حزب الله ينسق مع الجيش اللبناني لاعتقال أحد أنصاره يشتبه بأنه المتهم الرئيسي في إطلاق النار على كتيبة أيرلندية

النشرة الدولية –

قال مصدران أمنيان ومتحدث باسم حزب الله إن الجيش اللبناني اعتقل مطلع الأسبوع مشتبها به رئيسيا في واقعة مقتل الجندي الأيرلندي من قوات “يونيفيل”، وذلك في خطوة جرت بالتنسيق مع الجماعة المسلحة ذات النفوذ السياسي والعسكري الواسع.

وقال المتحدث باسم الجماعة الشيعية لرويترز إن الرجل مناصر للجماعة المدعومة من إيران والطرف السياسي المهم في لبنان، لكنه ليس عضوا بها.

ويحاول الحزب التنصل من مسؤوليته من الاعتداء وكذلك الالتفاف على أي دور محتمل له، بداية بإنكار صلته بالهجوم الدموي ثم من خلال تنسيقه في اعتقال أحد مناصريه أنكر كذلك أن يكون عضوا فيه.

ويتوارى حزب الله خلف الإنكار والتعاون للتغطية على مسؤوليته عن الهجوم بعد خطابات تحريضية جاءت على لسان كبار مسؤوليه، بمن فيهم أمينه العام حسن نصرالله.

وقال المصدران الأمنيان إن الرجل يشتبه بأنه أطلق أعيرة نارية على مركبة تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل”، أثناء تحركها في جنوب البلاد يوم الخامس عشر من ديسمبر.

وقُتل الجندي شون روني (23 عاما) في الحادث، وهو أول هجوم على مهمة حفظ السلام في لبنان يوقع قتلى منذ 2015. وأنكر حزب الله رسميا تورطه في الأمر ووصفه بأنه “واقعة غير متعمدة” بين سكان البلدة ويونيفيل فحسب.

وتزاول يونيفيل أعمالها في لبنان منذ 1978 لحفظ السلام على طول الحدود مع إسرائيل. وتوسعت بعد قرار الأمم المتحدة الذي أوقف حرب إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان عام 2006.

وعادت قضية مقتل جندي أيرلندي من قوات حفظ السلام الأممية في اعتداء استهدف آلية تابعة للكتيبة الأيرلندية في منتصف الشهر الحالي في معقل حزب الله بجنوب لبنان إلى الواجهة، بعد الإعلان عن اعتقال مشتبه به من أنصار الجماعة الشيعية اللبنانية في التورط في الاعتداء.

ويأتي ذلك بعد أن أنكر الحزب أي صلة له بالهجوم وحاول التقليل من أهميته باعتباره حادثا غير مقصود، لكن التطورات الجديدة تشير إلى أنه تراجع عن إنكاره وأبدى تعاونا من خلال تقديم أحد مناصريه كبش فداء للتغطية على مسؤوليته عن الهجوم.

وإذا ثبت تورط أحد مناصري حزب الله في ذلك الاعتداء وليس عضوا فإن ذلك لا يعفي الجماعة الشيعية من المسؤولية، خاصة مع تواتر خطابات التحريض والتهديدات المبطنة.

ولا تتعلق التهديدات فقط بيونيفيل، ففي أكثر من مرة وجهت مباشرة لخصوم سياسيين أو لإسرائيل، وهي تهديدات دأب الحزب الشيعي على إطلاقها.

وكان حزب الله قد سارع إلى النأي بنفسه عن تلك الحادثة، ودعا إلى التمهل في انتظار نتائج التحقيق وعدم الزج باسمه في ذلك الاعتداء الذي أدانته الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

وقال وفيق صفا، مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في جماعة حزب الله اللبنانية، عقب الاعتداء إن ما أدى إلى مقتل جندي أيرلندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان هو “حادث غير مقصود”، مضيفا أن حزب الله ليس ضالعا في الأمر.

لكن الحادثة جاءت بعد أشهر على توتر أشاعه حزب الله بانتقاداته الواسعة لقرار تجديد التفويض للقوة الأممية، تضمن تعديلا يتعلق بحركتها لناحية أنها لا تحتاج إلى “إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، ويُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل”.

وحملت انتقاداته تحريضا مبطنا ضد قوات حفظ السلام الأممية، بينما كانت الجماعة اللبنانية قد استخدمت المنطق ذاته في حوادث داخلية أو مواجهات مسلحة، مرددة في تهديدات مبطنة أنها لا تضمن السيطرة على غضب جمهورها ومناصريها.

 

وبعد يوم على الهجوم قال سايمون كوفني، وزير الخارجية والدفاع الأيرلندي، حينئذ لهيئة البث الرسمية “آر.تي.إي” إنه لا يقبل تأكيدات حزب الله بأنه ليس متورطا، مضيفا “لا نقبل أي تأكيدات حتى يكون لدينا تحقيق شامل لاستبيان الحقيقة الكاملة”.

زر الذهاب إلى الأعلى