فضائح جديدة: لا كهرباء في لبنان طالما وزارة الطاقة بقبضة التيار الوطني الحر!
أين أصبح الغاز المصري والكهرباء الأردنية؟
النشرة الدولية –
نوال الأشقر
تتصدّر الكهرباء قائمة أزمات اللبنانيين، وتُضاعف من عذاباتهم مع ارتفاع حرارة أشهر الصيف. مؤسسة كهرباء لبنان “مشكورة على جهودها” توفّر ساعتين تغذية في الـ 24 ساعة، ومع ذلك تهدّد اللبنانيين بين الحين والآخر بإلغاء التغذية بهاتين الساعتين. هل من حلول جزئيّة ترفع ساعات التغذية في المدى القريب؟ أين أصبح الغاز المصري والكهرباء الأردنية؟ وهل سيتمّ تجديد عقد توريد الفيول العراقي، الذي تنتهي مدّته آخر آب المقبل؟
فضيحة في العقد مع الشركة المشغّلة لمعملي دير عمار والزهراني
مؤسسة كهرباء لبنان التي تحصر عملها بإصدار البيانات حول التقنين القاسي، وتطلب السلفة تلو الأخرى من مصرف لبنان، وتهدّد بالعتمة الشاملة في حال عدم الحصول على المال، من دون أن تعيد سلفةً واحدة في تاريخها، قبل أيام قليلة، فاجأت اللبنانيين ببيان إطفاءِ معاملها، مطالبةً المراجع المالية، بإيجاد حلّ لمستحقات شركة “برايم ساوث” المشغّلة لمعمليّ دير عمار والزهراني. “ما فعلته المؤسسة هو ابتزاز” وفق توصيف مدير عام الإستثمار في وزارة الطاقة والمياه سابقاً غسان بيضون “يركّبون طرابيش ويأتون بالمتعهّدين الذين يريدونهم بأسعار عالية جدًّا. بدليل أنّ المتعهد الحالي رست عليه المناقصة، في حين أنّ متعهدًا آخر قدّم العرض نفسه بـ 32 مليون دولار أقل، تجاهلوا ذلك. أضاف بيضون “هم يحرّضون الشركة ويحرّكونها ويهوّلون على اللبنانيين بالعتمة، ليقال لهم دخيلكن خذوا الأموال، بيحوروا وبيدوروا وبالآخر بيروحوا على دولارات مصرف لبنان، أهون الحلول”.
فياض: لا كهرباء من دون أموال
وزير الطاقة وليد فياض العائد من مصر والعراق، لم يجد ما يقوله للبنانيين من غرفة الصحافة في المجلس النيابي، بعد مشاركته في لجنة الأشغال والطاقة النيابية سوى أنّه “لا يوجد فيول لتشغيل المعامل، ولا أموال لشراء الفيول، ولا نستطيع أن نوفّر الكهرباء مجانًا” من دون أن ينسى أبداء الإعجاب بنفسه، إذ وصف أداءه بالجيد، ردًا على سؤال. “نحن ندفع ثمن إضاعة الفرص من قبل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الطاقة” يقول بيضون، ولا يرى إي إمكانية للتحسّن في القطاع “أيام اللولو، عندما كانت هناك حكومات فعليّة، قادرة على القيام بمناقصات، وأجهزة رقابة، وخزينة قادرة على الإستدانة، لم تُحلّ معضلة الكهرباء، فكيف الحال اليوم وقد إنتفت كلّ الظروف التي كانت مساعدة. أمّا كلمة، لا كهرباء ببلاش، فتحمل معنى ملتبسًا، بالظاهر المواطنون يدفعون أقل من الكلفة لقاء الحصول على الكهرباء، لكن بالمقابل هناك فئة إن رُفعت التعرفة أو بقيت على حالها لا تدفع، لأنّها تسرق الكهرباء وستبقى تحصل عليها مجانًا. إذن فليذهب الوزير لمعالجة هذا الخلل قبل زيادة التعرفة، خصوصًا أنّ 40% كانت نسبة سرقة الكهرباء قبل الأزمة، فكيف الحال بعد الأزمة. حتّى لو أخذ الوزير مليار دولار إضافية للكهرباء، هناك 80% ستذهب هدرًا”.
زيادة التعرفة لا تحلّ الأزمة
في حال رُفعت التعرفة، وتمّ تأمين المازوت والإستدانة من الدولة، متى ستتم جباية هذه الزيادة بظل تأخير في الجباية لسنتين سابقتين، سأل بيضون “إلا إذا كان الإتجاه لتحميل المواطن الذي يدفع ضعف الكلفة أو أكثر، لأنّه عندها سيتكبّد الأسعار المرتفعة، وسيدفع عن المواطن الآخر الذي يسرق الكهرباء. ثم هل سيأخذ الوزير الأموال لتُهدر من جديد؟”.
الغاز المصري يمرّ من واشنطن
في آب عام 2021 تّبلغ لبنان رسميّا، استعداد واشنطن لمساعدته على استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وتسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولاً الى شمال لبنان. اليوم، وبعد مرور حوالي سنة على الوعد الأميركي، لم يصل الغاز المصري ولا الكهرباء الأردنيّة، ولا زال لبنان غارقًا في الظلام. الإتفاق مع مصر استغرق أشهرًا عديدة، وقد وقّعه الشهر الماضي الوزير فياض، ولكن لا مؤشر عن قرب ترجمته، وفق بيضون “الأميركيون وعدوا لبنان بذلك منذ باخرة المازوت الإيراني، أخذونا من حظر إلى آخر، بينما هم فعليّا يربطون المسألة برمّتها بملف الترسيم البحري، ويريدون أن يستسلم لبنان ويوقّع. لبنان اليوم محاصر، وسنبقى نتأرجح بين شفير العتمة الشاملة والقليل القليل الكافي لإبقائنا نتنفّس. ولو أرادت الولايات المتحدة فعلًا مساعدة لبنان عبر إعفاء الغاز المصري من مفاعيل قيصر “هلقد بدا” قال بيضون، معتبرًا أنّهم يضغطون لنذهب بالمطلق نحو موقف اسرائيل في الترسيم.
هل يجدّد العراق عقد زيت الوقود العراقي؟
ينتهي آخر شهر آب المقبل عقد توريد زيت الوقود العراقي، لبنان يسعى للتجديد، الجانب العراقي لم يمانع، لكن وزير المالية العراقي علي علاوي تحدث عن حاجة الحكومة العراقية لضوابط “لتستطيع بموجبها أن تقوم بإدارة المخاطر المالية التي تترتّب على الاتفاقية، من ضمنها سعر الصرف والتأخير عن الدفع”. هنا يسأل بيضون ماذا فعل لبنان ليقوم بواجباته وفق الإتفاقيّة “فليخبرنا وزير الطاقة ومدير عام مؤسسه كهرباء لبنان كم بلغ مجموع النسبة التي تسجّلت لحسابنا، وكم تسلّمنا منها، وهو أمر لا يعلمه أحد. كل ما يفعلونه إصدار بيانات عن انقطاع الكهرباء”.
لا كهرباء في لبنان طالما وزارة الطاقة بقبضة التيار الوطني الحر
هذه الخلاصة يدركها جيدًا كل من عاين الصفقات والمناقصات والتلزيمات التي تمت في عهد وزراء التيار، والبواخر ليست سوى دليل واحد من عشرات الأدلة الأخرى. الرئيس نجيب ميقاتي الذي اختبر فشلهم، يدرك بدوره هذه الحقيقة، وقالها صراحة “إبعاد التيار عن الوزارة هو المدخل لحل أزمة القطاع”، كيف لا والوزير فياض المحسوب على التيار نفسه، حرم لبنان بالأمس القريب من فرصة تزويد لبنان بالكهرباء، عندما طلب سحب عروض الكهرباء التي كانت موضوعة على جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، بعد اتصال تلقاه، “للمزيد من الدرس” كما قال. وذلك بعد أن تجاهل عرضًا قدّمته شركتا (جنرال إلكتريك) و(سيمنس) لتزويد لبنان بالطاقة الكهربائية قبل الصيف، ويقضي العرض بتزويد معملي دير عمار والزهراني بألف ميغاواط طاقة على الغاز، على أن تؤمّن الشركتان أيضاً الغاز اللازم لتوليد الطاقة، وبسعر مقبول. علمًا أنّ عرض (سيمنس) ليس جديدًا، فقد طرحته المستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميركل عندما زارت بيروت قبل سنوات، الا أنّ وزير الطاقة في حينه سيزار أبي خليل رفضه أيضًا.