التاريخ الإيراني حافل بالاحتجاجات والقمع الدموي

النشرة الدولية –

أثارت وفاة شابة في الحجز لدى شرطة الأخلاق غضب الإيرانيين الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج في ما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة على مستوى البلاد، واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين.

 

وقمع المحتجين ليس بالأمر الجديد في إيران، وهناك سلسلة من الأحداث والمواقف السابقة التي استخدمت فيها القوات الأمنية الرصاص وقتلت المتظاهرين.

 

وفيما يلي تسلسل زمني، أعدته رويترز، يظهر “اضطرابات اتخذت فيها قوات الأمن في إيران إجراءات صارمة لقمع المعارضة في الماضي”.

 

يوليو 1999 – طلاب غاضبون بسبب إجراءات صارمة اتخذتها الشرطة يتظاهرون في عدة مدن إيرانية مرددين شعارات مناهضة للحكومة، وتم قمعهم بالقوة وسقط قتلى وجرحى، وحدثت اعتقالات.

 

يونيو 2009 – مواجهات بين مئات الآلاف من المحتجين على إعادة انتخاب، محمود أحمدي نجاد، رئيسا للبلاد مع الشرطة. والمعارضة تعلن مقتل أكثر من 70 شخصا. المسؤولون يقولون إن عدد القتلى نصف ذلك. وتم اعتقال الآلاف، بمن فيهم إصلاحيون كبار، وإعدام عدة أشخاص.

 

ديسمبر 2009 – وفاة رجل الدين المعارض البارز، حسين علي منتظري، مما أدى إلى تجدد المظاهرات. وقتل عدة أشخاص في طهران ومدن أخرى لدى خروج الآلاف إلى الشوارع. وذكر التلفزيون الحكومي أن عدد القتلى ثمانية فقط.

 

يوليو 2010 – إضراب التجار في “بازار طهران الكبير” يجبر الحكومة على تعليق خطط لزيادة الضرائب.

 

فبراير 2011 – مقتل شخصين واعتقال العشرات مع مشاركة الآلاف من نشطاء المعارضة في تجمع محظور لدعم الانتفاضات الشعبية في مصر وتونس.

 

مارس 2011 – مواقع مؤيدة للإصلاح تنشر تقارير بشأن إطلاق قوات الأمن لقنابل الغاز المسيل للدموع ومواجهات مع الآلاف من المحتجين المناهضين للحكومة الذين تظاهروا في طهران ومدن أخرى احتجاجا على أسلوب التعامل مع زعماء المعارضة.

 

يونيو 2011 – موقع “سحام نيوز” الإيراني المعارض يقول إن قوات الأمن تهاجم متظاهرين مؤيدين للإصلاح متجمعين في طهران لإحياء الذكرى السنوية لانتخابات 2009 المتنازع عليها.

 

أكتوبر 2012 – الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على محتجين غاضبين من انخفاض قيمة العملة الإيرانية.

 

ديسمبر 2017 – محتجون إيرانيون غاضبون من الصعوبات الاقتصادية وما يصفونه بأنه فساد يهاجمون مراكز للشرطة وقوات الأمن تسعى جاهدة لاحتواء تحد قوي للقيادة الدينية.

 

يناير 2018 – إيران تحذر من حملة قمع صارمة ضد عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين أبدوا أحد أجرأ موجات التحدي لزعمائها الدينيين منذ اضطرابات على مستوى البلاد هزت النظام الديني الإسلامي في عام 2009.

 

بدأت المظاهرات في مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران، في شمال شرق البلاد وامتدت إلى طهران ومراكز حضرية أخرى. عبر الإيرانيون عن غضبهم من الزيادة الحادة في أسعار المواد الأساسية مثل البيض، واقتراح حكومي لزيادة أسعار الوقود.

 

نوفمبر 2019 – إيران تقول إن 200 ألف شخص شاركوا فيما قد يكون أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة في تاريخ الجمهورية الإسلامية الممتد على مدى 40 عاما.

 

وصف المرشد الأعلى، علي خامنئي، أسبوعين من أعمال العنف الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود بأنهما نتاج “مؤامرة خطيرة للغاية”. وذكرت رويترز أن 1500 قتلوا على أيدي قوات الأمن.

 

يناير 2020 – ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية، في تقرير نادر عن الاحتجاجات المناهضة للحكومة، أن المحتجين في طهران رددوا شعارات ضد السلطات العليا في البلاد، بعد أن اعترف الحرس الثوري بإسقاط طائرة ركاب.

 

وقال التقرير إن المتظاهرين في الشارع مزقوا أيضا صور، قاسم سليماني، القائد البارز في فيلق القدس بالحرس الثوري الذي قتل في ضربة بطائرة أميركية مسيرة.

 

مايو 2022 – خرج متظاهرون إيرانيون يرددون شعارات مناهضة للحكومة إلى شوارع عدة مدن، بما في ذلك عبادان في جنوب غرب البلاد، حيث أدى حادث انهيار مبنى أُلقي باللوم فيه على انتشار الفساد إلى مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا.

 

سبتمبر 2022 – دعا الحرس الثوري الإيراني القوي السلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية إلى ملاحقة “أولئك الذين ينشرون أخبارا وشائعات كاذبة” حول مهسا أميني، الشابة التي أثارت وفاتها في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق احتجاجات.

مظاهرات غاضبة

 

والاحتجاجات التي أثارتها وفاة أميني هي الأكبر في إيران منذ عام 2019.

 

بحسب آخر حصيلة نشرها التلفزيون الرسمي فان 17 قتيلا سقطوا منذ اندلاع التظاهرات، بينهم متظاهرون وشرطيون.

 

لكنّ الحصيلة قد تكون أعلى اذ أعلنت منظمة “إيران هيومن رايتس” غير الحكومية المعارضة في أوسلو أنّ 31 شخصاً قتلوا في التظاهرات.

 

ونفى مسؤولون إيرانيون أي تورط لعناصر الأمن في مقتل المتظاهرين، وفقا لفرانس برس.

 

ولا يزال نطاق الاضطرابات الإيرانية المستمرة، وهي الأسوأ منذ عدة سنوات، غير واضح حيث يواصل المتظاهرون في 12 مدينة على الأقل التنفيس عن غضبهم من القمع الاجتماعي والأزمات المتصاعدة في البلاد، ويواجهون القوات الأمنية وشبه العسكرية، وفقا لأسوشيتد برس.

 

وأكدت “إيران هيومن رايتس” حدوث تظاهرات في أكثر من 30 مدينة، مبدية قلقها حيال “الاعتقالات الجماعية” لمتظاهرين ونشطاء من المجتمع المدني.

 

واستمر الانقطاع الواسع النطاق لخدمات “إنستغرام” و”واتساب”، واللذان يستخدمهما المتظاهرون لمشاركة المعلومات حول حملة الحكومة المستمرة على المعارضة.

 

كما بدا أن السلطات تعطل التواصل عبر الإنترنت مع العالم الخارجي، وهو تكتيك يقول نشطاء حقوقيون إن الحكومة كثيرا ما تستخدمه في أوقات الاضطرابات.

 

وبدأت المظاهرات في إيران تعاطفا مع وفاة مهسا أميني، الشابة التي احتجزتها شرطة الآداب في البلاد بزعم انتهاكها قواعد اللباس الصارمة. وأثارت وفاتها إدانة شديدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وتقول الشرطة إنها توفيت بنوبة قلبية ولم تتعرض لمعاملة سيئة، لكن عائلتها شككت في هذه الرواية.

 

وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخميس أن وفاة الشابة مهسا آميني خلال اعتقالها سيكون موضع “تحقيق”.

 

وقال رئيسي لصحافيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، “اطمئنوا، سيتم بالتأكيد فتح تحقيق”، موضحا أن تقرير الطبيب الشرعي لم يشر إلى انتهاكات ارتكبتها الشرطة.

 

وتطورت الاحتجاجات في الأيام الماضية لتصبح تحديا مفتوحا للحكومة، حيث خلعت نساء الحجاب الذي فرضته الدولة في الشوارع، وأشعل إيرانيون النار في صناديق القمامة ودعوا إلى سقوط الجمهورية الإسلامية نفسها.

 

كما هزت المظاهرات الجامعات في طهران والمدن الغربية البعيدة مثل كرمانشاه.

 

ورغم انتشارها، إلا أن الاضطرابات تبدو مختلفة عن الجولات السابقة من الاحتجاجات التي شهدتها البلاد والتي اندلعت بسبب قضايا ظروف المعيشة مع ترنح الاقتصاد الإيراني في ظل العقوبات الأميركية الشديدة.

 

وأدت الاضطرابات التي اندلعت عام 2019 بسبب رفع الحكومة المفاجئ لأسعار البنزين إلى حشد جماهير الطبقة العاملة في المدن الصغيرة. وقتل المئات عندما شنت قوات الأمن، وفقا لجماعات حقوق الإنسان، أعنف أعمال عنف منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

 

وأفادت وسائل إعلام إيرانية حكومية هذا الأسبوع عن تنظيم مظاهرات شارك فيها مئات الأشخاص في 13 مدينة على الأقل، بينها العاصمة طهران.

 

وأفادت منظمة العفو الدولية، ومقرها لندن، أن رجال الشرطة، أطلقوا طلقات خرطوش صوب المحتجين، وضربوا بعضهم بالهراوات.

 

وفي بيان، الخميس، ألقى الحرس الثوري باللوم في الاضطرابات على “أعداء إيران”، قائلا “هذه الفتنة ستفشل”.

 

وفي محافظة كردستان، مسقط رأس أميني، قال قائد الشرطة إن أربعة متظاهرين قتلوا بالرصاص الحي.

 

وقال المدعي العام في مدينة كرمانشاه إن اثنين من المتظاهرين قتلا على أيدي جماعات معارضة، مؤكدا أن الرصاص لم يطلق من جانب قوات الأمن الإيرانية.

 

وذكر أن بعض المتظاهرين استهدفوا قوات الأمن.

 

وفي مشهد، أفادت وكالة أنباء “إرنا” الرسمية أن شرطيا نقل إلى مستشفى مصابا بحروق شديدة بعد أن حاول متظاهرون إضرام النار فيه.

عقوبات جديدة

 

وأعلنت واشنطن، الخميس، فرض عقوبات اقتصادية على شرطة الأخلاق الإيرانية والعديد من المسؤولين الأمنيين لممارستهم “العنف بحق المتظاهرين” وكذلك على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها.

 

وأعلنت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، في بيان نشرته فرانس برس، أن هذه العقوبات تستهدف “شرطة الأخلاق الإيرانية وكبار المسؤولين الأمنيين الإيرانيين المسؤولين عن هذا القمع” و”تثبت الالتزام الواضح لجهة الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق النساء في إيران والعالم”.

 

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في إيجاز صحفي “هؤلاء المسؤولون يشرفون على المنظمات التي تستخدم العنف بشكل روتيني لقمع المتظاهرين السلميين وأعضاء المجتمع المدني الإيراني والمعارضين السياسيين ونشطاء حقوق المرأة وأعضاء الطائفة البهائية الإيرانية”.

زر الذهاب إلى الأعلى