تحرك في باريس للمطالبة بعودة النازحين السوريين من لبنان
اقام التجمع من أجل لبنان (التيار الوطني الحر في فرنسا) وقفة رمزية من أجل المطالبة بالعودة الفورية والسريعة وفي نفس الوقت الآمنة و الكريمة للنازحين السوريين من لبنان إلى بلدهم سوريا.
و قد اقيم التجمع في ساحة سان ميشال في باريس، حيث تجمع اللبنانيات واللبنانيون تحت راية العلم اللبناني وعلى إيقاع الأغاني الوطنية مؤكدين بأن مسألة النازحين السوريين ستكون من اولى اولوياتهم لانها أصبحت مسألة حياة أو موت للبنان التعددي المتنوع الذي نعرفه اليوم و تشكل خطر وجودي على بلاد الارز.
و قد ألقى رئيس التجمع من أجل لبنان الدكتور أنطوان شديد كلمة عرض فيها أهداف التجمع من خلال التذكير بالتداعيات الكارثية لهذه الأزمة على البنى التحتية اللبنانية، على الاقتصاد اللبناني وعلى الصعيدين الأمني والديموغرافي محدداً بأن الحل الوحيد الجذري لهذه التداعيات يكمن في عودة النازحين السوريين إلى وطنهم.
و ذكّر شديد أن العودة يجب أن تكون :
١ / فورية لان لبنان لم يعد باستطاعته ان يتحمّل هذا العبء الذي استمر اكثر من عشر سنوات.
٢ / سريعة بتوقيت محدد مسبقًا ومدة قصيرة.
٣ / آمنة لأنها أولا وقبل كل شيء هي قضية إنسانية. لقد أظهر الشعب اللبناني إنسانيته للعالم أجمع من خلال استقبال النازحين السوريين الفارين من الإرهاب والحرب. امّا الآن و بعد أن انتهت الحرب في سوريا وساد الهدوء في معظم مناطقها، لم يعد هناك أي سبب لبقاء هؤلاء النازحين في لبنان.
4 / كريمة لأن هؤلاء اللاجئين يعيشون منذ عشر سنوات في ظروف صعبة في لبنان وسيعيشون في ظروف أفضل وبكرامة في وطنهم.
وأشار الدكتور أنطوان شديد إلى أن التيار الوطني الحر كان أول من حذر من العواقب الوخيمة لهذا التدفق الهائل والفوضوي والغير منضبط للنازحين إلى لبنان واتُّهم آنذاك بالعنصرية بينما كانت الدولة اللبنانية غائبة عن لعب دورها في حماية البلاد وضمان الأمن القومي. كما ذكّر بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والخطاب الذي ألقاه في مقر الأمم المتحدة عام ٢٠١٩ والذي اعلن خلاله عن أن قرار إعادة اللاجئين السوريين يعود إلى اللبنانيين أنفسهم ، وأن لا أحد يقرر ذلك عنهم. و أشار إلى مشروع العودة الذي بدأه الرئيس عون في عام ٢٠١٩ والذي مكّن من عودة 450 ألف نازح قبل توقف هذا المشروع بسبب أحداث ١٧ أكتوبر وأزمة كوفيد -١٩.
في نهاية التجمّع، تقدّم الدكتور شديد بخمسة مطالب :
١ / الطلب من السلطات الدولية ، ولا سيما الفرنسية منها ، العمل على إيجاد حل يسمح بعودة هؤلاء النازحين إلى سوريا ليُتاح لهم المشاركة في إعادة بناء وطنهم.
٢/ الطلب من المنظمات غير الحكومية الإنسانية الدولية عدم تشجيع النازحين السوريين على البقاء في لبنان، تحفيزهم للعودة، و تحويل مساعداتهم إلى أولئك الذين يعودون إلى سوريا لمساعدتهم على الاستقرار في وطنهم بكرامة.
٣ / الطلب من المجتمع الدولي مساعدة الدولة اللبنانية على مواجهة هذه الكارثة الانسانية التي كلفتها بالفعل 46 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية.
٤ / الطلب من السلطات اللبنانية تنفيذ مشروع العودة في اقرب وقت بالتنسيق مع جميع المعنيين.
5 / الطلب من السلطات السورية تسهيل عودة النازحين و استقبالهم بطريقة آمنة و كريمة.
واختتم السيد شديد كلمته بالحديث عن تحركات أُخرى ستُقام في فرنسا، يتم الاعلان عنها لاحقاً، لتحقيق الهدف المتمثل في عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، و عودة المهاجرين اللبنانيين إلى لبنان من اجل الحفاظ على هوية لبنان و رسالته