وَطَنِي يَشْهَدُ بِمَا حَقَّقَتْ وَغُرْبَتِي تَتَكَلَّمُ عَنِّي ! !
بقلم: د . عَلَا قِنْطَارٌ

اَلنَّشْرَةُ اَلدَّوْلِيَّةُ

لَمِنْ يُرَاهِنُونَ عَلَى أَخْلَاقِيٍّ . . . . أَنَا لَسْتُ بِحَاجَةِ لِشَهَادَةِ مِنْكُمْ أَوْ بِالْأَحْرَى مِنْكُنَّ . . . لَا مَجَالَ لِلْمُقَارَنَةِ وَلَنْ أُغَيِّرَ مِنْ سُلُوكِيٍّ بَلْ سَأَرْتَقِي كَمَا كُنْتُ دَائِمًا وَأَتَغَاضَى عَنْ اَلتَّفَاهَاتِ كَمَا تَعَوَّدْنَا مُنْذُ اَلصِّغَرِ . . . وَإِذَا كَانَ اَلْجَمَالُ بَنْظَرَكْنْ هُوَ اَلْمِقْيَاسُ فَأَنَا أَشْفَقَ عَلَيْكُنَّ .

أَنَا لَا أَدَّعِي اَلْجَمَالُ خَاصَّةً اَلِاصْطِنَاعِيِّ مِنْهُ ، إِنَّمَا اِمْتَلَكَ سِلَاحًا أُوَاجِهُ بِهِ اَلْعَالَمُ بِأَسْرِهِ ! وَطَنِيٍّ يَشْهَدُ بِمَا حَقَّقَتْ وَغُرْبَتِي تَتَكَلَّمُ عَنِّي وَعَمَّا وَصَلَتْ إِلَيْهِ حَتَّى خَارِجِ اَلْوَطَنِ ! أَنَا عَادَةٌ لَا أَتَكَلَّمُ عَنْ إِنْجَازَاتِي بَلْ أَعْمَلُ بِصَمْتِ كَنَمْلَةٍ مُجْتَهِدَةٍ تَعْلَمُ مَتَى تَجْنِي ثِمَارَ جُهُودِهَا. لَكِنَّنِي اَلْيَوْمَ بَت أَتَسَاءَلْ لِمَاذَا شَعْبُنَا لَا يَعْرِفُ أَنْ يَصْنَعَ مُجْتَمَعًا نَاجِحًا مُتَكَاتِفًا يَنْهَضُ بِالْوَطَنِ وَيَقُومُ بِمُبَادَرَاتٍ بَنَّاءَةٍ لِشَبَابِنَا!

وَنَتَسَاءَلُ لِمَاذَا لَا نُحْرِزُ أَيُّ تَقَدُّمٍ يُذْكَرُ لِأَنَّ بَعْضَ اَلْمُوَاطِنِينَ بَاتَ يَحْيَا لِأَجَلِ اَلْأَذَى تَكَرُّمَهُ وَتَزْرَعُ غَرْسَهُ إِيجَابِيَّةً فِي طَرِيقِ نَجَاحِهِ فَيَحْظُركَ وَيَنْسَى حَتَّى اَلشُّكْرِ لَا بَلْ يَجْرَحُكَ وَيُعَيِّنُ نَفْسَهُ قَاضِيًا يَحْكُمُ عَلَى أَخْلَاقِكَ وَعَلَى نَشَاطَاتِكَ وَهُوَ لَمْ يَسْلُكْ حَتَّى نِصْفِ طَرِيقَكَ . . . مُتَنَاسِيًا مَنْ كَانَ رَاعِيًا لِحَفْلِ اَلتَّكْرِيمِ وَضَارِبًا بِعُرْضِ اَلْحَائِطِ جَمِيعَ اَلْجُهُودِ اَلْمَبْذُولَةِ ! لِلْأَسَفِ لَمْ يَتَبَقَّ إِلَّا اَلشَّفَقَةُ عَلَى مُوَاطِنٍ لَا يُفَتِّشُ عَنْ طَرِيقَةٍ لِلتَّعَلُّمِ أَوْ لِلتَّقَدُّمِ أَوْ لِتَرْكِ بَصْمَةٍ إِيجَابِيَّةٍ فِي اَلْمُجْتَمَعِ بَلْ يَرْمِي حِجَارَةً فِي اَلْبِئْرِ اَلَّتِي شَرِبَ مِنْهَا.

زر الذهاب إلى الأعلى