نقطة تلاقى.. مبادرة من المنتدى الاقتصادى فى الرياض لإيقاف حرب غزة
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية
الدستور المصرية –
رجحت أوساط دبلوماسية، واسعة الاطلاع أن: «لا جديد في أية مفاوضات، تجري حاليًا من أجل التوصل إلى (نقطة تلاقٍ)، بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي»، ولفت المصدر لـ(الدستور) أن الواضح من اجتماعات حكومة الحرب الإسرائيلية، انها تخفي الإعلان عن عملية التنصل من المسئولية التي يقوم بها- السفاح- نتنياهو، الذي أحبط عمليًا مساعي المرحلة الدقيقة، سواء من الوسيط المصري أو القطري، أو من الرؤية الأمريكية لشكل الهدنة المتوقعة.
زخم وتعنت.. متاهة السفاح
ترجيحات الخبراء، تحليلات متباينة، لفت إليها مستشار الأمن القومي الأمريكي «جيك سوليفان»، الذي يرى أن هناك زخمًا جديدًا في محادثات الرهائن.
.. وزاد: «أعتقد أن هناك جهدًا جديدًا من جانب قطر ومصر وإسرائيل لمحاولة إيجاد طريقة للمضي قدمًا في المحادثات بشأن غزة»، برغم ما قامت به مصر، من مبادرة، ترى فيها محاولات لفكفكة غموض المفاوضات والتعنت الإسرائيلي، الذي تعزوه الولايات المتحدة الأمريكية- من جانبها- إلى تشدد حركة حماس، وبالتالي، تصب التصريحات الأمريكية لدعم الموقف الإسرائيلي، على حساب الموقف الفلسطيني الممثل بحركة حماس، التي أعلنت طلبها بشكل واضح، أزعج الولايات المتحدة الأمريكية وبتحريض سلبي من السفاح نتنياهو، لهذا ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يتحفظ على مقترح الهدنة وتبادل الأسرى الموضوع على الطاولة؛ ذلك أنه- أي السفاح نتنياهو -، وصف إسرائيليًا: «بينما أبدت الغالبية في المستوى السياسي موافقتها، كان لدى نتنياهو تحفظات على مثل هذه الصفقة المؤقتة وطلب فحص صفقة شاملة». ورجح أحد المصادر إمكان التوصل إلى اتفاق «خلال أيام قليلة».
.. لكن، أسرار تعنت السفاح، تستند إلى تشتت القرار الإسرائيلي بين أطراف حكومة الحرب، الكابنيت، والموقف الداخلي من القوى الإسرائيلية المتطرفة من أي مساع تتم في هذه المرحلة، لأنها تعمل بسرية للخلاص من بقاء نتنياهو في السلطة، وقد نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلي، عن أكثر من مسئول أمني وعسكري : «لقد أوضحنا لمصر؛ أننا جادون للغاية بشأن عملية واسعة النطاق في رفح، وأن إسرائيل لن تسمح لحماس بالتباطؤ ومنع التوصل إلى صفقة».
البنود التي يتهرب منها الكابنيت الحربي
ما بين ثلاث عواصم وسطاء، واشنطن الدوحة والقاهرة، ذكرت تقارير أمنية إسرائيلية أن الوسط المصري أخذ زمام المبادرة أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وحمل الوفد المصري الذي وصل إلى تل أبيب، مقترحات جديدة للتوصل إلى صفقة، وهدنة أمنية وإنسانية، وكشفت المصادر لـ«الدستور» عن أن الجهد المصري ينطلق من مسئولية مصرية عربية إقليمية والتوافق المشورة مع الأشقاء العرب في عواصم صنع القرار، وأن المبادرة، تتكون من «3 بنود مترابطة»، متسلسلة زمنيًا، تنص على:
– البند الأول:
«التزام إسرائيلي بوقف كل الاستعدادات لاجتياح رفح».
– البند الثاني:
إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين على مرحلتين بفاصل زمني قدره 10 أسابيع. علمًا بأن مصر لم تحدد عدد الأسرى، لكنها أوضحت أنه سيتم إطلاق سراح «جميع الرهائن» مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
– البند الثالث:
«وقف كامل لإطلاق النار لمدة عام، مع التزام إسرائيل وحماس بعدم إطلاق النار أو استخدام الأسلحة على الأرض أو في الجو. وسيتم خلال وقف إطلاق النار الإعلان عن تنفيذ إجراءات لإقامة دولة فلسطينية».
.. ما يثير الجدل، أن دولة الاحتلال، رهنت الاستجابة للمبادرة المصرية بقرار السفاح نتنياهو، بالقول إن حماس لم تبد أي رؤية أو رد على المقترح، في ذات الوقت الذي تمارس إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية التحريض على حركة حماس، وتتناسى أن من منع القرارات الدولية الأممية في مجلس الأمن الدولي، هي الولايات المتحدة، دون مبررات، غير إطالة أمد الحرب، واستمرار حرب الإبادة والمجاعة وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وفتح أزمة جيوسياسية خطيرة وأمنًيا لجميع دول الجوار الفلسطيني.
طرح المبادرة المصرية في المنتدى الاقتصادي العالمي- الرياض
ما يمكن المراهنة عليه، ما توصل إليه «الدستور» من وزراء وخبراء في الدبلوماسية الدولية والاقتصادية والسياسية الأمنية، أن اجتماعات مرتقبة، ستكون من أبرز الأعمال والمناظرات حول الأوضاع في غزة، ضمن أبرز محاور «المنتدى الاقتصادي العالمي» في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة عربية وإسلامية وعالمية من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين واليابان وتركيا والأمم المتحدة ومنظمات العمل الإنساني والإغاثة.
.. الإشارات التي وصلت «الدستور» أن منتدى الرياض، سيطرح المبادرة المصرية حول هدنة في غزة وإيقاف الحرب، ومنع الاجتياح الإسرائيلي المرتب في رفح.
.. عمليًا يجتمع في منتدى الرياض، لحضور الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي والمشاركة في لقاءات أخرى بشأن الحرب في غزة، ووفق ما تسرب، ستتم إعادة قراءات سياسية أمنية حول كل مساعي وجولات مفاوضات الوسطاء والأطراف، الذين حاولوا خلال الأشهر الماضية التوسط: مصر، قطر، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، والتعامل مع الوفود المعنية الإسرائيلية، وتعهد هذه القراءة نحو إمكانية طرح المبادرة المصرية وتعديلها بما قد يتم التوافق عليه، بحيث تعلن مبادرة وجهد يعلن انطلاقًا من منتدى الرياض، بتوافق الوسطاء، ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية وضغط عربي، خليجي، أوروبي مشروط.
الإثنين، بعد الغد، تنطلق جلسة جيوسياسية أمنية، محورها مخاض حلقات وطاولات مستديرة، حول حرب غزة، بمشاركة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزراء خارجية الأردن ودول خليجية وتركيا بوجود منسّقة الأمم المتّحدة للشئون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ.
دول أركان الاستقرار في المنطقة مبادرة هدنة جديدة
في تحليل سياسي خاص لـ«الدستور»، قال خبير إعلامي سياسي لبناني، إن إعادة التوازن للمنطقة والإقليم، لن يتم في ظل عدم إيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة، ذلك أن على دول المنطقة، مصر والسعودية، والأردن، ولبنان، أن تحدد دورها، في العمل والمبادرة القادة، بعد أو من خلال منتدى الرياض، تؤكد أن التوازن، سيتم من خلال أوروبا والدول العربية، لن الدول الأوروبية أصبحت تنظر إلى مخاوف التعنت الإسرائيلي، وتأثير السلبي على ما قد ينعكس على أوروبا اليوم.
.. ووصف الخبير، حال الجبهات المفتوحة في المنطقة نتيجة الحرب على غزة، في ظل تراجع الدول الأمريكي، وعدم تمسكه المصالح في المنطقة، وأنه بات من الضروري، مبادرة توقف الحرب، وتنهي الأزمة وتحقق الدولة الفلسطينية، بعيدًا عن أي تعنت بين جميع الأطراف.
.. ما تحيل عليه الرؤية السياسية والاقتصادية والأمنية، في غزة، أن لجوء دولة الاحتلال، نحو التهديد بورقة اجتياح مدينة رفح، يعني انهيار المجتمع الدولي، أمام من لا يرغب إلي وقف دائم للحرب على غزة، وبعد ذلك الارتهان إلي حراك الوسطاء الأقوياء سياسيًا وجيوسياسيًا وأمنيًا، مصر وقطر، وربما ما قد يخرج من عباءة منتدى الرياض، بتوافق، ينهي أكبر أزمة على المستوى الإقليمي.. والمبادرة تخرج من قوى معتدلة جادة، أساسها السعي لاستقرار المنطقة ومنع استمرار الإبادة الجماعية في غزة.. ننتظر الآتي.