لا تكن مُرشحاً أكثر من المرشح
بقلم: إيمان حيدر دشتي
النشرة الدولية –
في فترة الثورات في أوروبا انتشرت مقولة «لا تكن ملكا أكثر من الملك»، وباتت تستخدم هذه المقولة مع كل شخص يدافع عن فكرة ما أو شخص ما أكثر من دفاع صاحب الفكرة أو الشخص عن نفسه وعن فكرته.
استذكرت هذه المقولة لألفت انتباه بعض الكوادر العاملة في الحملات الانتخابية والناخبين المعجبين بمرشح ما، في فترة الانتخابات لمجلس الأمة الجديد وما يصاحب هذه الفترة من شحن وجدل وحوارات ومكايدات وتناقضات سياسية خاصة بمرشحين وبحملاتهم الانتخابية وبتاريخهم السياسي، قد يتحمس فيها البعض لمرشح معين، وكأن مرشحه هو المنقذ الوحيد فيصبح هذا المتحمس مرشحا أكثر من المرشح نفسه، فمنهم من يدخل في مشاكل عائلية لأجل مرشحه، وحوارات متشنجة تؤدي إلى خسارة علاقات اجتماعية، وتصل بالبعض إلى حالة أن يكون عدائيا، فلا تقتصر محاولاته على تمجيد ومدح مرشحه وخطابه، بل تجد في كلامه ما ينطوي على مذمة المنافسين لمرشحه المفضل، ويقوم بصناعة حدث قد يكون غير واقعي، فيقع فيما هو محظور قانونيا، علاوة على استخدام أوصاف أو أخبار أو استطلاعات، يهدف منها إلى إظهار مرشحين بما لا يليق بهم، وقد يمس سمعتهم وكرامتهم وذمتهم المالية مع ازدرائهم سواء بالتنمر أو الانتقاد اللاذع.
ورغم أن التشريع حاول أن يحقق التوازن بين حرية التعبير عن الرأي مع اعتبار أن مثل هذه الأفعال تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في فترة الانتخابات، لكن تظل مثل هذه الأفعال علامة سيئة وسلبية في فترة الانتخابات.
برأيي أن الإصلاح التشريعي والعمل البرلماني عمل جماعي يحتاج إلى الجمع لا إلى التطرف، ويسجل التاريخ السياسي أن جميع النواب يلتقون ويختلفون على قضايا فلا معارضة صامدة ولا موالاة مستمرة.
فلا تكن مرشحا أكثر من المرشح.