هل تستطيع اسرائيل القتال على ثلاث جبهات؟

النشرة الدولية –

لبنان 24 – هتاف دهام –

ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الفصائل الفلسطينية جنوب لبنان للرد على الاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، الا ان العملية الفلسطينية تأتي في توقيت حرج بالنظر إلى الحدّة التي تواكب المرحلة على كل الجبهات وخصوصا الجبهة الداخلية لفلسطين المحتلة ( الإعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى – العمليات الأمنية في الضفة الغربية والقدس – الاعتداءات المستمرة على قطاع غزة ) فضلا عن العدوان الاسرائيلي الذي استهدف سوريا في الايام الماضية، وهذا ما دفع بأوساط سياسية محلية إلى الحديث عن تواصل بين حزب الله وبعض القوى الفلسطينية( الجهاد الاسلامي وحماس) قبل العملية، خاصة وان التنسيق بينهما في ما خص المقاومة على اشده، فالامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التقى الشهر الفائت رئيس حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة ونائب رئيس المكتب السياسية في حماس صالح العاروري.

الترقب على الحدود الجنوبية للبنان سيد الموقف. والاتصالات الدولية تكثفت مع القوى المعنية وعلى رأسها قوات اليونيفيل فضلا عن اتصالات دبلوماسية لضبط الوضع، وسط حالة إرباك تعيشها المؤسستان السياسية والعسكرية في كيان العدو. فرئيس وزراء العدو الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو،وفي خطاب له بعد الإجتماع الأمني الإسرائيلي المُصغر ، لفت إلى أنه “لا مصلحة لإسرائيل بتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى”، وقال: “ندعو إلى تهدئة التوترات وسنعمل بحزمٍ ضد المتطرفين الذين يستخدمون العنف”، في حين أن هناك توجها لدى الكابينت بتوجيه ضربة باتجاه غزة ولبنان بشكل متزامن، كما جاء في القناة 12الاسرائيلية .

الخبير العسكري عمر معربوني يقول لـ”لبنان24” نحن امام تطور خطير وكبير جدا .فعلى المستوى القانوني قد يكون اطلاق الصواريح مدار جدل في هذه المرحلة بالتحديد على المستوى الداخلي اللبناني نظرا إلى طبيعة الانقسامات القائمة وهي انقسامات حادة. لكن على المستوى الوجداني لا شك ان هذه الصواريخ تصنف في سياق الرد المنطقي والطبيعي على الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى وعلى الضفة الغربية وقطاع غزة.

حتى اللحظة كل المؤشرات والمعطيات تدل على ان القوى التي اطلقت هذه الصواريخ هي فلسطينية، فأجهزة استخبارات العدو حملت حركة حماس المسؤولية فيما تستمر النقاشات في كيان العدو عما اذا كان ايران تقف وراء العملية. وعليه ثمة أكثر من وجهة نظر في هذا الشأن لكن الاكيد، بحسب معربوني، ان حزب الله ليس هو من اطلق الصواريخ كما اشاعت بعض الجهات لان المسالة في الحقيقة مرتبطة باتجاهين:

الاتجاه الاول هو ان الصواريخ التي اطلقت هي بدائية وتم اطلاقها من منصات بدائية وبواسطة نظام التوقيت.

الاتجاه الثاني، اعلان الجيش أنّ “بتاريخ 6 نيسان، أُطلِق عدد من الصواريخ من محيط بلدات القليلة والمعلية وزبقين في قضاء صور، باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. واعلن الجيش ان وحداته عثرت على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ المعدّة للإطلاق في محيط بلدتَي زبقين والقليلة وعمل على تفكيكها.

ان امكانية اتهام الحزب بما حصل كان امرا واردا ولكن القيادة الإسرائيلية سارعت إلى اتهام حماس ليتم الرد المحتمل في قطاع غزة على الارجح واعتباره ردا متماثلا ، ولذلك فإن احتمال الرد على لبنان والذي يعتبر أحد السيناريوهات الموجودة يستبعده معربوني، نظرا إلى طبيعة المعادلات التي فرضتها المقاومة على الرغم من ان قادة العدو حمّلوا الحكومة اللبنانية المسؤولية كون الصواريخ انطلقت من ارض لبنانية وهو اتهام بصيغة مناورة وسيتم الاكتفاء به دون ترجمته إلى اجراءات عسكرية اقله في الوقت الحالي، خاصة وان الحزب حذر من ان اي رد اسرائيلي سيقابل برد مماثل، وهذا اذا حصل قد يدفع الوضع نحو التصعيد المتدحرج وهو ما ترغب به القيادة الاسرائيلية ولكن ليس على الجبهة اللبنانية لهذا فإن الرد سيكون امنيا في الضفة والقدس وعسكريا في قطاع غزة.

على الرغم من رغبة قادة الكيان الاسرائيلي في تصدير الازمة الداخلية إلى الخارج، ومن المرجح، وفق معرابوني،أن تخلص الاجتماعات الوزارية والامنية الاسرائيلية إلى احتمال من اثنين: اما التهدئة او التصعيد التدريجي بعيدا عن التصعيد الشامل نظرا إلى طبيعة المعادلات .

اذن الكيان الموقت ، كما يقول معربوني، ليس في وسعه خوض القتال على ثلاث جبهات لذلك سيبقى ضمن النمطية الحالية انطلاقا من ضرورة تحقيق اهداف ترتبط بتحسين شروط الردع من خلال :

1 – الابقاء على لبنان كجبهة هادئة ( يصنفها جبهة خطرة ) .

2- تكثيف الهجمات في قطاع غزة ( يصنفها جبهة رخوة ) .

3 – الابقاء على نمط المعركة بين الحروب في سورية .

انطلاقا من هذه الوضعية ستكون الضربة الاكبر في غزة التي تتعرض منذ ليل الخميس-الجمعة الى غارات شنتها اسرائيل على أهداف تابعة لحركة حماس، وسيحرص العدو على ان تكون الضربة في لبنان خفيفة ليكون الرد عليها مماثلا ولا تذهب الأمور إلى حرب شاملة ، اضافة إلى توجيه ضربات في سورية بما هو معتاد سابقا ، بحسب معربوني.

Back to top button