مشروع ثقافي وطني
بقلم: د.اسمهان ماجد الطاهر

النشرة الدولية –

الرأي الأردنية –

الاعتراف بقيمة الثقافة والإبداع مهمة للفرد والمجتمع. لقد بات هناك حاجة ماسة إلى دعم القدرات الإبداعية والمشاركة الثقافية والالتزام الدائم بدعم قيم الاعتزاز بالتراث الوطني الثقافي الأردني.

إن الحديث عن مشروع ثقافي وطني يعترف بالقيم الثقافية، لم يعد ترفا ذهنيا بل بات ضرورة ملحة، لضمان زيادة الاهتمام بالفنون، وتعزيز صناعات الأردن الإبداعية، وتشجيع العمل بشكل تعاوني لتمكين القدرات البشرية الإبداعية لكل طفل وشاب.

إن دعم الثقافة وتأمين الاهتمام بالقيم الثقافية الأردنية، التي تتضمن قيم الفنون والثقافة والتراث ذو أهمية عظيمة في حياتنا ومجتمعاتنا.

 

لا بد من الاعتراف بحق كل فرد في المشاركة في الحياة الثقافية والإبداعية، للنشر قيم التنوع الثقافي، والتقاليد الاجتماعية التي تشكل المجتمع الأردني.

القيم الثقافة وسيلة لتعزيز مستقبل ثقافي واجتماعي أكثر استدامة، من خلال التنسيق مع بقية العوامل البيئية المهمة السياسة، الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.

تحتاج الثقافة بالأردن إلى التزام حكومي متجدد بمضاعفة مبلغ التمويل للفنون والثقافة، إضافة إلى وضع استراتيجية ثقافية، قادرة على استلهام المبادرات الثقافية الحديثة، في مجال الفنون، وتصميم هياكل مهنية طويلة الأجل ومستدامة، مدعومة بمسارات مهنية إبداعية متنوعة.

ونطمح إلى وجود مشروع ثقافي مشترك بين وزارة الثقافة، ووزارة التربية والتعليم يساهم في تنمية قدرات الطلاب من خلال نمط جديد من التعليم الذي يشمل الثقافة والإبداع والعلوم الفنية.

وتمكين الجيل الجديد من مشاهدة القصص التراثية والتاريخية والوطنية الأردنية، من خلال منصات رقمية متخصصة.

على أن يتضمن هذا المشروع ترميم وبناء وصيانة البنية التحتية الثقافية، بما في ذلك صالات العرض المسرحي والمكتبات والمتاحف والمحفوظات والمنصات الرقمية الثقافية.

كما يجب أن يهتم المشروع الثقافي بالفنون التي تعتبر من العناصر الخلاقة لإنتاج أعمال جديدة ودعم الفنانين الناشئين، وحماية التراث والحفاظ على الذاكرة الثقافية.

لابد للمشروع الثقافي الأردني أن يوجه النظرة الإبداعية إلى المستقبل، وكيفية الاستفادة من التكنولوجيا، والشبكات المعترف، بها عالميا، وتعزيز التبادل والتصدير والدبلوماسية الثقافية.

كما نطمح لمشروع ثقافي يدعم البناء الثقافي، والإرث التاريخي، مراعيا التغيرات في الظروف الاقتصادية والاجتماعية، للمحافظة على الابتكار في مساره الصحيح.

المشروع الثقافي يجب أن يكون بأفراد يملكون طاقة إيجابية قوية، وقدرة على العمل في إطار برنامج متكامل يناسب العصر الرقمي الجديد، بهدف خلق مفاهيم جديدة تساهم في التحول نحو مجتمع المعرفة برؤية جديدة ومبتكرة، تنشر مفاهيم جديدة وتخدم المجتمع في القضايا الوطنية المهمة، مثلا المساعدة في توضيح أهمية عمل الأحزاب ودورها في تعزيز العمل الفكري والثقافي بشكل شامل.

لابد من تكثيف الجهود لبناء مشروع ثقافي يساهم في التحول والازدهار المجتمعي بطريقة شاملة تضمن مراعاة متطلبات التغيير والتجديد دون المساس بالقيم الثقافية والاجتماعية الخاصة بالمجتمع الأردني.

إن وجود مشروع ثقافي وطني هو ما يضمن استمرار الإبداع الأدبي والفني في الازدهار، وهو ما يساعد في تحسين مستوى الخدمات الثقافية العامة، والبرامج الثقافية والصناعات الثقافية، التي تعكس التاريخ والحضارة والثقافة الأردنية. حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.

زر الذهاب إلى الأعلى