قانون للمسنين
بقلم: الجازي طارق السنافي

النشرة الدولية –

يتطور عقل الإنسان مع التقدم في العمر، وقد يصل إلى مراحل هو بحاجة فيها إلى رعايته جسديا ومعنويا وماديا.

هناك قضايا حساسة اجتماعيا على الرغم من كونها مقبولة قانونيا، ومن هذه القضايا هي قضية الحجر على أحد الوالدين بسبب الخرف أو الزهايمر أو أي مرض آخر يعوق كبير السن من أداء مهامه وممارسة حياته بشكل طبيعي، فهذه الحالات الخاصة تحتاج إلى شروط وقوانين خاصة أيضا حتى يسهل على ذوي كبار السن تخليص المعاملات الرسمية والروتينية بشكل سلس وميسر.

في الحقيقة، تتطلب القوانين الحالية مراجعات «طويلة عريضة» تستمر لأشهر حتى تخلص معاملة واحدة فقط، وغالبا يصل الموضوع إلى طريق مسدود، وينتهي في أروقة المحاكم والقضايا المكلفة والمهدرة للوقت والجهد.

بديهياً، يتوجب تحديث هذه القوانين وتطويرها لتتناسب مع ظروف العوائل والمرضى والمقدر عددهم بالآلاف، فمثلا: يمكن تفويض المكلف برعاية المعاق/ كبير السن بإجراء المعاملات الإدارية والمالية والبنكية نيابة عن أحد والديه، بعد توقيعه إقرارا بتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك، ويمكن أيضا ربط الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة بالبنوك، وهي التي تقوم بمخاطبة البنك حتى يتم تسهيل إجراء المعاملات البنكية دون الحاجة إلى وجود وكالة عامة أو بنكية من خلال المكلف الذي يرعى كبير السن، فالقوانين الحالية غير مجدية وتعود بالضرر على العائلة والمسن نفسه، مما يتطلب رفع قضية حجر ضد الأم أو الأب حتى تتخلص بعض المعاملات البسيطة، كتجديد جواز، بطاقة مدنية، تحويل أموال، أو أي معاملة تخص التأمينات الاجتماعية والهيئات المختلفة وغيرها.

تعاني مئات العوائل من طول الإجراءات وتعقيدها وخاصة مرضى الإعاقة الذهنية، حيث تسببت القوانين البالية في تعطيل معاملاتهم ودخول ذويهم في متاهات وصراعات مع الجهات المختلفة، وحلها الوحيد يكون عن طريق قضية حجر على احد الوالدين، وهذا أمر غير مقبول اجتماعيا ولا أخلاقيا، ومن غير المنطقي أن يكون آخر ما يقدمه الأبناء إلى آبائهم بعد كل هذه السنوات هو الحجر بدلا من برهم ورعايتهم على اكمل وجه، ويحدث ذلك عن طريق سن قوانين منظمة وحديثة ومرنة، تسهل وتحفظ حقوق الجميع.

نتمنى من المسؤولين الالتفات إلى هموم مرضى ألزهايمر وكبار السن والمقعدين، الذين أرهقتهم القوانين والمراجعات التي أرهقتهم أكثر مما أرهقهم مرضهم، فهم يستحقون حياة كريمة، ومعاملة إنسانية بعيدا عن الشروط الغريبة.

بالقلم الأحمر: إلى من يهمه الأمر

زر الذهاب إلى الأعلى