بري يُعدّ «لجلسة رئاسيّة» في أيلول… و «لهو حكومي» بالوقت المستقطع

النشرة الدولية –

الديار – جويل بو يونس –

في اقل من اسبوع، وبعد ايام على الاستشارات النيابية غير الملزمة، وفي سابقة لم تسجل في تاريخ تأليف الحكومات اللبنانية، سجل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي رقما قياسيا باعداد تشكيلة منقحة وتوجه بها الى قصر بعبدا.

 

فبعد الزيارة الاولى، ها هو ميقاتي يحط في لقاء ثان في غضون ايام في بعبدا فيجتمع برئيس الجمهورية ميشال عون، الذي كان سبق واطلع على تشكيلة ميقاتي الاولى، دون ان يسجل موقفا رسميا وقاطعا منها، ولو ان التعديل الذي تضمنته سحبت بموجبه وزارة الطاقة من يد فريق رئيس الجمهورية، ومن يد الاورثوذكس تحديدا، لتؤول الى السنّة من دون ان يتم اعطاء وزارة اخرى بالمقابل توازي الطاقة بحجمها، وابقى المال بيد الطائفة الشيعية وتحديدا بيد الرئيس بري، وهذا لم يرق للتيار الوطني الحر، حيث ظهر واضحا من مواقف اكثر من نائب خرج ليعلن اما صراحة او تغريدا، ان ممارسة ميقاتي تدل على ان الرجل لا يريد تأليف حكومة.

 

صحيح ان القصر الجمهوري لم يصدر اي بيان كرد على تشكيلة ميقاتي، لكن الزيارة التي قام بها الرئيس المكلف امس، وهي الثانية له الى بعبدا، تخللتها بحسب المعلومات نقاش صريح بين الرجلين حول الملاحظات التي سجلها الرئيس عون على تشكيلة ميقاتي بحلتها التعديلية لحكومة «معا للانقاذ».

 

مصادر مطلعة على جو اللقاء تكشف بان ميقاتي صارح عون بانزعاجه من تسريب تشكيلته المنقحة بخط يده، علما ان بعبدا اصرت على ان الامر لم يأت من جانبها، لكن ميقاتي ودائما بحسب المصادر، شدد على مسمع الرئيس عون على ان هذه الحادثة لن تؤثر على العلاقات بينهما، والتي لا تزال قائمة على التعاون والاحترام المتبادل.

 

وتابعت المصادر بان رئيس الجمهورية اوضح لميقاتي بان تشكيلته المعدلة بحاجة لاعادة نظر، لكونها تتضمن خللا ، لا سيما على تصعد توزيع المذاهب على الوزارات، وحتى على صعيد تبديل وزراء بلا تنسيق مسبق.

 

وكشفت المعلومات بان رئيس الجمهورية ركز على مسمع ميقاتي بان الحكومة يجب ان تكون محصّنة سياسيا، لان البلد امام استحقاقات دقيقة وصعبة تتطلب مواجهة بتآلف وتعاضد سياسي مع الحكومة، وتتمثل ابرز هذه الاستحقاقات ببرنامج التعافي مع صندوق النقد الدولي و «الكابيتال كونترول» وغيرها من القوانين الواجب اقرارها وصولا الى استحقاق رئاسة الجمهورية، وهذا الاهم.

 

وفيما اشارت اوساط بارزة مطلعة، الى ان النقاش الذي كان جيدا بين الرجلين لم يخض اطلاقا باي اسم من الاسماء المطروحة وزاريا، وكشفت بان رئيس الجمهورية اعاد رمي الكرة بملعب ميقاتي، حيث قدم اقتراحات عدة بهدف تسهيل تشكيل الحكومة وتأمين ثباتها بعيدا عن اي خلل قد يصيبها، من بينها تطعيم الحكومة الحالية بـ 6 وزراء دولة سياسيين بحت، الى جانب الوزراء التقنيين الذين يتم الابقاء عليهم ، ما يفرض توازنا بالتوزيعة الحكومية وبالعمل السياسي، اما في حال تعذر هذا الطرح الاول، فهناك طرح آخر قدمه ايضا رئيس الجمهورية لميقاتي، يقوم على اعادة تكريس الحكومة الحالية كحكومة قائمة او تتعدل ببعض المواقع لكن بالاتفاق بين الطرفين، شرط ان تكون المعايير المعتمدة واحدة، والا يحافظ مذهب معين او طائفة معينة على وزارته ويشمل التبديل فقط آخرين، في اشارة واضحة الى حقيبة المال والطاقة. وعلم هنا ان طرح ميقاتي الاخير بتشكيلته المعدلة، والذي سحب فيه الطاقة من يد الاورثوذكس واعطاها للسنّة، لم يلاق تأييدا من الطائفة الاورثوذكسية.

 

امام هذه الخيارات الثلاثة، تتوجه الانظار الى الخيار الذي سيعتمده الرئيس المكلف، وفي هذا الاطار، كشفت مصادر مطلعة على جو ميقاتي بان الحوار كان ايجابيا في اللقاء الاخير، لكنها علقت بالقول: لا نزال في بداية المقاربات لكن «كلو مطروح»! لكن هل يقبل ميقاتي بابقاء الحكومة الحالية، وبالتالي ابقاء الطاقة مع وليد فياض، في ظل الصراع القائم بينهما؟ تجيب المصادر المطلعة على جو الرئيس المكلف: «اعتقد ان هذا الامر محسوم بان الطاقة لن تبقى مع وليد فياض»!

 

على اي حال، وبانتظار اللقاء الثالث والرابع والخامس وقد يطول العد، فالمعلومات تشير الى ان التشاور بين عون وميقاتي سيتواصل خلال الايام القليلة المقبلة، في ظل لقاء جديد مرتقب مع بداية الاسبوع المقبل، علّ الصورة تكون واضحة باتجاه اعتماد طرح من الطروحات التي قدمت. علما ان مصادر بارزة مطلعة على جو الثنائي الشيعي كشفت بانها تستبعد التوصل لحل حكومي على قاعدة حكومة جديدة قبل انتخابات الرئاسة، وتابعت: «لا يبدو ان هناك امكانية لتأليف حكومة في ظل الوضع الراهن ، فحتى اللحظة لا جو يوحي بذلك، لا سيما اننا على ابواب اشهر من انتهاء عهد الرئيس عون، وهناك توجها لدى بري ليدعو مع بداية ايلول لجلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية»، وعليه تعلق المصادر بالقول: «مش حرزانة من الآن وحتى ايلول تشكيل حكومة جديدة، وقد يكون الحل بابقاء القديم على قدمه او اجراء تعديل بسيط، علما ان هذا الامر صعب حتى اللحظة!

 

وفي هذا السياق، يختم مصدر رفيع في 8 آذار بالقول: «يبدو ان ما يحصل راهنا على الخط الحكومي ليست مفاوضات تحسين نقاط، بل مناورات من اجل التعطيل واضاعة للوقت»!

زر الذهاب إلى الأعلى