مظاهرات طلابية ضخمة في شوارع نيويورك إحتجاجا على فض الإحتجاجات بشأن غزة في جامعة كولومبيا
نيويورك – خولة نزال ااا
إنطلقت اليوم في شوارع مدينة نيويورك، مظاهرة كبيرة قادها طلاب جامعات في المدينة، للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم لقيام السلطات في المدينة بفض اعتصام جامعة كولومبيا وجامعات أخرى في المدينة بالتعاون مع عدد من الأثرياء في الولايات المتحدة، الذين قاموا بإنشاء مجموعة على واتساب للنقاش حول المظاهرات الطلابية في الجامعات الأميركية.، كان من بينهم مؤسس شركة “كايند” للوجبات الخفيفة دانييل لوبيتزكي، ومدير صندوق التحوط الملياردير دانييل لوب، والملياردير لين بلافاتنيك، والمستثمر العقاري جوزيف سيت
وإعتبر بعض الطلبة المشاركين في المظاهرات، مسألة لجوء رؤساء الجامعات بتمويل من عدد من الأثرياء، لمحققين خاصين لمساعدة شرطة نيويورك على التعامل مع الاحتجاجات والمظاهرات التي نظموها في جامعة كولومبيا وغيرها، بأنها بمثابة تدخلا غير مقبولا في حياة الحرم الجامعي، وعبروا عن غضبهم من منعهم التعسفي نت ممارسة حقهم القانوني في الاحتجاج على الإبادة الجماعية في غزة.
وتأتي هذه المظاهرة بعد أسبوع تقريبا من المظاهرة التي انطلقت لإحياء ذكرى النكبة الـ76، والتي عملت شرطة نيويورك على موجهتها بعنف شديد، واعتقلت عشرات الطلاب خلالها.
وصرحت فاطمة محمد، وهي إحدى المشاركات باستمرار في مظاهرات مدينة نيويورك، بأنهم لم يشهدوا هذا الكم من العنف تجاه المتظاهرين السلميين، إذ وضعتهم الشرطة على الأرض وبدؤوا بضربهم بمقابض أيديهم على وجوههم بعنف.
وقالت “لقد نزعوا أيضا الحجاب عن كثير من المتظاهرات، ورشوا رذاذ الفلفل بصورة عشوائية، وقاموا حتى بضرب العائلات المشاركة”.
وأضاف أحد المنظمين للمظاهرات، الذين فضل عدم الكشف عن اسمه، أن كل هذه المعطيات تشير إلى أن هذا المستوى من العنف غير المبرر لا يقود إلا لنتيجة واحدة، وهي أن عمدة نيويورك، وشرطة نيويورك، يأتمرون بأوامر وتمويل أولئك الأثرياء.
وكانت صحيفة واشنطن بوست، قد كشفت عن قيام عدد من الأثرياء الأميركيين، منهم مؤسس ستاربكس، على الضغط عمدة نيويورك من أجل إرسال الشرطة لفض الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا.
وذكر الكاتبان هانا ناتانسون وإيمانويل فيلتون في تقريرهما المطول الذي نشرته الصحيفة أن مديري الأعمال، بما في ذلك مؤسس شركة “كايند” للوجبات الخفيفة دانييل لوبيتزكي، ومدير صندوق التحوط الملياردير دانييل لوب، والملياردير لين بلافاتنيك والمستثمر العقاري جوزيف سيت، أجروا مكالمة فيديو عبر “زوم” في 26 أبريل/نيسان مع عمدة المدينة إريك آدامز، بعد حوالي أسبوع من إرساله شرطة نيويورك لأول مرة إلى حرم جامعة كولومبيا.
وخلال المكالمة، ناقش بعض الحاضرين تقديم تبرعات سياسية لآدامز، وكذلك كيف يمكن لأعضاء المجموعة الضغط على رئيسة جامعة كولومبيا وأمنائها للسماح لرئيس البلدية بإرسال الشرطة إلى الحرم الجامعي للتعامل مع المتظاهرين، وذلك وفقا لرسائل الدردشة التي تلخص المحادثة.
ونقل الكاتبان عن أحد أعضاء مجموعة دردشة واتساب أنه تبرع بمبلغ 2100 دولار- وهو الحد الأقصى القانوني- لآدامز في ذلك الشهر، كما عرض بعض الأعضاء دفع أموال لمحققين خاصين لمساعدة شرطة نيويورك على التعامل مع الاحتجاجات.
يشار إلى أن مجموعة من المليارديرات وعمالقة الأعمال الأميركيين يعملون على تشكيل الرأي العام الأميركي لخدمة مصالح إسرائيل.
وكانت الرسائل التي تصف المكالمة مع آدامز من بين آلاف الرسائل التي سُجلت في محادثة عبر تطبيق واتساب بين بعض أبرز قادة الأعمال والممولين في البلاد، بما في ذلك الرئيس التنفيذي السابق لشركة ستاربكس هوارد شولتز، ومؤسس شركة ديل ومديرها التنفيذي مايكل ديل، وجوشوا كوشنر، مؤسس “ثرايف كابيتال” وشقيق جاريد كوشنر، صهر الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقد قام الأشخاص الذين لديهم إمكانية الوصول المباشر إلى محتويات سجل الدردشة بإطلاع صحيفة واشنطن بوست عليه، شرط عدم الكشف عن هويتهم، لأن محتويات الدردشة كان من المفترض أن تظل خاصة.
وأوضح الكاتبان في تقريرهما بالصحيفة الأميركية أن مجموعة الدردشة تشكلت بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وامتد نشاطها إلى ما هو أبعد من نيويورك لتصل إلى أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية، وعالم الأعمال الأميركي، وجامعات النخبة، وتوسعت الدردشة التي تحمل عنوان “الأحداث الجارية في إسرائيل” في النهاية إلى حوالي 100 عضو.
ويظهر أكثر من 10 أعضاء من المجموعة في قائمة فوربس السنوية للمليارديرات، ويعمل آخرون في العقارات والتمويل والاتصالات.