“الحرّية السياسيّة” تخرج من “العباءة الحريرية”

النشرة الدولية –

خاص  الكلمة أونلاين – مارغوريتا زريق –

لا شك في أن الطائفة السنية شهدت في مرحلة طويلة زعامة شبه كاملة للحريرية السياسة، انقسمت إلى جزئين، الأول اتسم بالمصلحة الوطنية الجامعة وليس فقط مصلحة الطائفة السنية وذلك خلال عهد الشهيد الرئيس رفيق الحريري، والثاني هو جزء لا يتجزأ من الأسباب التي أوصلت البلد إلى هذه الحالة ومعها الطائفة وذلك بسبب قرارات وصفقات فساد ومحاصصة قامت بها بعض الشخصيات التي أحاطت بالرئيس سعد الحريري،

وبالتالي أنّ الطائفة السنية في لبنان فقدت زعامتها عمليًا مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري في عام 2005.

يؤكد مصدر متابع أنّ ما ساهم في خروج الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية بهذا الشكل كان موضوع المساومات والصفقات التي اتخذها خيارًا من خلال تعامله مع “حزب الله” او مع غيره، سواء من خلال تخفيف مفاعيل قرارات المحكمة الدولية، أو من خلال جملة من التسويات التي قام بها والتي ذكرها في خطابه المقتضب الأخير.

فبدأنا نشهد تراجعًا في الحضور السني على الساحة اللبنانية وفي القرار اللبناني، حتى وصل الحال الى إقصاء الطائفة السنية عن القرار.

جاءت الإنتخابات النيابية الأخيرة لتفرز مجموعة من النواب المستقلين، وبدأ معهم مستقبل احتمال قيادات جديدة.

نتائج إنتخابات المجلس الشرعي الأعلى ما هي إلا بداية لمرحلة جديدة مع قيادات جديدة سنية، وطنية، تثبيت وجودها وانخراطها في الشأن اللبناني الوطني من جديد.

وفي المعلومات، كشفت مصادر للكلمة اونلاين، أنه هناك صدمة لدى بعض قيادات تيار المستقبل من النتيجة في معظم المناطق، بعد أن كانت اللوائح تفوز كاملة بالتزكية، فشهدنا على ديموقراطية وتعددية كسرت التمثيل الحريري كما كان سابقًا، والمفاجأة الأكبر كانت بسقوط عبد العزيز الشافعي، الذي تقول المصادر أنه تم ترشيحه فقط لمواجهة سماحة المفتي.

“الطائفة السنية اليوم تعتبر في مرحلة تغيير وتتجه للوصول الى الحالة الوطنية”، هكذا وصفها لموقعنا النائب التغييري وضاح الصادق.

وتابع: “غياب الرئيس سعد الحريري عن البلد مرتين كان أحد اسباب تعدد القيادات على مستوى تيار المستقبل والذي في مرحلة من المراحل كان يمثل الطائفة بشكل أساسي، مع العلم أن مشروع الشهيد الرئيس رفيق الحريري بأن يكون تيار المستقبل حالة وطنية وليس سنية فقط، لذا أصبح تيار المستقبل في حالة تعددية توزع عملها بالمصلحة الشخصية والمحاصصة ومحاولة المحاصصة في ما تبقى وبين الاشتباكات الداخلية مع بعضهم البعض.

وأردف: “مع التأكيد أن هدفهم كان مقاطعة الإنتخابات ومهاجمة نواب التغيير والمستقلين لمنعهم من تشكيل قاعدة شعبية، وهناك أمور أخرى تحصل ومن ضمنها غياب الحالة الأمنية عن بيروت وتعود أسبابها لإظهار انه بغيابهم لا يتصلح شيء، لأنهم بدأوا يشعرون بأن التغيير عبر مشروع قيادات جيدة جدا لدى الطائفة والتي تفكر على مستوى المصلحة الوطنية ليس فقط الطائفة”.

أما عن إنتخابات المجلس الشرعي الأعلى ، فأوضح الصادق ، بأن “الإختيار بالإجماع لشخص المرشح وليس لإنتمائه وهذه الحالة لم تكن موجودة سابقا بل كانت اللائحة تصب كلها “متل ما هي””.

وأضاف: “إن هذه الإنتخابات كانت مهمة جدا، لأن المجلس الشرعي بشؤون اجتماعية أساسية، اذ تم إدارة الأوقاف بالشكل الصحيح ، تتاح المثير من فرص العمل لمئات وآلاف الشباب والصبايا”.

وختم: “هدفنا إنتخاب من لديهم الرؤية الصحيحة، ومع نتائج الإنتخابات، أصبح لدينا مجموعة من الفائزين الذين يتخذون القرارات بأنفسهم ولا بالقرارات “المنزلة”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى