رئيس مؤسسة النفط الليبية يرفض أمراً حكومياً باقالته يحذر الدبيبة من التدخل في عمله
النشرة الدولية –
رفض مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، أمرا حكوميا بإقالته، قائلا إن رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة لا يملك صلاحية ذلك، الأمر الذي يثير احتمال حدوث صراع مفتوح للسيطرة على المؤسسة الحكومية المنتجة للنفط.
وفي كلمة عاصفة بثها التلفزيون قال صنع الله إن صلاحية حكومة الدبيبة انتهت، وحذره من المساس بالمؤسسة.
وقال ثلاثة شهود إن قوة مسلحة انتشرت أمام مبنى المؤسسة الوطنية للنفط في وقت لاحق. وذكر أحدهم أن تلك القوة موالية للدبيبة.
وتسبب الوضع السياسي الفوضوي في ليبيا بخسارة 850 ألف برميل من إنتاج النفط هذا العام بسبب حصار من الفصائل المتمركزة في الشرق، ما يلقي الضوء على المخاطر التي تواجهها إمدادات الطاقة التي تتلقى بالفعل ضغوطا عالمية.
وأصدر الدبيبة يوم الثلاثاء قرارا بتعيين فرحات بن قدارة ليحل محل صنع الله كرئيس للمؤسسة الوطنية للنفط ثم شكل لجنة لإدارة الانتقال.
ونشب خلاف مرارا بين صنع الله ووزير النفط في حكومة الدبيبة محمد عون.
وقال صنع الله في كلمته إنه موجود في المؤسسة والعمل مستمر، مضيفا أن كافة قرارات الدبيبة باطلة وحكومته انتهت ولايتها.
وكان صنع الله خارج البلاد يؤدي فريضة الحج عندما أصدر الدبيبة قرار عزله.
والسيطرة على إيرادات ليبيا النفطية من خلال مؤسسة النفط والبنك المركزي هي الجائزة الرئيسية للفصائل المتناحرة منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأدت إلى فوضى وعنف على مدى سنوات.
وأصبح صنع الله، الذي عينته حكومة سابقة في طرابلس في منصبه في 2014، رمزا مهما جنبا إلى جنب مع محافظ البنك المركزي الصديق الكبير في الحفاظ على تدفق الإيرادات للحفاظ على استمرارية الخدمات الحكومية خلال الصراع.
وفي مارس/آذار، عين البرلمان الذي يتخذ من الشرق مقرا له حكومة بقيادة فتحي باشاغا بدلا من حكومة الدبيبة، لكن الدبيبة يرفض التنحي عن السلطة. ويقول إن ولايته مستمرة لحين إجراء انتخابات.
وشمل الخلاف بخصوص الحكومة التي يتعين أن تسيطر على إيرادات النفط المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي.
ويقول محللون إن تعيين بن قدارة، الذي كان قبل عام 2011 محافظا للبنك المركزي وهو حليف معروف لقائد الجيش الوطني خليفة حفتر، لإدارة المؤسسة الوطنية للنفط قد يكون محاولة من جانب الدبيبة لترسيخ وضعه في طرابلس.
ويعني الصراع على السلطة أن القرارات المهمة مثل تغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط قد تواجه معارضة شرسة.
وفي بيان منفصل، قالت المؤسسة الوطنية للنفط الثلاثاء إنها ستستأنف صادرات الخام من ميناءين وتأمل في استئناف الإنتاج من حقول مغلقة قريبا.
لكن الجماعات المشاركة في عمليات الإغلاق رفضت هذا البيان الأربعاء في رسالة مصورة. وكانت الجماعات قد طالبت في السابق الدبيبة بالاستقالة لصالح باشاغا ويقول دبلوماسيون إنهم متحالفون مع حفتر.