منظمة التعاون الإسلامي/جدة.. نحو اجتماع استثنائي لإنقاذ القدس
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

نحو إجتماع  عربي/إسلامي إستثنائي، بهدف  تدارس التصعيد المتطرف العنصري لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ولإنقاذ القدس من التهويد، يُعقد يوم الأربعاء المقبل، في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في جدة، اجتماع استثنائي، مفتوح العضوية للجنة التنفيذية للمنظمة.

 

ويأتي الاجتماع بناء على طلب من الأردن ودولة فلسطين، ومزيد من الجهود لجمهورية مصر العربية ومجلس التعاون الخليجي، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك.

 

*مواجهة  تطرف حكومة دولة الاحتلال الصهيوني التوراتي

 

 

 

عندما نريد مواجهة  تطرف حكومة دولة الاحتلال الصهيوني التوراتي المتطرفة، علينا أن نرتكز على- الحقيقة الأساسية – وهي ان المجتمع الدولي، الدول الكبرى في مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة، ترى وتراقب منذ  نكبة فلسطين المحتلة، مشاهد ومجازر وتحديات قانونية وسياسية وعسكرية؛ ذلك أنها مجريات واقتحامات وعدوان يومي، يتجسد اليوم وأمس وغدا، بصورة وحشية وعنجهية اقتحام الوزير المتطرف بحكومة الاحتلال الصهيوني  الإسرائيلي إيتمار بن غفير، تابع نتنياهو، الذي بات شخصية سياسية أنموذج في الكذب والتطرف والخداع، إلى حد تبنيه مؤامرات عصابات الخرف التوراتي، التي تقتحم باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات  جيش الاحتلال والشاباك، العصابات الأمنية التي تنادي بتهويد القدس العربية.

 

العالم في أزمات سياسية وحروب، واقتصاديا تنهار مخاوف من تضخم و كود، المتطرف نتنياهو، وعصابته في دولة الاحتلال، يزيد أزمات العالم ويريد تصعيد المنطقة والإقليم.. والعالم.

 

من هنا، انحازت السياسة العربية الإسلامية، إلى دبلوماسية التعاون الدولي، وبالتالي، كشف بيان ” اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية  القانونية في مدينة القدس المحتلة” الذي أعلنه  نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية   المملكة الأردنية الهاشمية، أيمن الصفدي،، بعد جهود  مكثفة واتصالاتٍ مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة ومع الأمين العام لجامعة الدول العربية، لبحث التطورات الخطيرة في مدينة القدس المحتلة، على إثر إقدام وزير-متطرف ارهابي- في دولة الاحتلال  الإسرائيلية، الذي – يمارس عنجهية إرهابية-ويعود اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وكان “الحدث” صباح اليوم الأحد 21 أيار الجاري، تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأمام الإعلام الصهيوني والعالمي وكل وسائل الإعلام الرقمي.

 

.. *التنديد الأميركي.. قد يحرك المجتمع الدولي؟ في  مسعى سياسي لإمتصاص الحدث، جاء تنديد الإدارة الأميركية، الولايات المتحدة ، بما وصفته بأنها “الزيارة الاستفزازيّة” التي أجراها وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير لباحة المسجد الأقصى.

 

وببحسب  ما نقل عن صحيفة “واشنطن تايمز”، كان التنديد  عن طريق المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة “ماثيو ميللر” الذي نوه في بيان إلى أن :”هذا المكان المقدس-يقصد المسجد الأقصى المبارك – يجب ألّا يُستخدم لأغراض سياسيّة، وندعو جميع الأطراف إلى احترام قدسيّته”.

 

الحدث، في القدس المحتلة بات من أساسيات العنف والتطرف والعنصرية ضد المدينة وأوقاف ها المقدسة، المسيحية والإسلامية، في توجه إسرائيلي لخلط الحقائق وجعل فلسطين المحتلة، نقطة تصعيد ومواجهة، بهدف خلق حالة من الإسلام، ورفض القرارات الدولية والاممية وكل لقاءات ومساعي منع وكبح العنف والاضطراب في القدس المحتلة والحرم القدسي الشريف.

 

*قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم (8660) الصادر بتاريخ (2021/5/11)

 

ما أشار إليه وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، يأتي استنادا إلى قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم (8660) الصادر بتاريخ (2021/5/11)، وهو قرار له المرجعية السياسية القانونية من جامعة الدول العربية،  ينيط قضايا كثيرة بشأن العدوان الإسرائيلي والتطرف الصهيوني، على مدينة القدس المحتلة وأهلها بما في ذلك المسجد الاقصى المبارك وحي الشيخ جراح.

 

.. والقرار،، وقتئذ؛ تشكيل لجنة وزارية عربية للتحرك والتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المؤثرة دوليا.

 

 

.. الحدث الخطير في القدس المحتلة واقتحامات التطرف الرسمي الإسرائيلي، قد تحول المنطقة الي شلال من العنف، والتصعيد الموسع، وهذا الخطر القادم، يتم واجهته بإرادة سياسية وصفها وزير الخارجية الصفدي بالقول:”

 

أكد أعضاء اللجنة، على أن قيام الوزير الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية مُدانة بأشد العبارات، وتمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، وتصعيداً خطيراً يتطلب من المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن، العمل فوراً على إيقافه من خلال خطوات فعالة من شأنها إلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على وقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وعدم الإقدام على أي خطوات استفزازية في القدس الشريف من شأنها المساس بمشاعر ملياري مسلم حول العالم، وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددين أنه لا سيادة لإسرائيل على القدس والمقدسات، وبأن القدس الشرقية أرضٌ فلسطينية محتلة.

 

.. *عمليا،  ماذا على المجتمع الدولي ومجلس الأمن ودول المنطقة؟

 

.. طبيعة ما يريد المتطرف نتنياهو، أنه يريد التصعيد لإخفاء هشاشة الوضع السياسي والأمني الذي تتحكم به العصابات التوراتية المتطرفة، وهنا، من الضرورة وعي:

 

*اولا:

 

أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لتوحيد الجهود الرامية للوقوف في وجه الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس المحتلة، وضرورة دعم صمود أهل القدس وحمايتهم من الخطر المستمر الذي تمثله سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين.

 

 

*ثانيا:

 

القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية،  ورفض أي محاولة للانتقاص من الحق بالسيادة الفلسطينية عليها، وأي إجراءات أحادية تمس المكانة القانونية للقدس، وضرورة الالتزام بمبدأ السلام العادل والشامل المشروط بزوال الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، على أساس حل الدولتين، ووفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية و معادلة الأرض مقابل السلام.

 

*ثالثا:

 

العودة والإصرار أميركي وأوروبا وعربيا واسلاميا، وأمميا على شرعية وقانونية، وبالتالي أهمية دور الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية في القدس، ودورها في حماية هذه المقدسات والحفاظ على هويتها العربية والاسلامية والمسيحية، والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.

 

 

 

.. وهنا، تعزز وتلزمنا الرؤية الملكية الهاشمية السامية، والقيادة العليا للملك الهاشمي، الوصي عبدالله الثاني، بكل مفاتيح الحوار والتنوير وثقافة السردية الأردنية الوطنية والدور العربي، لتكون ” الوصاية الهاشمية على القدس وأوقاف ها كافة، وصاية تعلن دائما، وهي الأفق القانوني/الشرعي،  ومنها تنطلق أسس الحوار وثقافة  مجابهة السياسات الإسرائيلية.

 

 

وتتكون اللجنة من الدول الأعضاء التالية: رئاسة المجلس الوزاري- قطر، ورئاسة القمة العربية- تونس، وفلسطين، والأردن، ومصر، والسعودية، والمغرب، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة.

 

 

*رابعا:

 

من المهم تأكيد الموقف العربي الموحد، عندما اعتمد مجلس الجامعة العربية قراراً يؤكد أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، مشدداً على أن “إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة بإدارة جميع شؤون المسجد الأقصى”.

 

 

 

 

*خامسا:

 

المرفوض، وفقا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها،  ان ما تمارسه دولة الاحتلال، تصعيداً خطيراً يتطلب من المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن، العمل فوراً على إيقافه من خلال خطوات فعالة من شأنها إلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على وقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وعدم الإقدام على أي خطوات استفزازية في القدس الشريف من شأنها المساس بمشاعر ملياري مسلم حول العالم، وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددين بأنه لا سيادة لإسرائيل على القدس والمقدسات، وبأن القدس الشرقية أرضٌ فلسطينية محتلة.

 

 

*سادساً :

 

أن المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 ألف متر هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه، وأكدوا على حق دولة فلسطين بالسيادة على مدينة القدس الشرقية المحتلة، وأنه ليس لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، أي حق أو سيادة على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

 

*57  دولة في منظمة التعاون الإسلامي.

 

.. في ظل الأزمة التي تسعى إليها دولة الاحتلال الإسرائيلي، فإن دعوة  الأمانة العامة ل منظمة التعاون الإسلامي، التي تعد [ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة] ، حيث تضم في عضويتها سبعًا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات.

 

.. وفي الواقع العملي، تُمثل المنظمة، مع جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، الصوت الجماعي للعالم العربي/ الإسلامي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها دعماً للسلم والانسجام الدوليين وتعزيزاً للعلاقات بين مختلف شعوب العالم.

 

 

أُنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عُقدت في الرباط بالمملكة المغربية في 12 من رجب 1389 هجرية (الموافق 25 من سبتمبر 1969 ميلادية) ردًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة.

 

 

 

 

كيان ودول المنظمة، تواجه تحديات متعددة في القرن الحادي والعشرين. ومن أجل معالجة هذه التحديات، وضعت الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي التي عُقدت في مكة المكرمة في ديسمبر 2005 خطة على هيئة برنامج عمل عشري يهدف إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول الأعضاء. وبحلول نهاية عام 2015، استُكملت عملية تنفيذ مضامين برنامج العمل العشري لمنظمة التعاون الإسلامي بنجاح. وقامت المنظمة بصياغة برنامجٍ جديدٍ للعشرية القادمة الممتدة بين عامي 2016  و2025.

 

 

أيضا، ومعمل مشترك يسهم في التعاون الدولي المشترك، يستند برنامج العمل الجديد إلى أحكام ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، ويتضمن 18 مجالاً من المجالات ذات الأولوية و107 هدفا. وتشمل هذه المجالاتُ قضايا السلم والأمن، وفلسطين والقدس الشريف، والتخفيف من حدة الفقر، ومكافحة الإرهاب، والاستثمار وتمويل المشاريع، والأمن الغذائي، والعلوم والتكنولوجيا، وتغيّر المناخ، والتنمية المستدامة، والوسطية، والثقافة والتناغم بين الأديان، وتمكين المرأة، والعمل الإسلامي المشترك في المجال الإنساني، وحقوق الإنسان والحكم الرشيد وغيرها.

 

 

ومن أهم أجهزة المنظمة، القمة الإسلامية، ومجلس وزراء الخارجية، والأمانة العامة، بالإضافة إلى لجنة القدس وثلاث لجان دائمة تُعنى بالعلوم والتكنولوجيا، والاقتصاد والتجارة، والإعلام والثقافة. وهناك أيضاً مؤسسات متخصصة تعمل تحت لواء المنظمة، ومنها البنك الإسلامي للتنمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)،بحسب موع المنظمة على الشبكة الرقمية الدولية.

 

 

*دعم صمود  الفلسطينيين المقدسيين

 

 

.. وعودة إلى الحدث، وإلى أهمية، الانتباه إلى دعم صمود المواطنين الفلسطينيين المقدسيين في وجه السياسات والممارسات العدوانية الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على المدينة وتغيير طابعها وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية، وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وأكد أعضاء اللجنة دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودورها في حماية هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، وكذلك دعم لجنة القدس ووكالة بيت مال المسلمين.

 

.. القدس، مدينة المحبة والسلام، يحرص الملك الوصي الهاشمي عبدالله الثاني ، كما  كل ملوك وقادة وزعماء البلاد العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومجلس الأمن، على أن تكون القدس، مدينة الحوار والأمان، والاستقرار، يحدث ذلك اذا انتبه المجتمع الدولي، والولايات المتحدة والدول الكبرى في مجلس الأمن، بأن الوقت حان  لوضع الخطوات  التي تمنع دولة الاحتلال من تهويد القدس.

 

.. من المهم، في الواقع الجيوسياسي الدولي، ان ندرك ما يجرى على الشعب الفلسطيني وبالذات خطورة استمرار الإنتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة والتي تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وفرض السيادة الإسرائيلية عليه، والسماح لغلاة المستوطنين المتطرفين باقتحامه والجهر وشعائرهم التلمودية الساعية إلى تهويده.

 

أيضا، من الدبلوماسية العربية وبكل علاقاتها العالمية، نحتاج ان ندعم الجهود التي تبذلها الجامعة العربية، وهي عمليا، تؤكد الوصاية الهاشمية على القدس ولجنة وزارية لمجابهة السياسات الإسرائيلية.

 

قررت جامعة الدول العربية،  وهذا من القضايا المهمة فتشكيل لجنة وزارية عربية لمتابعة التحرك العربي ضد السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، والتواصل بهذا الشأن مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المؤثرة دولياً، لحثها على اتخاذ خطوات عملية لوقف السياسات والإجراءات الإسرائيلية العنصرية، غير القانونية.

زر الذهاب إلى الأعلى