صناديد الأقوال رعاديد الأفعال!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
أيادٍ مرتجفه وألسنة معقودة وأقدام خائرة وقلوب مُرتعشة، هذا هو الشكل العام للعديد من أصحاب المناصب العليا في عديد الدول بعد الانفتاح الاعلامي بفضل وسائل التواصل الإجتماعي التي حَوَلَت الكرة الأرضية لمطبخ سياسي مكشوف ما فيه للعلن، فيما يحاول الكثيرون التَحَصُن بقوة اللغة واستنساخ عبارات ومصطلحات لا يفقهون معناها ويُلقونها على مسامع الحضور، ليخرج الواحد منهم من مجلسه كالأسد الجَسور، رافعاً رأسه أعلى من الجُسور وقد ينحني حتى لا يصطدم بها من كثرة الغرور، وعند الاختلاء بنفسه تحاسبه على جرأته وتُقرعه على تطاوله، وتعيده إلى حالته الأصلية كرعديد نادم على ما قال ولن يُقدمُ على فِعل المُحال.
هذه صفات العديد من الرجال تُجار معسول الكلام فيظن الشعب أن أحدهم الفارس الهمام، وبعد اعتلاء صهوة الوظيفة يكتشف الشعب أن فارسهم الجديد ليس فارس مغوار ، وانه لم يعتد على ظهور الخيول فيسقط بجهله في الظلمات باكياً على ما فات، كونه لم يتشبه بعدد من الذوات الذين سلبوا الأموال والخيرات، وهنا يصبح من المُعارضين ومن صفوة المُنظرين الذين للسياسات ناقدين دون معرفة ولا يقين، ويهتفون ويقولون نحن هنا منتظرون، فأي منصب يكفينا ويغنينا والمهم أن نبدوا أمام القوم بأننا من ذوي الجاه والسلطان وانه لم يسقط من يدنا الصولجان.
ونجد هؤلاء بكثرة في أذرع الدولة وأروقتها ومجلس الأمة والحكومات فيها، ودوماً يصفون أنفسهم بالقوة والصدق، وهم من يرفعون شعار “نحن إن قلنا فعلنا”، وللحق هم من جماعة “نحن إن قلنا كذبنا وعلى ذقونكم ضحكنا ومن أموالكم غرفنا والمناصب التي تحلمون بها سرقنا، فعيشوا أو موتوا فهذا زماننا”، ويتطور هؤلاء مع مرور الأيام فيصبح منهم الحالم الدونكيشوت ديلامانشا واللص علي بابا ورجل المغامرات السندباد، ولن يخلوا الأمر من وريث للرحالة ماجلان وآخر لابن بطوطة، وفي النهاية يجلس كل منهم بعدما أكل الوطن يسرد علينا مغامراته في البر والبحر لنعتقد بأننا في حضرة “جليفر”.
صناديد الأقوال رعاديد الأفعال هم من أوصلوا البلاد لمرحلة ما قبل الموت السريري، لجهلهم وضعف قدراتهم في ايجاد الحلول لقضايا الشعوب ، واعتمادهم على الحلول المُعلبة المستوردة القائمة على زيادة الاعباء والضغط على الفقراء ، فهؤلاء ينطبق عليهم المثل ” أسمع جعجعة ولا أرى طحناً”، فجميعهم تُجار كلام يكذبون بإقدام وحولوا أحلام الشعب إلى هُلام وأقنعوا الجهلاء ان المستقبل للنيام ، فنامت الدول وارتفع صوت شخيرها ليظن من يسمعهم أنهم يعيشون في أمان.
آخر الكلام:
لا أقصد شخص بعينه، إلا من قال أنا فعندها سأصفق لجرأته أمام نفسه بتعريتها من كذبها .