فرنسا تقترب من الطرح السعودي للحل في لبنان.. فهل يكون “القائد” المرشح الثاني لحزب الله؟
النشرة الدولية –
لبنان 24 – هتاف دهام
لم تحدث الجولة الفرنسية لمبعوث الإليزية جان إيف لودريان أي خرق في المشهد الرئاسي. الوضع سيبقى على حاله إلى أجل غير مسمى. فالديبلوماسي الفرنسي يغادر بيروت اليوم من دون أن يترك أي بصمة إيجابية يمكن البناء عليها سواء في ما خص الحوار الموسّع أو المصغّر الذي مهد إليه في زيارته السابقة، أو في ما خص إنهاء الأزمة الرئاسية.
جل ما في الأمر ، وفق مصدر سياسي بارز لـ”لبنان24″، أن هناك توجهاً فرنسياً جديداً قد يتظهر في الأيام أو الاسابيع المقبلة يستند إلى طرح جديد للرئاسة اللبنانية بعيدا عن الأسماء التي تعتبر نافرة للقوى السياسية بمحاورها المختلفة، في إشارة إلى اسمي الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجهاد أزعور. وهذا الأمر قد يكون باكورة تفاهم سعودي – فرنسي على ضرورة انتخاب رئيس غير محسوب على أي مكوّن سياسي بالاستناد إلى ما خلص إليه اجتماع اللجنة الخماسية الأخير الذي ركز على مواصفات الرئيس والالتزام بالدستور كممر إلزامي لانتخابه وبرنامج عمله وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والالتزام باتفاق الطائف.
أدرك الزائر الفرنسي،كما بلاده، أن السياسة الفرنسية المعتمدة لحل الأزمة في لبنان باءت بالفشل، فالأطراف المحلية ثابتة على مواقفها المتضاربة،فكل طرف يقرأ المشهد الراهن من وجهة نظره ومن زاوية مصالحه. وبالتالي، استفاقت الادارة الفرنسية، بحسب المصدر نفسه، على أنها ستبقى عاجزة عن ابتكار أي تسوية بمعزل عن أعضاء “الخماسية” الذين لطالما ابدوا اعتراضاً على مقاربة باريس للوضع في لبنان. ولذلك فإن الترقب سيكون سيد الموقف لاجتماع “اللجنة الخماسية” على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الاسبوع المقبل.
ومن هنا، يقول المصدر نفسه، أن باريس لن تخطو خطوة تجاه لبنان بعيداً عن الإجماع الخماسي، لا سيما وأن الكلمة الفصل في هذا السياق تبقى للأميركي والسعودي اللذين يقاربان المشهد في لبنان بلغة واحدة وموقف موحد. فلودريان كان واضحاً من اليرزة أمس حين أكد من دارة السفير السعودي وليد بخاري أن “باريس والرياض تعملان يداً بيد من أجل لبنان ونهوضه، والمساعي التي تقومان بها مع اللجنة الخماسية نأمل في ان تثمر وتحقق النجاح”.
لذلك، يمكن القول إن اجتماع اليرزة مساء أمس كان الأبرز في زيارة الوسيط الفرنسي، حيث اجتمع إلى عدد نواب الطائفة السنيّة في دارة السفير السعودي، في حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بعد أن كان بخاري ولودريان والسفير الفرنسي عقدوا خلوة تجاوزت النصف ساعة تم البحث خلالها في ضرورة التعاطي مع الازمة في لبنان بطريقة مختلفة، مع ضرورة التركيز على أهمية المحافظة على الاستقرار في هذا البلد إلى حين انجاز الاستحقاقات الدستورية وضرورة انتخاب رئيس توافقي
لا شك أن باريس تدعم الحوار التشاوري بين القوى السياسية، لكنها لن تقدم على أي خطوة في هذا الاتجاه من دون التنسيق مع المملكة السعودية على وجه التحديد، حيث بدا واضحاً من خلال حراك بخاري المكثف أمس بالتوازي مع زيارة لودريان، واستقباله للاخير ولسفير قطر أيضا قبل ظهر أمس، أن الرياض دخلت بفاعلية على الخط الرئاسي، فاجتماع النواب السنّة إلى السفير السعودي مؤشر واضح أن الكلمة الفصل التي سيعبر عنها هؤلاء النواب باتت قاب قوسين أو أدنى وتنتظر أن يحين موعد جلسات الانتخاب أو في جلسات الحوار التي دعا اليها بري في حال كتب لها النجاح.
يقول البعض أن باريس أخطأت عندما سلمت بخيار حزب الله الرئاسي، ولذلك بات عليها اليوم توجيه البوصلة بطريقة متساوية تراعي الداخل اللبناني والخارج، وسط معلومات تشير، وفق المصدر نفسه، أن حزب الله بدوره في حالة ترقب للمشهد الاقليمي، وان زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لرئيس تيار المرده في الساعات الماضية جاءت في سياق توضيح ملابسات ما رافق اجتماعه وقائد الجيش العماد جوزاف عون عند صديق مشترك بعيداً عن كل التأويلات والتفسيرات التي نشرت، علما أن أوساطا سياسية تشير لـ”لبنان24″ ان علاقة الحزب بالقائد أكثر من جيدة ولم تنقطع يوماً، وأن الأخير قد يكون المرشح الثاني لرئاسة الجمهورية عند حزب الله إذا ذهبت الأمور في اتجاه منحى آخر ربطاً بالتطورات في المنطقة وبالعلاقة السعودية- الإيرانية التي تتجه نحو المزيد من التحسن، وكان لافتاُ تأكيد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في زيارته بيروت أنه سمع من المسؤولين السعوديين تصريحات ايجابية بشأن دعم لبنان، وهذا الامر يدل على ان الملف اللبناني سيكون على الطاولة السعودية – الايرانية بعد ترتيب الوضع اليمني.
أمام كل ذلك، يظن المصدر السياسي نفسه، أن باريس قد تتبنى لاحقاً طرح اعضاء “اللجنة الخماسية” لانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، خاصة وأن عملية انتخاب الأخير وفق السعوديين والقطريين ليست معقدة وهي تحتاج فقط إلى إيجاد توليفة مناسبة ومقبولة توفر التوافق المحلي على انتخابه، وهذا الامر ينتظر ما سيحمله لودريان من جديد الى لبنان بعد اجتماع الخماسية.