عشرات القادة والملوك وآلاف المحبين شاركوا في جنازة «بابا الفقراء»

النشرة الدولية –
ووري بابا الفاتيكان فرنسيس الثرى في بازيليك سانتا ماريا ماجوري، تلك الكنيسة المشيدة في القرن الخامس التي أوصى بأن يدفن فيها في روما، بعد جنازة ضخمة شارك فيها أكثر من 400 ألف شخص في ساحة القديس بطرس وشوارع روما، بينهم عدد كبير من قادة وملوك وزعماء الدول الذين اغتنموا الفرصة لإجراء مباحثات ديبلوماسية على هامش الجنازة.
وانتهى القداس ظهرا بالتوقيت المحلي وتخلله تصفيق حار مرات عدة، لاسيما عند وصول النعش إلى ساحة بازيليك القديس بطرس، ونقله منها، وخلال العظة التي عددت مآثر البابا الذي توفي الاثنين عن 88 عاما. وغادر النعش بعد ذلك الفاتيكان بعدما وضع في سيارة البابا البيضاء المكشوفة لينقل على الضفة المقابلة من نهر التيبر في وسط روما إلى كنيسة سانتا ماريا.
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي في تصريح تلفزيوني «نقدر عدد المشاركين بين الحاضرين في ساحة القديس بطرس وأولئك الذين انتشروا على طول مسار الموكب الجنائزي بـ 400 ألف شخص». وقد تجمع 150 ألف شخص على طول المسار الذي سلكته السيارة البابوية، على ما أفاد الفاتيكان.
وقبل دفنه، أقيم لـ «بابا الفقراء» قداس في ساحة القديس بطرس، حيث قال الكاردينال جيوفاني باتيستا ري في العظة التي ألقاها «كان البابا قريبا من الناس، بقلب مفتوح للجميع».
وعند فتح المنافذ إلى الساحة بعيد الساعة السادسة صباحا، ركض عدد كبير من المشاركين في محاولة للحصول على كرسي ورفع بعضهم علم بلادهم أو صورة لـ «بابا الفقراء».
وقال جان روجيه موغينغي، وهو غابوني يبلغ 64 عاما أتى مع زوجته تكريما لأول بابا أميركي جنوبي، «هذا يوم تاريخي فعلا».
وقالت كايتي هيبنر رونكالي، وهي مدرسة أميركية تبلغ 33 عاما أتت من ولاية إنديانا وانتظرت منذ الساعة الثالثة صباحا مع 3 من تلاميذها، «لا يسعنا أن نفوت ذلك.. كان بابا عظيما».
وعلى مدى أيام، انتظر أكثر من 250 ألف شخص ساعات طويلة لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا الزعيم الروحي لنحو 1.4 مليار كاثوليكي لدى تسجيته في كاتدرائية القديس بطرس. وأقيمت قداديس في مناطق مختلفة من العالم، منها قداس أقيم في الهواء الطلق في بوينس آيرس حيث ولد البابا فرنسيس عام 1936.
ووقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب صباح أمس أمام جثمان البابا المسجى في ساحة القديس بطرس. وعلى غرار ما حصل في جنازة البابا يوحنا بولس الثاني في 2005، شارك أكثر من 160 وفدا مع قادة دول وحكومات وملوك في المراسم التي نقلت مباشرة على الهواء.
وإلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حضر أيضا من أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وأوفد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيرة الثقافة أولغا ليوبيموفا.
ومن أميركا الجنوبية، حضر الرئيس خافيير ميلي من الأرجنتين، حيث ولد البابا الراحل، ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
ومن الملوك شارك ملك بلجيكا فيليب وزوجته، وملك إسبانيا فيليبي السادس وزوجته، وملك الأردن عبدالله الثاني وزوجته، وملك ليسوتو ليتسي الثالث، وأمير موناكو البير الثاني وزوجته.
ويعكس ذلك شعبية البابا الراحل الذي كان مدافعا بقوة عن السلام والمهاجرين والمهمشين، حيث أسهمت بساطته وطيبته وصراحته، وإن كانت جارحة أحيانا، في توسيع قاعدة جمهوره لاسيما بين الفقراء.
ونصبت شاشات عملاقة على طول طريق فيا ديلا كونسيلياتزيوني الرئيسي الذي يربط الفاتيكان بضفاف نهر التيبر، للسماح للحشود بمتابعة المراسم.
وقد وضعت آلاف الكراسي لاستقبال 224 كاردينالا وأكثر من 750 أسقفا وكاهنا، فضلا عن ممثلي ديانات أخرى أتوا لوداع البابا الذي انتخب في العام 2013 والمدافع الكبير عن الحوار بين الأديان. وأقيمت منطقة حظر طيران فوق روما، ونشرت وحدات مضادة للطائرات المسيرة مع أنظمة تشويش على الموجات، ووضعت طائرات مطاردة في حالة تأهب، فيما نشر قناصة على السطوح.
ومع انتهاء مراسم الجنازة، توجهت الأنظار إلى مجمع الكرادلة حيث يعكف 135 كاردينالا في سن الانتخاب أي دون سن الثمانين، في الأسابيع المقبلة خلال جلسات مغلقة في كنيسة سيستينا على اختيار خلف للبابا فرنسيس.