بين حقائق وخزعبلات أبو ردينة ونول.. أصدق مين وأكذب مين..!!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

وضع الرئيس الأمريكي جو بايدن المطالب الفلسطينية في خزانة مُغلقة وألقى بمفتاحها بالبحر، حين قال للرئيس الفلسطيني محمود عباس رداً على مطالبة: “بأنها تحتاج إلى السيد المسيح”، لصعوبتها وعدم القدرة على تنفيذها، وهذا أمر أكده رئيس المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية، جورج نول، مما يعني أن اللقاء فشل كلياً في تقديم أي شيء للقضية الفلسطينية وأنه تحول من لقاء سياسي إلى لقاء لدعم الفلسطينين على تحسين شؤون حياتهم، لذا اكتفى بالتبرع بالقليل من المال وهو ما اعتبره العديد من أحرار الأمة بأنه دية الشهداء الذين قتلتهم القوات الصهيونية وتم دفع المبلغ لولي الأمر قائد التنسيق الأمني، ولا يوجد من لا يعرف معنى التنسيق الأمني المرادف للعمالة وتسليم أبناء الأمة بذرائع التنمية مقابل الأرض والشعب.

بدوره حاول الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الخروج من مأزق حديث بايدن المُحرج مطلقاً العنان لخياله في وصفها “بأنها تحمل معاني ومضامين عديدة، وأن بايدن كان شديد الوضوح بشأن الثوابت والحقوق الفلسطينية، لافتا إلى أنه أكد أنه لا حل ولا سلام في المنطقة من دون القدس”، واعتبر ابو ردينه الموقف الأمريكي خطوة متقدمة عن سابقاتها، وأنه يجب البناء عليه، ويبدو ان الناطق الفلسطيني قام بتأليف حديث للظهور بصورة المنتصر كعادة العرب في جميع المواجهات متناسياً ان لدى السياسيين الأمريكين تصنيف لا يخرجون عنه تأتي الصهيونية فيه أولاً، فكيف لدى بايدن الذي اعترف بأنه صهيوني وهو من أفراد المسيحية المُتصهينة ورفيق في هذه الطريق لبوش الإبن وتوني بلير، اذا كان على أبو ردينة أن يدرك بعد أن قضى سنوات في العمل الفلسطيني ان واشنطن لا يمكن أن تكون شريك نزيه في السلام، لكنه قرر ان يلعب دور المؤلف لقصة اعتبرها واقعية ففضحه نول.

وفي ظل تباين المعلومات ومحاولات ابو ردينة لعب دور ماسح المصائب فاخترع قصص من بنات أفكاره، وهذا يدل على أنه لا يعرف أن هواية السياسيين الصهيوأمريكيين تكذيب السياسيين الفلسطين والعرب، لينكوي بنارهم حيث ظهر بصورة مخيبة ومعيبة، وشعر المتابعون أنه نقل معلومات غير حقيقية لجعل السلطة تظهر بصورة المنتصر، وهو شبيه بالمنظر الذي حصل في جدة حين ادعى الجميع النصر وتحقيق الاهداف التي تحققت بالكامل للحلف الصهيوأمريكي، والذي بدوره استمر بفضح ما جرى وهو ما أغضب غالبية القيادات العربية.

وقد يكون نول كاذب وهذه صفة ترافق المسؤولين السياسيين الأمريكيين والعاملين معهم، كونهم يقولون شيء ثم يتنصلون منه إرضاء للصهيونية العالمية والتي لها دور كبير في تحديد هوية قائد العالم، لذا يقولون كلمات يعتقد زعماء العرب أنها للترويح والمزاح لكنها تحمل معانٍ عديدة، ليتم تفسيرها حسب الحاجة لاسقاط الرأي العربي والتهرب من وعود واشنطن للعرب ، والمصيبة ان قيادات الأمة ورغم تجاربها المريرة مع واشنطن لم تتعلم الدرس ليبقى تفسير الحديث وما يجري من إتفاقات رهناً بالحديث الامريكي والصهيوني فقط، والمصيبة الاكبر ان القيادات العربية لم تتعلم من خطأ كتابي في قرارات الأمم المتحدة، حين تحولت كلمة الأراضي إلى أراضٍ، فضاع ثلث فلسطين ورغم ذلك لا زال صُناع السياسة لا يقرءون الحروف ويُحسنون الظن بواشنطن وتل الربيع المُحتلة.

زر الذهاب إلى الأعلى