عندما وصلت نجومية فيروز إلى أوجّها بدأت تتمرّد على عاصي
النشرة الدولية – نسرين عبد الله –
في نهاية السبعينات، وعندما وصلت نجومية فيروز إلى أوجّها بدأت تتمرّد على عاصي، وأصبحت لها آراؤها الفنيّة الخاصة، حتى أنها بدأت تقوم بأشياء يرفضها عاصي، ذاك الذي كانت تُسلم له كل صغيرة وكبيرة تتعلّق بها، لكن حدث ما كان بمثابة إنذارٍ بقرب النهاية.
بدأ الفصل الأخير من حياة عاصي في عام 1972، عندما أصيب بنزيفِ دماغي مفاجئ بالجهة اليسرى من الدّماغ، وكان يتمّ حينها التّحضير لمسرحيّة «المحطّة»، وبمرض عاصي، غاب رُكن التلحين في المسرحيّة، لذا سنحت الفرصة أمام الابن زياد الصغير ذي الـ17 عاماً حينها، للتّلحين من كلمات عمّه منصور، فكانت «سألوني الناس» بصوت فيروز، والتي جسَّدت حالة مرض عاصي وغيابه لأوّل مرةٍ عن عملٍ لهما في مقطع «ولأوّل مرّة ما بنكون سوا».
بعد فترة من الخلافات، وصل الزوجين إلى قرار الانفصال، وبالفعل انفصلت فيروز عن عاصي في 1978، وعاش عاصي المريض في رعاية بعض أقربائه، وكانت تلك هي نهاية عبق الرحابنة في أغاني فيروز.
كانت الرّسائل لا تنقطع أبداً بينهما … إلى أن وصل حد اشتياق كبير عام 1983 حيث غنّت له قبل وفاته.
زعلي طَوّل أنا ويّاك
وسنين بقيت
جرِّب فيهن أنا إنساك
ما قدرت نسيت
لكن الفراغ الذي سببه لفيروز كان أكبر
، وكان ببساطةٍ كل شيءٍ بالنسبة لها ..
ولم تتوقف قصة تلك الأغنية عند هذا الحد، لكن كان لها حكاية أخرى مع فيروز، عندما حاولت غناءها في إحدى حفلاتها، لكن في هذه المرة كانت دون زوجها، فقد رحل عاصي الرحباني، في 21 من مايو عام 1986، وعندما بدأت فيروز، في الغناء على المسرح سار الأمر طبيعيا، لكن عند المقطع (لأول مرة ما بنكون سوا) بكت فيروز بكاء شديدا