الارتجاع المريئي عند الأطفال… حالة غير خطرة لكن تستوجب الانتباه

النشرة الدولية –

الديار – شانتال عاصي –

يظنّ البعض أن الارتجاع المريئي لا يصيب الأطفال، فهو عارض مألوف لدى البالغين أكثر. إلّا أنّ هذه مزاعم خاطئة، فالأطفال وخاصة الصغار جداً منهم يعانون من الإرتجاع المريئي المزعج، والذي يسبب آلاماً وشعوراً بعدم الارتياح.

إنّ الإرتجاع المريئي هو عودة السائل الحمضي «حمض الهيدروكلوريك» الموجود في المعدة إلى المريء، خاصة أن هناك ما يشبه الصمام في الجزء الأسفل من المريء عند اتصاله مع المعدة، يمنع وصول هذا السائل إلى المريء الذي يسبب وجوده شعورا بآلام حادة.

متى يجب اللجوء إلى الطبيب؟

بحسب الأخصائي في طب الأطفال الدكتور نيكولا عطية، إن الارتجاع المريئي عامّةً ليس بحالة مرضية خطرة، إلّا في حال بروز أعراض مؤلمة وصعبة، وعندئذ يتحتّم على الأهل اللجوء إلى طبيب الأطفال، وأبرز الاعراض:

– عدم زيادة الوزن بشكل طبيعي

– تكرار السعال وبشكل مستمر

– تكرار التقيؤ

– رفض الاكل او صعوبة الاكل

– البكاء عند الاكل

– ألم في البطن

– نفخة بالبطن

وفي الحالات الحادة التي تكون فيها قرح بالمعدة يمكن أن يظهر دم في البراز، ويعاني الطفل من عدم ارتياح وقلق بعد إطعامه نتيجة للآلام.

ماذا عن الأسباب؟

ولفت عطية إلى أن الارتجاع المريئي يحدث لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين وستة أشهر، وعند بلوغهم عامهم الأول، تخفّ أعراض الارتجاع المريئي ويبدأ الأطفال بالتحسّن تدريجياً.

هذا وتختلف أعراض الارتجاع المريئي بشكل كبير بين الأطفال وتتراوح في شدّتها تبعاً للعمر، إليكم أسبابها:

– تأخر في نمو العضلات المبطنة للصمامات والتي تساعدها في القيام بوظيفتها، لدى الرضع وفي مرحلة الطفولة المبكرة.

– العامل الوراثي.

– ولادة الطفل بتشوّه خلقي مثل الشلل الدماغي الذي يمكن أن يؤدي إلى خلل عصبي يؤثر في العضلات القابضة.

– بعض الأدوية يمكن أن تسبب الزيادة الحمضية والارتجاع مثل الأدوية المسكنة التي تلدأ إليها الأمهات في حال مرض أطفالهم.

– تعرض الطفل باستمرار للتدخين السلبي.

– استلقاء الطفل في وضعية مسطحة معظم الوقت.

– احتواء معظم النظام الغذائي على سوائل.

وحول علاج الطفل من الإرتجاع المريئي، فأشار الأخصائي إلى أنّه في بادئ الأمر يجب تغيير نمط حياة الطفل وتغيير نمط غذائه، وهما عاملان يحددان طريقة التعامل مع الارتجاع لدى الأطفال ويشملان مثلا تخفيف المأكولات والمشروبات التي تحتوي على الأحماض مثل عصائر البرتقال أو الليمون. وفي حال كان الطفل اكبر سناً ينصح باطعامه وجبات كثيرة و لكن صغيرة بدل اطعامه وجبات قليلة و بكميات كبيرة، والتقليل من انواع الاكل التي يلاحظ أنها تجعل الارتداد اكثر سوءا.

هذا وشدد عطية على ضرورة رفع سرير الطفل عند وقت النوم، فعلى الأم أن تحرص على تنويم الطفل على ظهره، مستنداً إلى فراشٍ صلبٍ بقياس مناسبٍ للسرير، ومن دون أي غطاء على وجهه ورأسه.

زر الذهاب إلى الأعلى