إضاءة على مشهد عربي: الحج البايدوني في الشرق ؟
بقلم: د. سمير محمد ايوب

النشرة الدولية –

في مواقيت استثنائية لأزمات العالم المعاصر وبؤره الشائكة الملتهبة، والتي تُلقي بظلالها على البشرية جمعاء، طُرِحَ أمام حضورِ قمة جدة عدة ملفاتٍ استراتيجية مهمة، تدعم في محصلتها، التسلل الإس – رائيلي في مفاصل المنطقة العربية. كان اهمها على الاطلاق ايجاد وتطوير وتعزيز تعاون اقليمي استراتيجي شمولي مشترك بين الحاضرين،  للعمل العلني على الارتطام حد الاصطدام الدائم، بالملفات الإيرانية بكل ابعادها ومضامينها ومستوياتها، وما عدا ذلك مما طرح في جداول اعمال ذاك التجمع، كانت قضايا وتفريعات هادفة للتموية والتشويش والتضبيب ليس إلا.

الحصيلة، وبعيدا عن تضارب وتعدد القراءات  لتجمع مزدحمٍ بالشكلانيات في جدة، فان حقائق الأمور تؤكد، أن بايدن بأجندته الطويلة، قد عاد الى بلده بالقليل من الانجازات الموضوعية،  وتعكس خيبة لسعي إدارته في التحرك المريح مع المطبعين العرب، على طول فوالق الخطة الجيوسياسية وتحدياتها الاقليمية، لاستيعاب اسرائيل في منظومات هجومية قوية فضفاضة وعلنية مشتركة، وفشل مفجع لمهارات الادارة الامريكية في اعادة التموضع في المشهد الجيوسياسي المتغير في المشرق، بما يكفي لتوكيد تفرد قيادتها للمنطقة.

وعلى الرغم مما يحاول محللون آخرون ترويجه، بأن كل من حضر  قمة جدة، قد حصل على ورقة بيضاء لكل ما يريد، فها هي امريكا تُرغَم صاغرة على الانسحاب التدريجي من المنطقة، بلا نتائج ايجابية استراتيجية كبرى، رغم أنها تترك وراءها احتلالا اسرا – ئيليا يتعمق ويتمدد، وتترك الفلسطينيين بعد موت خيارهم بحل الدولتين، تتلاشى امالهم في قيام دولة لهم قابلة للحياة، بالاعتماد على الغرب في كفاحهم من اجل حقوقهم الوطنية، وفوق كل هذا وذاك، من الواضح أن المعسكر الصهيوامريكي يترك فراغا في  الشرق، لن تملأه بالقطع في قادم الايام،  الا الصين وروسيا وايران.

زر الذهاب إلى الأعلى