جلالة الملك يضع يده على الجرح الفلسطيني… لا سلام بدون عدالة
بقلم: د. دانييلا القرعان

النشرة الدولية –

يرى جلالة الملك عبد الله الثاني بحكمته وقيادته المعروفة، وفهمه لمجريات ما يحدث على الساحة الدولية عامة، والفلسطينية خاصة وما يجري فيها الآن، وكون جلالته هو الأكثر معرفة ودراية بتعقيدات القضية وما يحدث فيها، أن لا أمن ولا سلام ولا استقرار ولا وقف لإطلاق النار من دون أن يكون هنالك سلام حقيقي وعادل وشامل يشكل حل الدولتين، وهو السبيل الوحيد لوضع نهاية لما يجري من أحداث مؤسفة بحق الشعب الفلسطيني.
بعد أيام من تفجر الأوضاع في فلسطين، عاد جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم ليضع يده ثانية على الجرح الفلسطيني، وسبب كل هذا الدم وإزهاق الأرواح على أرض فلسطين، وليؤكد للعالم أن العدالة وحل الدولتين هما السبيل لحقن الدم وسيادة الاستقرار. ففي افتتاح الدورة البرلمانية الأخيرة من عمر مجلس النواب التاسع عشر، أعاد جلالة الملك في خطاب العرش تذكير العالم أن فلسطين والشرق الأوسط لن ينعما بالاستقرار ولا بالسلام إلا بتحقيق دولة فلسطينية حقيقية، وحينها سيسود الوئام، وسيتوقف شلال الدم النازف من الأطفال والشباب والشيوخ. إن خطاب العرش السامي لجلالة الملك يكتسي أهمية خاصة في مثل هذا الظرف، حيث تطرق لقضايا مختلفة تعبر عن جوهر المصالح الوطنية الأردنية الاستراتيجية سواء في سياقها الداخلي أو الإقليمي والدولي.
وحتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وعلى دولة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، والحد الذي يكون نهاية لدوامات القتل التي يدفع ثمنها الأبرياء المدنيون، وما يشهده التراب الفلسطيني من أعمال عنف وتصعيد خطير لا يكون إلا بتوجيه بوصلة الأمن والاستقرار وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وغير ذلك ستبقى الأمور الى ما هي عليه الآن، بل وستزيد الأمور تصعيدا وعدوانا.
إن أهم مضمون جاء في خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني الذي ألقاه لافتتاح الانعقاد الأخير لمجلس النواب الأردني هو إحلال عملية السلام، وبدون السلام لا يكون لدينا دولة فلسطينية مستقلة. وكما قال الرئيس التركي أردوغان أنه لا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل دون حل القضية الفلسطينية، ويعني ذلك أن الرؤساء والملوك يجمعون على أن لا نهاية لدوامة الدم في فلسطين بدون أن يكون هنالك سلام حقيقي وعادل بحل الدولتين. وكلمة جلالة الملك في هذه الافتتاحية جاءت بالتزامن مع ما قاله جلالته والقادة ورؤساء الدول في الكلمة التي ألقوها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن لا حل للصراع في الشرق الأوسط دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ويكون على أساس الشرعية الدولية وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني بإقامه دولة وعاصمتها القدس الشريق، ولا يحدث ذلك بدون سلك الطريق الوحيد للسلام العادل والدائم والذي يجب أن يفضي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.
سيبقى الأردن وكما قالها جلالك القائد البوصلة التي تتجه دوما صوب فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نتخلى ولا نحيد عن الدفاع عن القضية الفلسطينية القضية العادلة، واستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه، وحتى تنعم المنطقة العربية والشعوب العربية كلها بالسلام الذي هو بات حق وضرورة لنا جميعا. الأردن كان وما زال يأخذ موقفا ثابتا لا يتغير مهما كان الثمن عن دوره في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية.
إن أي فهم أو تطور على صعيد القضية الفلسطينية يستند في الموقف الأردني الى مرجعية ترى بإن القضية الفلسطينية أولوية وركيزة في أي علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي سواء كانت علاقة ثنائية أو علاقة إقليمية في دول العالم العربي والإسلامي، ويجب ألا تتخطى القضية الفلسطينية. بمعنى أن يكون هنالك ارتباط وثيق وحقيقي بين وجود هذه العلاقات الثنائية والإقليمية وتطورها مع القضية الفلسطينية، وكل ذلك لا يحدث بدون سلام دائم.

زر الذهاب إلى الأعلى