاريخ.”

واختتم الأمين العام تصريحاته قائلا “لن استسلم ، ويجب ألا نستسلم جميعا في فعل كل ما يمكن لتسود إنسانيتنا المشتركة في غزة وأنحاء العالم”.

ومن جانبه كشف مكتب المتحدث الرسمي بإسم الأمم المتحدة بأن الأمين العام التقى اليوم قبيل إدلائه بهذه التصريحات التقى بعدد من المصابين المدنيين فلسطينيين وأسرهم في مستشفى العريش العام، الذي يبعد 45 كيلومترا من رفح، معربا عن تأثر بشدة لسماع قصصهم والمعاناة التي مروا بها وأيضا بسخاء وتضامن مصر والشعب المصري.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد وصل مساء أمس الجمعة القاهرة، في أولى محطات زيارته التضامنية التي إعتاد أن يقوم بها سنويا لبعض الدول الإسلامية، خلال شهر رمضان المبارك.

وفي تصريحات أدلى بها نائب المتحدث بإسم الأمين لعام، فرحان حق من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أكد على أن الزيارة التضامنية للأمين العام والتي تبدأ بالقاهرة اليوم إنما تأتي هذا العام في أوقات مضطربة في ظل الصراع في غزة”.

وذكر بأن الأمين العام ينوي خلال جولته التضامنية هذه تكرار دعوته لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وإسكات الأسلحة، خاصة في كلا من غزة والسودان.

وأوضح حق أن الأمين العام سيلتقي أثناء وجوده في القاهرة عددا من المسؤولين المصريين، كما سيتوجه إلى شمال سيناء، حيث سيزور مستشفى في العريش ويذهب إلى رفح على الجانب المصري، حيث سيجتمع مع العاملين في المجال الإنساني التابعين للأمم المتحدة.

ونوه أن الأمين العام “ينوي خلال تواجده في القاهرة، تناول الإفطار مع عدد من اللاجئين من السودان الذين فروا من بلدهم بسبب الأعمال العدائية المستمرة، وسيؤكد على دعواته لوقف الأعمال العدائية خلال شهر رمضان المبارك.”

وكشف حق بأن المحطة الثانية من الجولة التضامنية الرمضانية للأمين العام ستكون العاصمة الأردنية “عمان”، حيث سيزور مرافق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، وسيتناول الإفطار مع عدد من لاجئي فلسطين وموظفي الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية.

وأكد على أن الأمين العام  سيعقد أثناء وجوده في عمان اجتماعات مع مسؤولين أردنيين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى