بحرُ اللَّذَّة
زينة جرادي
النشرة الدولية –
بحرُ اللَّذَّة
مَنْسِيَّةٌ أنا تحتَ سقفِ العواطِفِ المُلْتَهِبَة
مَذبوحَةٌ بشَفقَ يَقطَعُ أُفْقَ الغروب
أَجوبُ في ثنايا حروفيَ الهَرِمَةِ خلفَ كواليسِ الكلام
أرسمُكَ في مرايا الخيالِ
قيثارةَ ألوانٍ مُرصَّعَةٍ بباقاتِ الجوى
كُلَّما سَرى ذِكرُكَ هَتفتْ روحي
وتَهاوى العُمرُ على كُحْلِ عينيك…
على عَتَباتِ الهوى قَطَفْتُ لحظةً من عُمرٍ
شَهَقَ الصباحُ فيها مُرتَجِفًا
حينَ شَنَقتني عليك
تَلَوَّى كنَهرٍ مُكَسِّرًا عَبَراتِ النَّدى
مُعَزِّيًا على بابِ الوَداع
وَحْدَكَ من فَضَّ بَكارَةَ عِشقي وأَسالَ دَمَ القلب
لن أُقصيكَ عن جَنَّةٍ كنتُ فيها أنَاك
وكنتَ فيها أقربَ إليَّ من حبلِ الوريد
مُهجتي أنتْ … ورُزَمُ الحنينِ المتغلغلةُ في أعماقِ الروح…
في مواسمِ العشقِ حُضورُكَ أَلَقٌ يُضيءُ الدروب
يَرسُمُ ظِلِّي على مُحَيَّاك
أَتَثَنَّى فَتَرْفُلُ أغاريدُ هَواي
ترتديني فأَزَّيَّنُ بِنورِ الهُيام
وتَسيلُ روحي على الورق
ثَبِّتْ خَفَقاتي على إيقاعِ نبْضاتِكَ في فضاءاتِ القلوب…
يا رَجُلَ الملامِحِ والتفاصيلِ الصّغيرة
هل قرأتَ يومًا دموعيَ الصامتةَ
كَشَطَحاتِ غَيْمٍ في لحظاتِ وِصالٍ وفِراق
هَرِمَتِ الأحاسيسُ وجَفَّتْ سواقي الرُّوح
تَرَهَّلَتْ حين نَزَفتِ القُبَلُ وتَخَلَّعَتِ التَّنَهُدات
قد لا أراكَ ثانيةً أو ربما ألقاكَ على الجانبِ الآخَرِ عندَ ميقاتِ الوفاء
أُدَوِّنُكَ في الأحلامِ فتصمُتُ مِصْيَدَةُ الذِّكريات…
بينَ انثيالاتِ المعاني أحاديثُ لم أَبُحْ بها بعد
عازفةٌ على أوتارِ القلب
أحبُّكِ… قُلْها وَلَوْ كَذِبًا
بيني وبينَك حقولُ أَصْفارٍ مغروسَةٌ على شِمالِ الأيام
متى تأتيني ؟
عَبَقُ الرسائلِ المُكَوَّمَةِ أمامي يُغريني
لا تقتُلِ الحروفَ عليها شَنْقًا
لا تأسِرْني بالشَّوْقِ وتهرُبْ نحوَ المجهول…
أدْمَنْتُ حبَّكَ فكانَ اللَّيلُ مائِدَةً لمطارحَةِ الغرام
أَجَّجَ دهاليزَ الحنين
أُوقنُ أنَّ هواكَ يسكُنُ أصيصَ أضلُعي
وأنَّ أنفاسَنا تَشَّابَكُ في انسجام
تنسكِبُ نارًا لا يُخمِدُها غَيْث
فكن لقلبي بَرْدًا وسلامًا…
بينَ مَدٍّ وجَزْرٍ رَسَوْنا على بحر
ما عُدْتُ أسمعُ فيهِ غيرَ تأوُّهاتِ اللَّذَّةِ في لُجَجِ الغرام