بلينكن الدبلوماسى فى مواجهة مع السفاح نتنياهو.. كيف تفهم إسرائيل الحرب؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

هو الدبلوماسي الأمريكي الوحيد الذي تهبط حقيبته للمرة العاشرة في أشهر الحرب العدوانية الإسرائيلية النازية على سكان أهالي قطاع غزة ورفح، وهي حرب إبادة ونوايا التهجير وخلط أوراق المنطقة، معاقبة المقاومة الإسلامية، حماس والفصائل الفلسطينية، ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي تعتقد أن أن ما جرى في يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حدث إرهابي، ولا يجوز لحماس أن تدحر الاحتلال الصهيوني التوراتي الذي يريد الآن أن ينهي حقوق الشعب الفلسطيني، وإيقاف الحرب التي شهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خرائطها الهمجية الأولى وقدمت البنتاجون والإدارة الأمريكية، مع عدة دول من العالم، أوروبا الاستعمارية، مفاتيح السلاح والمال، والأخلاق لتخوض الكابنيت النازي، أكبر إبادة بشرية في الألفية الثالثة.

وصل الدبلوماسي، الوزير، إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي ومعه خطط وملفات تلونت وتاهت معالمها من كثرة المتغيرات وتداخل المقترحات والرغبات، فأصبحت صورة مشبوهة من السفاح نتنياهو، الذي أدرك أن سعي الولايات المتحدة الأمريكية لتنشيط وتحريك الدافعية السياسية والأمنية، سعيا لهدف وقف إطلاق النار في الحرب التي تدور مجازرها ومجاعاتها في غزة ورفح ودير البلح وغيرها.

*ترزي لتفاصيل المقترحات الأمريكية لإنهاء الحرب.

المرحلة خطيرة، الحرب داخل وخارج غزة، تعني أن مظلات كارثة كبرى لن تستطيع حماية المجتمع الدولي والعالم من اندفاع حكم الحرب، التي بدأت مع تقويض جولة المفاوضات الأولى التي تمت وانتهت في العاصمة القطرية الدوحة، لتتهيأ العاصمة المصرية القاهرة، للجولة الأكثر صعوبة، إذا ما أمعنا جيدا كما نحن الآن بحاجة إلى [ترزي- خياط]؛ ذلك أن قماشة المفاوضات أصابها ترهل، تمزق، توسع، وتضيق في كل مفاصلها، وهذا ما نبهت إلى خطورته الدول الوسطاء مصر وقطر واحيانا الولايات المتحدة الأمريكية، لأن دافعية [رتق] القماش، جعلت حقائق وأسرار المفاوضات مجرد جولات ومكوكية، لا نعرف كيف نحررها من خطر دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، ومن جيش الكابنيت، وألاعيب السفاح نتنياهو، الذي يبحث، بكل مكاشفة عن توسع قرص النار لتصل الحرب إلي كل مكان، وهذا ما فتح المجال أمام مظلات الدبلوماسية الأمريكية، تنشط، لمسك ما يريد الرئيس الأمريكي بايدن، واستعراض مبادرة تحول في إدارة الحرب، ومنع توسيعها من إيران أو جنوب لبنان، أو من محور المقاومة.

.. ليس سرا أن المقترحات الأمريكية، يعمل عليها الترزي النشط، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في محاولات إقناع قطبي الحرب (حماس المقاومة- دولة الاحتلال كابنيت الحرب)، وقد ركزت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر أمريكية، تفاصيل بشأن المقترح الأميركي الأخير، بشأن صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.

*أولا:
المقترح الأمريكي حدد عدد وأسماء المحتجزين الذين سيطلق سراحهم بالمرحلة الأولى. *ثانيا:
يتم إطلاق سراح النساء والمجندات أولًا والمحتجزين الأحياء.

*ثانيا:
تضمن المقترح أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي. وتشمل قائمة الأسرى الفلسطينيين أسماء 47 أسيرًا أُطلق سراحهم بصفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وأُعيد سجنهم أخيرًا.

.. كل ذلك، والمقترحات، تستنزف من قبل السفاح نتنياهو،
، وهو ما كشفته بوابة “تايمز أوف إسرائيل” المدعومة من الخارجية الإسرائيلية، وهي قالت:
إن الاتفاق المقترح “لا ينص” على وجود إسرائيلي مستمر على طول الحدود بين القطاع ومصر أو آلية في وسط غزة لمنع عودة قوات حماس المسلحة إلى شمال القطاع.
أما تقرير القناة 12 فيكشف أمام وزير خارجية الولايات المتحدة، مايلي:
“إذا تمكنت إسرائيل والولايات المتحدة من الاتفاق على شروط هاتين القضيتين الرئيسيتين، فإن مصر وقطر ستضغطان على حماس لقبول الصفقة. وأشار التقرير إلى أن حماس أوضحت أنها “لن توافق على صفقة تستوعب هذين المطلبين الإسرائيليين”.
.. ولعل الاكاذيب الإسرائيلية تبدو في ما نشر ووفقًا لمصادر متطرفة، قدمت لتقرير موقع “والاه” الإسرائيلي، عن أن الوسطاء، قدموا – الآن- بندًا يعطي دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، الحق في استئناف الأعمال العدائية العسكرية ضد حماس إذا تم نقل الأسلحة إلى شمال غزة. وسيكون مطلوبًا من الجيش الإسرائيلي الانسحاب من منطقة نتساريم في المرحلة الأولى من الصفقة، وفق “تايمز أوف إسرائيل”، وهو تأويل مرحليا، لم يظهر في أي مرحلة من جولات المفاوضات، تحديدا مبادرة الرؤساء الثلاثية، التي تدعم حراكها السياسي والأمني الولايات المتحدة الأمريكية، برغبة من الرئيس بايدن.

*صدمة بلينكن تتكرر.. مع خلافات الداخل الإسرائيلي
.. جولة المفاوضات المقررة في نهاية الأسبوع، ستكون قد أرهقت الدول الوسطاء، وتعيد أسطوانة ما يتردد عن من “التفاؤل الحذر” الذي بادر بالكشف عنه الرئيس الأمريكي، بعد جولة المفاوضات التي افتتحت مبادرة الرؤساء الثلاثة: الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأمير القطري تميم بن حمد ال ثاني، والرئيس الأمريكي جو بايدن؛ ذلك أنها عقدت في جو بدأ مريحا، فيما الأسرار بينت أن الخلافات بين رد حركة حماس، ورد دولة الاحتلال، لا أفق بينهما للالتحام، خصوصا أن السفاح نتنياهو، وفر كل شروط عدم الثقة والكذب، وأسرار اعتراض على المجتمع الدولي والأممي، الذي يريد إيقاف الحرب، لأن نتنياهو، بلغة فرانكشتاين، سفاح مأجور من الأحزاب الدينية المتطرفة التي لها مقاعدها في حكومة الاحتلال وهو في بيان صدر عن مكتبه، وأذاعته الإذاعة العامة الإسرائيلية (كان – ريشيت بيت) عن مصادر مطلعة على المفاوضات صباح اليوم الأحد، أن الخلافات “لا تزال عميقة”، خصوصًا في القضايا الرئيسية مثل محور “فيلادلفي” ومحور “نتساريم” وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

.. وفي مواجهة قضية محور “فيلادلفي”، فما من سبب محدد لأفعال حاجة دولة الاحتلال لأن تعلن أنها مسألة “قابلة للحل”، طالما وجد لها حل بناءً على المقترح الأمريكي، الذي ينص على انسحاب قوات الاحتلال من المحور الحدودي بين مصر وقطاع غزة “بشكل تدريجي”، على أن تتم مناقشة نقاط الخلاف في محاولة أخرى للتوصل إلى مفاوضات جادة، حاسمة ونهائية في الجولة الثانية من مبادرة الرؤساء الثلاثة، التي ستكون في القاهرة.
*حيرة ترزي الردود.
*جولة مفاوضات القاهرة.. قلق التراجع الأمريكي.

يحاول وفد المفاوضات الإسرائيلي ألا يعلن التصادم مع أسرار ما يتشدد به السفاح نتنياهو، هو مع الأحزاب اليمينية المتطرفة في دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، دعما لاستمرار الحرب والإبادة، فنجد أن الوسيط الأمريكي يصطدم، مع بقية الوسطاء، في حدود مسألة خطيرة قد تنسف جولة المفاوضات المرتقبة في القاهرة (..) وتعيد ترقب الحرب التي تأتي من انتظار إيران وحزب الله، نتائج المفاوضات إذ يردد السفاح:
[إن “التقدم هو بيننا وبين الوسطاء. حماس حاليًا ليست في الصورة”].
حماس، أكدت أن الحديث الأمريكي عن قرب التوصل إلى اتفاق هو “وهم”، وذلك بعد مباحثات ليومين غابت عنها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية.
.. وعمليا:
وفرت جهود دول الوسطاء: الولايات المتحدة وقطر ومصر، إمكانيات سياسية وأمنية، دعمت الفهم الأمريكي، وربما الأوروبي، وجرى تقديم (مقترح جديد- “لتقلّص الفجوات) بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بهدف أول ورئيس: إيقاف – دائم؟ – للحرب العدوانية الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من عشرة أشهر، وبالتالي تبادل الأسرى الرهائن.
.. ولا خلاف على أن دبلوماسية وخبرة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، ستكون حاسمة في المرة العاشرة (..).. وهي قطعا ليست زيارة ومكوكية، مصادر “الدستور” تقول إن الجولة البلينكينية، ليست مجرد زيارة إلى إسرائيل وقد تشمل عدة دول في الجوار الفلسطيني، ضمن جهود ينقلها الوزير عن الرئيس بايدن، للدفع قدمًا نحو إبرام صفقة تنجح جهود أشهر من دور أساسي لدول الوسطاء مصر وقطر والراعي الأميركي، وهي تستهدف، تهيئة الظروف النهائية للملف الذي سيكون أصعب ملفات الخرب:المفاوضات في المسار النهائي، وهذا محور زيارة بلينكن إلى مصر، غالبا ظهر الثلاثاء المقبل لتدارس الموقف مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والحكومة المصرية والوفد الأمني الذي يتشكل منه وفد مصر الذي يتوسط في هذه المرحلة من حاضر وتاريخ الحرب على غزة ورفح، وفي التصور الدولي والأممي، وحتى ضمن جهود دول المنطقة والإقليم، والجوار الفلسطيني، تلتقي الوسطاء، مع مبادرة لها حساسيتها سياسيا وأمنيا، لمنع تهديدات الحرب، التي بدأت نذرها وقد يفجرها التراشق الخطير بالصواريخ والطائرات والمدافع بين حزب الله ودولة الاحتلال على الحدود في جنوب لبنان، الذي يعطي مؤشرات متباينة على تنسيق بين إيران من جهة وحزب الله من جهة أخرى فيما لم يتم فهم طبيعة الحرب وسط حراك دبلماسيا يحمل تقيمه وزير الخارجيه الأميركية بالتأكيد.

*الموقف الإسرائيلي.. قد يدعم الحرب الكارثية
ما سيمضي به الدبلوماسي الأمريكي الأول أنه سيرهق، وقد يصرخ (هيا بنا نترقب الحرب القادمة من الشرق ومن الشمال)، ويحمل معه المؤشرات الخطيرة التالية:
*1:

إسرائيل كما أقر السفاح، مستعدة لمواجهة أي تهديد، في الدفاع وكذلك في الهجوم، ونحن مصرون على الدفاع عن أنفسنا، ومصرون أيضًا على جباية ثمن باهظ جدًا من أي عدو سيتجرأ على مهاجمتنا، من أي جبهة كانت.
*2:
في موازاة ذلك تشارك إسرائيل في المفاوضات من أجل تحرير الأسرى وهذه مهمة أخلاقية وقومية من الدرجة الأولى.
*3:
نجري مفاوضات معقدة جدًا فيما تتواجد في الجانب الآخر “منظمة إرهابية دموية، بلا أعراف ورافضة للاتفاق” بحسب نص نتنياهو لحكومته.
*4:
ندير مفاوضات أخذ وعطاء وليس عطاء وعطاء والمبادئ التي وضعناها ضرورية لأمن إسرائيل، هذه المبادئ مطابقة لمقترح وقف إطلاق نار وتبادل أسرى الإسرائيلي الذي حظي بتأييد أمريكي.
*5:
حماس، بحسب النص الرسمي الاسرائيلي، تتمسك برفضها حتى الآن، وحتى إنها لم ترسل مندوبًا إلى المحادثات في الدوحة، ولذلك ينبغي توجيه الضغط إلى حماس ويحيى السنوار. والضغط العسكري الشديد، والضغط السياسي الشديد، هو السبيل لتحقيق تحرير الأسرى.

…. وفي المسار الدبلوماسي، يحرص الجانب الأمريكي على التنسيق الأساسي مع جهود الدول الوسطاء، لتكريس نهاية عملية لمبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الداعية إلى أن اتفاقًا على وقف النار، شكليا هو: “أقرب من أي وقت مضى”،
بينما حركة حماس تؤكد أن أي حديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو وهم.
.. الاحتلال الإسرائيلي، يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق.
.. والخطير في المقارنة بين مواقف حماس ودولة الاحتلال، أن قيادات المقاومة تضع الحقائق وفق معطيات هي:
“لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات.، تعتبرها حماس [إملاءات أمريكية]، الأمر الذي يوسع فجوة التفاهات ضمن هذا السياق.. ولا ننسى أن الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة ورفح والشجاعية والنصيرات، ودير البلح وخان يونس، هي المراحل الأخيرة من الإبادة.

زر الذهاب إلى الأعلى