ينثروا الياسمين والحب بدون تردد وبدون مقابل
النشرة الدولية –
للأسف، في المجتمعات العربية، العديد من الناس يُنظر الى للطفل ذو متلازمة داون، بأنه يشكل عبء على العائلة، والبعض من اهالي الأطفال ذوي متلازمة داون يصابون ربما بعضهم بالإحراج أمام الناس…. طبعا هذا الأمر غير صحيح، ومن واقع تجربة شخصية، كنت على مقربة في ثمانينات القرن الماضي، عندما كنت اذهب باستمرار وربما بشكل يومي، الى حيث كانت تعمل شقيقة لي في مؤسسة دولية تُعنى بالعناية بأطفال مصابين بمتلازمة داون “The Swedish Organisation for Individual Relief”، التي كانت بتمويل كامل من دولة السويد، مع توفير كادر متخصص، إضافة لعديد من الأردنيين يعملوا بمعيتهم.
في المرة الأولى، من الزيارة، ترددت كثيراً، يومها على ما أذكر، اقترب مني مساعد المشرف العام، أردني الجنسية، ابتسم في وجهي، ثم بدأ يشرح لي عما يفعلونه، رويداً رويداً، ذهب شعور الارتباك والرهبة في آن واحد، بدأت بالتعرف على كل شيء، وبعد عديد الزيارات، اصبح عندي قناعة بأن من يعمل في هذا المجال، يمتلك ذاك الشعور بالعطاء بلا حدود، ومشاعر حب غامرة، كنتُ أسمع بالعديد من القصص المنفرة التي تفطر القلب، من غير تلك المؤسسة الدولية.
منذ ما يقارب الثلاث سنوات تعرفت بالصدفة على آخرين يعملوا على رعاية الأطفال من متلازمي داون، سواء من لبنان، كنت انشر أخبار لهم، أو من الأردن، لا يمكن عليّ إنكار ذلك الشعور بالسعادة والغبطة عندما ارى لهم أي نشاط من فرح وتعليم، أصبحت عندي قناعة راسخة بأن الخير موجود.
جميعة الياسمين، ربما هي جديدة عليّ، لكن اكتشفت انهم يختلفون عن الكثيرين من الجميعات التي تهتم وتعتني بأطفال متلازمة داون.
الجميعة، لديها إدارة محترفة برئاسة السيدة الفاضلة عواطف أبو الرب، بشهادة العديد من الأشخاص الذين زاروهم وشاركوا معهم الفرح، وخصوصاً المتابعين لهم عبر صفحات السوشيال ميديا.
جمعية الياسمين، عندهم فرقة، الأولى في الوطن العربي، ثقافية فنية، وتعمل على إحياء العديد من المناسبات الوطنية، وتشارك فيها بفعالية كبيرة، وحضورهم ليس بالعدد القليل.
طلاب جمعية الياسمين، لهم نشاطات كثيرة، منها نذكر هنا، الزراعة والرسم والفنون على مختلف انواعها، وبعضهم عنده طموح أن يصبح اعلامياً.
اعضاء جمعية الياسمين، يعملون بكل جهد وقوة وعطاء منقطع النظير على تعديل سلوك وتنمية مهارات المنتفعين.
اعضاء جمعية الياسمين، والرئيسة، السيدة الفاضلة عواطف أبو الرب، يتعاملون مع المنتفعين بصورة ثابتة دون تغيير طريقة المعاملة،ط وعدم إشعاره أنه يعاني من أي خلل خاصة أن ذلك يساهم في سرعة ثقته فيمن حوله وتكيفه مع المجتمع الخارجي والتواصل بشكل أفضل.
جمعية “الياسمين” حرصت منذ التأسيس، أن تعتني وتهتم بأطفال متلازمة داون، والتي تم تأسيسها من قبل أهالي الأطفال واليافعين من ذوي متلازمة داون، فهي الجمعية الوحيدة في الأردن التي تخصصت، لتعتني بكل ما يخص متلازمة داون ومن الميلاد.
رئيسة الجمعية، يمكن وصفها بالقبطان، وهي تقود الجمعية باحتراف، فهي تسعى على الدوام بتدريب وتأهيل الأطفال والكبار المصابين على حد سواء، وفق معايير أساسية من شأنها تطوير الادراك والقدرات، وتحسين فرص تواصلهم مع العالم.
بقي أن نقول لمن عنده، طفل لديه متلازمة المحبة، هذا يعني أنك تملك ذراعاً تطوقك مدى الحياة، نظرته الوديعة كأنك كل أشياءه مع ابتسامته التي تربت على كتفك المنهك، ليلقنك دروساً في الحب والجمال، ويحمل الفرح على راحتيه، وكأنه ينثر الياسمين أينما حل.
هكذا هم أيضاً أعضاء وإدارة جمعية الياسمين يهتموا بفئة عزيزة على قلوبنا، لا يمكن أن نغض البصر عما تفعلونه وانتم تبذلون الجهد الكبير وتمنحوهم العطف والحنان والحب.
نرفع لكم القبعات أحتراما وتقديراً لكل حبة عرق، ونسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم.