العهر الفني
فوز حمزة
النشرة الدولية –
لم أجد أهذب من هذا المصطلح أصف به ما يحدث اليوم على الساحة الفنية وما يعرض منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض الفنانات أو ممن يطلقن على أنفسهن هذا اللقب ممن يستخدمن مؤخراتهن ونهودهن بدل أصواتهن في الغناء ..
الفن الذي وصفه بعض الفلاسفة والمفكرين على إنه تعبير عن الأفكار الجمالية عن طريق توظيف الخيال والإبداع من أجل إيصال فكرة تحمل للمتلقي صورة متكاملة تحمل من المعاني السامية والرفعة ما يجعل الحياة أجمل وأرقى .. لكن ما نراه اليوم بدل المفهوم تمامًا بعد أن تم تشويهه مما يدعونا للتوقف عنده طويلا فأصبح الفن عند بعض الفنانات ومن يقف خلفهن توظيف للجسد واستغلاله بصورة بشعة من إجل خلق صورة تبهر المتلقي وتشغل حواسه وغرائزه عن المحتوى الفارغ والمضمون الهابط لأغلب تلك الأعمال التي تُقدم للناس باسم الفن عن طريق تعري الفنانة لجسدها الذي لا يستره إلا ورقة توت صغيرة .
لا نستطيع الإنكار أن بعض الفنون تعتمد بشكل كبير بعد الموهبة على الصورة .. وكلما كانت الصورة جميلة ملونة متكاملة لعناصر العمل الفني فيها من الحركة والديناميكية ما يمنح العمل الفني أسباب النجاح .. كان ذلك أكثر متعة للعين والعقل هذا إذا استثنينا بعض الفنون التي تحمل المستمع لعالم تستمتع فيه الروح قبل الأذن دون أن تكون للصورة المرئية أي تأثير كالموسيقى مثلا ..
ثمة أسئلة يجب أن تطرح والأهم أن تتم الإجابة عليها .. ما الغاية من كل ذلك؟ هل هو المال والثراء الذي وصلت له بعض الفنانات هو من يغري الآخريات ممن لا يملكن المواهب للسير على نفس الطريق .. أم أن هل هناك غاية أخرى أكبر يستخدم فيها الجسد العاري والأعضاء المنفوخة للوصول إليها ؟ أم ربما الاثنين معًا .. والسؤال الأهم هل هي محاولة لاستدراج الذوق العام وإغراقه في مستنقع آسن لا يستطع الخروج منه دون أن يتلوث سمعه وبصره أم أن هذا هو الناتج العرضي لكل ما يحدث ؟ وسؤال خطير: من يقف وراء ما يحدث ؟ هل هناك مؤسسات وجهات لها ثقلها المالي والسلطوي تقف وراء هذا الأمر ؟
الفن قيمة جمالية تمنح من قبل صانعه أولاً للحياة لأنه وجه الحياة الآخر ثم للمتلقي .. تحلق بخياله نحو عوالم الجمال من أجل خلق صورا وأشكالا ولغة تجعل من الحياة مكانا محتملا للعيش .. إنه هبة الطبيعة ومرآتها التي يرفعها الفنان سلاحًا أمام القبح والشر..