من يهدد السِّلم العالمى والاستقرار الإقليمى؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصري –

في مواجهة سياسية وأمنية، طالب رئيس وزراء الأردن الدكتور بشر الخصاونة بضرورة: “أن تُزال الحصانة الممنوحة” من قبل بعض القوى الدَّوليَّة لإسرائيل من تطبيق قواعد القانون الدَّولي والقانون الإنساني الدَّولي والشَّرعيَّة الدَّوليَّة، وقبل ذلك كلِّه منظومة الأخلاق والقيم الإنسانيَّة التي تأنف أن تصطفَّ إذا طُبِّقت بأيِّ قدر من الحياديَّة مع هذه المشاهد المروِّعة والجرائم التي نراها”.
..الرئيس د. الخصاونة، وقف أمام مجلس النواب الأردني، الذي يشكل الجناح الثاني من مجلس الأمة الذي يضم الأعيان النواب، وقال: المشروع الوحيد الذي على العالم – المجتمع الدولي- العمل عليه فورًا هو إحقاق الحقوق الفلسطينية”.
وعزز الرئيس د. الخصاونة، الجبهة الداخلية الأردنية، ولفت: “إنَّه لا يوجد خطٌّ فاصل بين الموقف الشَّعبي والموقف الرَّسمي الذي يقوده الملك عبدالله الثَّاني، إزاء آلة التَّقتيل والجرائم التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحقِّ أهلنا في غزَّة وفي الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة”؛ ذلك أن هذا التعزيز والتوجية، بحسب د. الخصاونة، هو الذي يتيح للمملكة تعظيم الجهود والحراك السياسي والدبلوماسية حول العالم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ودول المنطقة والإقليم، وشدد على أنَّ: “هذا الموقف تتوحَّد خلفه مؤسَّسات الدَّولة من سُّلطة تنفيذيَّة وتشريعيَّة، وكذلك مؤسَّسات المجتمع المدني والأحزاب بمختلف تلاوينها الإسلاميَّة واليساريَّة والليبراليَّة والتَّقليديَّة، والنَّقابات والجميع في المملكة الأردنيَّة الهاشميّة”.
*الموقف الأردني متَّحِدٌ خلف مواقف الملك عبدالله الثَّاني.. لوقف الحرب.
..” إنَّ هذا الموقف الأردني متَّحِدٌ وواضح خلف الموقف المتقدِّم والطَّليعي الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثَّاني لوقف الحرب، ولكشف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضدَّ أهلنا في غزَّة، والتي تُصنَّف على أنَّها جرائم حرب وتنتهك القانون الدَّولي والقانون الإنساني الدَّولي، مؤكِّدًا استمرار الدَّولة والحكومة في هذا المسعى”. ولفت الرئيس د. الخصاونة إلى مساعي وجهود الأردن اليوم وفي الحاضر والتاريخ، ذلك أنَّ: “المشروع الوحيد والفكرة المركزيَّة التي يتعيَّن على العالم العمل عليها فورًا هو إحقاق الحقوق الفلسطينيَّة المشروعة وتجسيد الحقّ الفلسطيني المتأصِّل بإقامة الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة، وذات السِّيادة الكاملة وغير المنقوصة، على خطوط الرَّابع من حزيران لعام 1967م وعاصمتها القدس الشرقيَّة، وبشكل يعالج القضايا الجوهريَّة من اللاجئين والقدس والمستوطنات وغيرها، بما يتواءم مع المرجعيَّات الدوليَّة المعتمدة في سياق حلِّ الدَّولتين، وبما يتواءم بالكامل مع الحقوق الأردنيَّة الجذريَّة والجوهريَّة المرتبطة بهذه القضايا”.
*من يهدد السِّلم العالمي والاستقرار الإقليمي؟
يقين ومنطلقات رئيس الوزراء الأردني د. بشر الخصاونة، لها ثوابها الأردنية وفي الثقافة السردية الوطنية القومية، تقوم على أنَّ: “الإجراءات التي يتَّخذها الأردن واضحة وبيِّنة ويقودها جلالة الملك في خطابه وحراكه المتقدِّم والذي ساهم في تحريك وجدانيَّات ومشاعر الرَّأي العالمي، بدلالة ما نشهده من مظاهرات مليونيَّة في مختلف العواصم والمدن العالميَّة، ومن تسليط الضُّوء على أنَّ دوَّامة العنف وآلة التَّقتيل لا تُنتِج إلَّا المزيد من تهديد السِّلم العالمي والاستقرار الإقليمي ولا توفر أفقًا ولا حلًَّا، ولن تستطيع الاستجابة لمتطلَّبات الشرعيَّة الدوليَّة”.
*الخطاب التَّحريضي هو الذي يُهدِّد باستخدام القنبلة النوويَّة
.. وعرض د. الخصاونة، بثقة سياسية وأيضا قانوني، إنساني، يبرز دبلوماسية الخطاب الأردني، وشدد: خطابنا إزاء العدوان الإسرائيلي وجرائمه ضدَّ أهلنا في غزَّة خطابٌ أخلاقي وإنساني وقانوني وهو بعيد كلّ البُعد عن التَّحريض بحسب ما تؤشِّر بعض دوائر الاحتلال الإسرائيلي؛ مشدِّدًا على أنَّ الخطاب التَّحريضي هو الذي يُهدِّد باستخدام القنبلة النوويَّة وتهجير أشقَّائنا الفلسطينيين الذي صدر عن مسئولين إسرائيليين والذي استُخدِمت فيه لغة مدانة ومرفوضة وشائنة، مؤكِّدًا أنَّ الخطاب الأردني يرتكز إلى المبدأ والعقيدة والقانون والحقّ الأبلج”.
*الطَّابور الخامس!
.. ووضع اللقاد مع مجلس النواب، الشعب الأردني أمام تحذَّيرات مهمة، سبق للدولة أن نبهت لها، ولفت رئيس الوزراء إلى ظهور بعض الممارسات والأكاذيب والشائعات التي تصدر عن “الطَّابور الخامس” والتي تحاول إثارة الفِتن وحرف البوصلة، والتي يجب علينا أن نتصدَّى له جميعًا بكلِّ حزم، وهي ممارسات ليست من طباع وقيم الشعب الأردني، محذرا من بعض: “المزاعم والأكاذيب التي روَّج لها البعض بوجود جدار وأسلاك شائكة حول المستشفى الميداني الأردني، مؤكِّدًا في هذا الصَّدد أنَّ المستشفى الميداني أبوابه مفتوحة أمام أهلنا في غزَّة الذين يرزحون تحت جحيم العدوان الإسرائيلي الغاشم ومستمرٌّ في تقديم خدماته ودعم صمود أشقَّائنا الفلسطينيين في غزَّة، وقد تمَّ إنزال مساعدات طبيَّة وإنسانيَّة له ليديم عمله في هذه الظُّروف الصَّعبة”.
*حريَّة التَّعبير والتَّضامن.. بأعلى درجاته مع أهلنا في غزَّة.
ومن موقع المسئولية الولاية العامة، أكد رئيس الوزراء الأردني، أنَّه لا يوجد معتقلون إطلاقًا بسبب المسيرات والمظاهرات التي يشهدها الشَّارع الأردني، وقال: “إنَّ حريَّة التَّعبير والتَّضامن المطلق والكامل وبأعلى درجاته مع أهلنا في غزَّة والضِّفة الغربيَّة سقفها السماء، وفي إطار الوحدة الوطنيَّة لقطع الطَّريق على الطَّابور الخامس الذي يتعيَّن أن نكون متنبِّهين له ولمساعيه وعمله الدَّءوب والخبيث والمنظَّم السَّاعي إلى حرف البوصلة باتِّجاه الانتقال إلى حالات من التوتُّر الدَّاخلي قائلًا: “خاسئون إن ظنُّوا أنَّهم يدقُّوا أيَّ أسافين في وحدتنا الوطنيَّة وفي الأردن”.
.. تأتي لقاءات الرئيس د.بشر الخصاونة، مع مختلف السلطات الدستورية، وتحديدا مجلس الأمة والمؤسسات ومختلف مواقع الشعب الأردني، إنطلاقًا من الرؤية الملكية الهاشمية السامية، وتوجيهات الملك عبدالله الثاني، التي تواصل الحوار مع المجتمع الدولي ومنظمات العالم الإنسانية والسياسية والإغاثية، عدا عن التواصل اليومي مع الشعب، ودعم الجبهة الداخلية، لتعزيز حماية الأهل في فلسطين المحتلة المدنيين في قطاع غزة والدعوة الموصولة لمنع وإيقاف الحرب العدوانية على غزة ومنع التصعيد، أو إمتداد الحرب في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى