صحتنا النفسية
بقلم: صباح العنزي
النشرة الدولية –
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الأمراض النفسية التي تحمل العديد من المسميات كالاكتئاب والانفصام والفوبيا والخوف وكثير من مسميات الأمراض، عافانا الله وإياكم منها وذلك بسبب ضغوطات الحياة وزحمة الحياة المادية المتسارعة.
فقد ينشغل الإنسان بظروف الحياة والتزاماته اليومية وواجباته الأسرية ويستنزف طاقته في العطاء ويغفل عن شحن هذه الطاقة بالوقود اللازم لاستمرار طاقته وحيويته وإعطاء نفسه الوقت للراحة والهدوء والاستقرار.
وقد يواجه الكثير من الناس العديد من الأزمات والخيبات من عدم تحقيق رغباتهم وأهدافهم وتطلعاتهم وتكون هذه الخيبات عائقا له في تكملة مسيرة حياته وفقده رغبته في الاستمرار بالحياة مما يؤدي مع مرور الوقت إلى تراكمات وضغوط نفسية قد تنفجر في أي لحظة وفي أي وقت وقد تظهر في مواقف عديدة بصورة غضب أو تهور أو انفعال وقد تؤدي إلى تعديه على غيره بالأقوال والأفعال وقد تودي إلى حوادث اعتداءات، ولربما تصل إلى الجريمة أو تؤدي هذه الضغوط إلي إيذاء النفس كالانتحار، وهذا كله يعود الى عدم تدارك هذه التراكمات والضغوطات من البداية.
إذن كيف يحافظ هذا الإنسان على صحته النفسية من الخلل والاضطراب؟ يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، ويقول أيضا جل جلاله: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله).
لا يسعني في حديثي هذا أن أذكر الكثير من الآيات القرانية التي تحث على ذكر الله وأثره في الاطمئنان والراحة النفسية، وذكر الله الذي هو مصدر الاستقرار والراحة النفسية فلا بد لنا ألا نهمل ذلك، وأن نعطي أنفسنا الحق بالراحة وأن يكون شعارنا بذلك «ولنفسك عليك حق» بأن نحاول أن نرأف بهذه النفس وأن نكون اليد الحانية عليها عندما تقسو عليها الحياة وتزداد الهموم والضغوطات فلا بد لنا من التوقف والتصدي لطوفان الحياة المتسارع وأن نحميها مما يطرأ عليها من أدران وهموم وأثقال وأن نلجأ إلى الله وان نطلب منه العون على مواجهة ظروف الحياة القاسية وأن نسعى إلى رحاب أمنه وأمانه وأن نستشعر رحمته فهو الرحمن الرحيم بعباده وان نستشعر قربه فهو القائل: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)، فأي قرب بعد هذا القرب من الله وأي عذر لنا في البعد عنه سبحانه؟ فالله جل جلاله خلق الإنسان وهو أعلم بما هو خير له ووضح لنا في كتابه الكريم أن الطريق السليم للصحة النفسية والاستقرار النفسي هو ذكره سبحانه، والذكر هنا ليس المقصود به العبادات من صلاة وصيام وأداء الفروض والواجبات التي فرضها الله ولكن أن يكون هناك إيمان قلبي وتسليم لله بكل مجريات الأمور وبقضائه خيره وشره وأن نقرن أعمالنا بالنية الصالحة الصادقة وبذرة النوايا منبعها القلب، فقال صلى الله عليه وآله وسلم «إنما الأعمال بالنيات»، فصلاح الأعمال من صلاح النوايا وفسادها من فساد النوايا، نسأل الله أن يصلح بالنا وأن يتقبل أعمالنا بالقبول الحسن وأن يصلح نياتنا وذرياتنا.
ودمتم بحفظ الله ورعايته.