الدرس الأندونيسي عبرة ورجولة
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
موقف أصاب الاتحاد الدولي لكرة القدم بالصدمة، وجعل شرفاء العالم دُعَاة الحُرية يصفقون، والجبناء التابعون يرتجفون ولاتخاذ قرارات حمقاء يتخذون وبها يتدثرون، والصهاينة المسيطرون يغضبون، ليكون السقوط المُريع من منظمة عالمية ذات مقاييس مختلفة فتقف بجوار الظالم وتتخلى عن المظلوم وتُصفق للباطل ويصيبها الخرس فلا تدافع عن أصحاب الحقوق المنهوبة والأوطان المسلوبة، فالاتحاد الدولي لكرة القدم صورة للقهر الجديد وتمثال للعبودية المقيته.
لم تبالي الدولة الاندونيسية ذات الموقف الخالد والقرار الحُر بموقف فيفا التحييز، ولم يتأثر الشعب الاندونيسي الداعم لقضايا الحق والحرية من توجه الظلم بسحب بطولة العالم تحت 20 سنة، كرد فعل على قرار اندونيسيا الخالد بمنع لاعبي الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين من دخول أراضيها والمشاركة في البطولة، ليكون الموقف الاندونيسي المشرف واضح للعيان لا لبس فيه، ففلسطين وحقها أهم من تنظيم بطولة كروية لا تُغني ولا تُسمن ولا من جوع، وزيارة القدس أرقى مكانةً من تجارة سياحية تجلب الصهاينة، وشهداء الأقصى أعز وأكرم من لاعب يسجل هدف، فشتان بين أبطال الحق وتماثيل الهزل.
انتصرت اندونيسيا وانهزم الكيان الصهيوني والفيفا والمنظمات التي تدور في فلكهم، فالرفض شكل لطمة قوية لكل من يعبث بالعالم عبر موازين مختلة، فحرمان روسيا من المشاركات الدولية، يجب أن يرافقه حرمان الكيان الصهيوني كون الجرم واحد، وهذا يثبت ان الفيفا اما انه لا يعترف بفلسطين ويعترف بالكيان أو أنه منظمة كرتونية يعبث بها الرجال والأطفال والنساء، فيحللون ويحرمون كما يشتهون ومن فيها مجرد بيادق يحركونها كما يشاؤون تبعاً لمصالحهم الدونية.
نعم، نرفع القبعات لاندونيسيا التي رفضت إدخال الصهاينة للمشاركة في كأس العالم، وترفع “٠٠٠٠” للفيفا التي لا تملك أخلاقيات بمعاييرها المزدوجة الداعمة للصوص الأوطان كون الفساد بينهما مشترك، والمهم بل الأهم أن لا تقبل أي دولة عربية أو إسلامية استضافة البطولة إلا بالشرط الاندونيسي لاسقاط الهيكل الصهيوني الذي يتمدد عبر منظمات عالمية مشبوهة الأهداف مسلوبة الارادة.
آخر الكلام:
مواقف العز أهم من استضافة بطولة.. درس تاريخي