افتتاح حاشد لملعب لوسيل مضيف المباراة النهائية لمونديال 2022 في قطر
النشرة الدولية –
على وقع أغاني الفنان المصري عمرو دياب افتتحت قطر ملعب لوسيل، أكبر الملاعب الثمانية لمونديال 2022 في كرة القدم ومضيف المباراة النهائية في 18 كانون الأول/ديسمبر، الجمعة، بمباراة حاشدة على “كأس سوبر لوسيل” بين الزمالك بطل مصر والهلال بطل السعودية.
وامتلأت مدرجات الملعب الذي يتسع لثمانين ألف متفرّج، باستثناء الطابق الأول من المدرج الشرقي حيث أقيم حفل غنائي سبق المباراة أحياه دياب.
وكان مؤسّس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، قد اختار لوسيل موطنا له في القرن التاسع عشر، فبنى فيها قلعة تقع على بعد 23 كلم من مدينة الدوحة، وقد اشتُق اسم المدينة من “الوسل” وهي نبتة نادرة تعتبر منطقة لوسيل موطنها الأصلي.
وقال ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم، “باقٍ 70 يوما لبداية كأس العالم، هذه (المباراة) محطة مهمة لنا ونحن راضون عن الحدث، الجمهور كبير (…) سنعالج المشاكل التي ظهرت من ناحية الدخول إلى الملعب وغيرها”.
وملعب لوسيل المجهّز بأنظمة تبريد، هو آخر الملاعب السبعة المبنية حديثا، تفتتحه الدولة الخليجية الغنية بالغاز، وقد استقبل مباراة تجريبية بين العربي والريان في 11 آب/أغسطس الماضي، في الجولة الثانية من الدوري القطري.
ويحتضن الملعب الضخم في المدينة الحديثة عشر مباريات خلال المونديال هي الأرجنتين-السعودية، البرازيل-صربيا، الأرجنتين-المكسيك، البرتغال-الأوروغواي، السعودية-المكسيك والكاميرون-البرازيل في دور المجموعات، إضافة إلى مباراة في كل من دور الـ16، ربع النهائي، نصف النهائي والنهائي.
وتقام المباريات الـ 64 للمونديال على ثمانية ملاعب، سبعة منها جديدة هي لوسيل، البيت، أحمد بن علي، 974، الثمامة، الجنوب والمدينة التعليمية، إضافة إلى تطوير ملعب خليفة الدولي، وقد اختبرتها في بطولات مختلفة مثل كأس العالم للأندية وكأس العرب ومسابقات محلية.
وتستضيف قطر بدءا من 20 تشرين الثاني/نوفمبر كأس العالم على مشارف الشتاء، نظرا لدرجات الحرارة المرتفعة صيفا (بلغت 34 درجة مئوية مساء الجمعة وقت المباراة)، في النسخة الأكثر تقاربا في التاريخ الحديث للبطولة، حيث لا تتجاوز أطول مسافة بين اثنين من ملاعب المونديال 75 كيلومترا.
ويتوقع قدوم أكثر من مليون زائر إلى الدولة البالغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة.
وأنفق المنظمون القطريون مليارات الدولارات تحضيرا للحدث منذ فوزهم بحق استضافة البطولة عام 2010، وأكد رئيس فيفا جاني إنفانتينو أن قطر ستنظم “أفضل” كأس عالم “على الإطلاق”.
وإلى الرحلات الجوية، دخل عدد كبير من الجماهير السعودية والمصرية عبر منفذ أبو سمرة الحدودي الذي يبعد 110 كلم عن الدوحة و450 كلم عن العاصمة السعودية الرياض.
قال المشجع السعودي سعود الدوسري لوكالة فرانس برس، “دخول سهل جدا جدا. أشكر قطر على تنظيم هذا الحدث ولم يكن هناك أي عوائق. هذه تجربة جديدة واختبار لحضور اليوم الواحد في كأس العالم”.
أضاف المشجع المصري محمد مجاهد “فعّلت التذاكر من خلال بطاقة هيّا. دخلنا فقط بالجواز وكان الاندماج جيدا”.
وملعب لوسيل الذي يبعد 16 كلم من شمال وسط العاصمة الدوحة، استوحي تصميمه من تداخل الضوء والظلّ الذي يميّز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس. كما يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وُجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي خلال نهوض الحضارة في المنطقة.
وروعي في أعمال تصميمه وتشييده توظيف مجموعة من ممارسات الاستدامة، بما فيها السقف المصنوع من مادة متطوّرة تساعد في توفير الحماية من الرياح الساخنة والأتربة، والسماح بنفاذ قدرٍ كافٍ من ضوء الشمس الضروري لنمو العشب في أرضية الملعب، مع توفير الظل بما يسهم في تقليل الاعتماد على تقنية تبريد الهواء في المعلب.
وبحسب المنظمين، سيتحوّل ملعب لوسيل الذي يمكن التدفق إليه عبر المترو إلى محطة تبعد 600 متر عن البوابات الأمنية، إلى وجهة مجتمعية: “مدارس، ومتاجر، ومقاهٍ، ومرافق رياضية، وعيادات صحية”.