قلم وفرجار ومقص
بقلم: إيمان حيدر دشتي
النشرة الدولية –
في بداية العام الدراسي وحين كنت أقوم بشراء الأدوات المدرسية المطلوبة، هممت بشراء أدوات الهندسة، فأخبرتني ابنتي «لا يا أمي لا أحتاج لها نحن فقط نستخدم المنقلة دون أداة الفرجار، فالمدرسة تمنع استخدام الفرجار»، استغربت في حينها فكلنا كنا نستخدم أدوات الهندسة حين كنا طلبة مدارس، لكن لم أعر الأمر أي اهتمام، وبعد شهر تقريبا من بداية العام الدراسي وإذا بإعلان مدرسي، يمنع إحضار أقلام الرصاص حرصا على سلامة المتعلمات! وتبعها بعد فترة منع اصطحاب عبوات الماء الحديدية في نشرة تعليمية أخرى، وتبعها منع المقص!
قائمة المحظورات هذه مؤشر خطر، فهي محاولة من الإدارة المدرسية منع إصابة الطلبة بإصابات جسدية، وخوف من حصول حوادث اعتداء على الطلبة والمعلمين بهذه الأدوات، لم أتصور في يوم أن يمنع الطالب من اصطحاب قلم فقد كنا طلبة مدارس، ومن ثم أولياء أمور والبعض مازال يعمل في مجال التربية والتعليم، بالتأكيد كانت هناك حوادث وشجارات في مدارسنا بالسابق، لكن لم تكن ظاهرة يجب فيها منعنا من اصطحاب أدوات مدرسية تعتبر من أساسيات بعض الحصص الدراسية.
ما يحصل في مدارسنا هو واحد من أنواع العنف المدرسي وهو العنف الجسدي.
يبدو أن المعلم والإدارة المدرسية فقدا السيطرة على التلاميذ واحتواءهم في يومهم الدراسي، ولا يملكون من الأدوات والمهارات ما يواجهون به العنف المدرسي سوى المنع، للحد من اعتداءات الطلبة، هذا النمط السلوكي لدى مجموعة من الطلبة في تصاعد، ويمكن أن نطلق عليها ظاهرة سلبية، فهي فعل خطير يستحق التحليل وإيجاد الحلول.
والأحرى بلجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة دراسة هذه الظاهرة ومن المهم الوقوف على أسباب العنف المدرسي ومحاولة الحد منه وعلاجه، وتوجيه الأسئلة لوزير التربية ووزير الداخلية.
إذا ما كانت المدارس توفر أنشطة ثقافية ورياضية كافية تشبع هوايات وميول واحتياجات الطلبة؟ ما مدى الاعتماد على الديناميكية في المناهج وطرق التعليم بدلا من التلقين والإلقاء؟ هل يدرج التعديل السلوكي في تقييم الطالب ودرجاته؟ وغيرها الكثير من الطرق المساندة والآليات المرافقة للإجراءات التأديبية سواء كانت من وزارة التربية أو وزارة الداخلية للنهوض بهؤلاء المراهقين، حيث تشير معظم الإحصائيات الى تعثرهم الدراسي والاجتماعي، قبل أن تتنامى هذه الظاهرة للأسوأ.