من سيأكل الكعكة المحروقة فى فرن غزة.. هل يفعلها حزب الله؟
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
كعكة – أو تورتة المنطقة والإقليم، دخلت فرن غزة.. تاهت، احترقت، وربما تخرج يلقيها أى طفل فلسطينى، أو لبنانى، أو مصرى، أو.. أو على وجه الغرب المنافق، الإمبريالى.!
يحدث ذلك، منذ 90 يوما والفرن المشتعل فى أجواء وبرية وبحر غزة يزداد اشتعالا، والمكوك الدبلوماسى يدعم جيش الحرب الإسرائيلى «الكابنيت» بالأسلحة والعتاد والدعم اللوجستى والأيديولوجى، يحشد ويحشد، إلى أن تحولت الكعكة إلى كارثة وأعمال إبادة جماعية أرادها دولة الاحتلال سلاحها جيوش الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا ومرتزقة كثر.
*
.. قال لى زميلى الصحفى اللبنانى إن «مجتمع النخبة» فى كل لبنان توقع عملية اغتيال الشهيد صالح العارورى، أو أى قيادى من حركة حماس أو حزب الله أو كتائب القسام، وأن العملية، وخريطتها عبر الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت، وقعت فى النهاية «..».. الكارثة الأمنية، السياسية حدثت فى منطقة من أخطر مناطق سلطة ونفوذ الامتداد الشعبى لحزب الله ببيروت.
الإعلامى الصديق، قال لى فى إشارة منه إلى أن عملية اغتيال العارورى، تعد فى لبنان، قمة «الاستهداف الأمنى السيادى»، وهو خرق ما يعتبر [ القواعد الأمنية] التى تعد مفاتيح لـ«قواعد الاشتباك» المعهودة بين حزب الله ودولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى.
.. فى نهاية المطاف، لا كعكة بحجم مجزرة.
ما إن انتهى خطاب حسن نصر الله، خلصت تحليلات الأمن الصهيونى، الشاباك بما فى ذلك الموساد، لتقدم رؤية إسرائيل، التى تحلل وترصد ما قد يحدث من أطراف الصراع، جيش حكومة الحرب الصهيونى، وفصائل المقاومة الفلسطينية، حركة حماس كتائب القسام، وحزب الله، وتداخلات المقاومة فى العراق وسوريا واليمن، وهى قوى مقاومة، بات من الصعب السيطرة عليها، ويعد عملها عسكرى، [مقيد] داخل قياداتها، بينما حزب الله عسكرى بكل الأبعاد البراجماتية، وتقبع حركة حماس والفصائل الفلسطينية من كل الأطياف، تحت نار فرن طهى الكعكة… ولو كان ردهم على الإبادة والمجازر والمجاعة مؤثرا!.
*َ ما حدث بعد اغتيال الشهيد صالح العارورى، من ردود فعل سياسية ودبلوماسية، حتمًا:
يتوقف بين ثلاثة ألعاب معروفة، عشوائية، نهايتها، بروتوكولية، وهى:
* لعبة شد الحبل.
* لعبة عض الأصابع.
* لعبة السلم الأفعى.
بين نتائج هذه الألعاب، جاءت قراءات الإعلام الصهيونى والأمريكى الغربى، مناورات فهم وتحليل خطابات حسن نصر الله المتتالية، التى تناور بشأن ماذا فى «حتميات» رد حزب الله، أو حركة حماس و/أو شكل ومدى، الرد المنتظر «…»، وهو – محليا رد له حسابات مختلفة سياسيا وأمنيا وعسكريا، وهذا ما أخاف الإدارة الأمريكية تحديدا من هذا الفراغ الأمنى الذى أحدثه حزب الله، وبالذات بعد الخطاب الأول ما بعد اغتيال الشهيد العارورى، الذى ألقاه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، مساء الأربعاء، وتوقعات سياسية مما اعتبر «تتمة» لخطاب حسن نصر الله، التى تعد مؤجلة إلى اليوم الجمعة، وتمت وفق مصوغات حزب الله للألعاب التى أضاعت الحبل وقضمت الأصابع وحطمت السلم ورأس الافعى، بدلالة أن الحراك السياسى العربى الإسلامى، أتاح للحراك الدولى الأوروبى والأمريكى، فرصة الدخول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن دون الكلام عن واقع الحرب العدوانية على قطاع غزة بكل وحشيتها، وخطورتها فى هذا التوقيت، لأن الإبادة والوحش، باتا يحددان هدف السفاح نتنياهو، مادام هناك من يصمت ويقدس مزاميز حكومة الحرب، يسهم فى إخفاء أى خطط سرية، لعل خاطرها عمليات التهجير والإبعاد التى ستكون خلال أيام، صورة الحرب القادمة على غزة والمنطقة، عسكريا وامنيا وسياسيا.
*.. وفى أفق المعركة القادمة، بكل أبعادها الإقليمية، أنه:
قد ترتهن مناطق حزب الله فى «الجبهة الشمالية من حرب إسرائيل الصهيونية»، لربما تمتد وتدخل العمق، إلى ما بعد نقاط الحدود مع فلسطين المحتلة بعد الخطاب فى أعقاب اغتيال نائب رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، صالح العارورى، مشابه لما قبله. إذ تعتقد قراءات المراسلين العسكريين، والتسريبات الإعلامية الآتية من أروقة الأمن الإسرائيلى، أن حزب الله سيرد على واقعة اغتيال العارورى فى استهداف مكتب «حماس» فى ضاحية بيروت الجنوبية، ولكن بشكل وأسلوب لن يؤدى إلى إشعال حرب شاملة، بقدر ما قد تكون حرب الصراع على من سيضرب الكعكة «..» تلك الضربة التى تقلق أوروبا تحديدا، التى تقع بين نار الحرب الأوكرانية الروسية، ونار مجاملة الشرق ودول المنطقة، مع احتفاظها بالولاء الأيديولوجى لإسرائيل التى تحارب دفاعا عن دولة اليهود عنصرية الفكر الصهيونى، أوروبا ليس احترامًا لإسرائيل، بل تقييدًا لسلسلة التعامل التاريخى مع يهود العالم، بكل ما تعنيه تسمية الخلاص.، وهنا نجح المراسل العسكرى لهيئة البث الإسرائيلية الصهيونية، عندما وضع تنبؤاته، عن كيف سيكون رد حزب الله العسكرى «..»، هل هو من تلك الردود التى تعطى جيش الحرب الإسرائيلى الصهيونى، فرصة تدمير بيروت، أو تدمير تل أبيب، ولأى قدر سيكون رد حزب الله مشتركا مع حركة حماس، مدروسًا، ضمن أساليب وخطط مشتركة وأماكن مختلفة، لكن من دون التسبب بتصعيد الأوضاع، نظريًا، بينما لا يمكن تقدير ذلك عسكريًا وأمنيًا.
* بين التضليل الإعلامى، الحراك الدبلوماسى، كانت بثت وسائل الإعلام الصهيونى، جانب المراوغة والكذب، عندما قدمت بالعربى، دلالات عن تهديدات حسن نصر الله لإسرائيل، وأن الأيام بيننا، وتأكيد حزب الله أن عملية اغتيال الشهيد العارورى لن تتوقف عند حد، أو تمر من دون رد وعقاب، ذلك أن الحزب- إلى يوم اغتيال العارورى كان تبنّى قرارًا سياسيا، استراتيجيًا منذ بداية معركة طوفان الاقصى، بعدم فتح حرب شاملة مع إسرائيل، وإنما مشاركة وإشغال أساسى داخل نطاق خطوط الاشتباك. ما يعنى ضربات لها إيقاعها وأثرها، لكنها لها وزنها العسكرى والأمنى مهما كان التصعيد.
* حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، ترى وفق استخبارات غربية أنّ المستوى الأمنى لدولة الاحتلال الإسرائيلى، يحاول إقناع الرأى العام انه تعمد، الفصل «شكليا» بين حزب الله وحركة حماس، معتبرا أن قرار اغتيال الشهيد صالح العارورى، اتخذ مع العلم بأن الضاحية الجنوبية، تعنى نقطة مهمة فى العاصمة اللبنانية بيروت، وهذا التصرف- الاغتيال- ليس له أى دلالات على خصوصية أمن حزب الله، بمعنى أن دولة الاحتلال أرادت ألا يُقتل أى من قيادات وعناصر حزب الله فى عملية الاغتيال، وهى خلاصات أمنية إسرائيلية – غربية، غاية الأمن الإسرائيلى الصهيونى، منها:
* أولا:
إحداث هزة ثقة بين حماس وحزب الله، تشمل جميع المستويات القيادية اللوجستية.
* ثانيا:
رسائل خفية لإفهام قيادة حزب الله أن الاغتيالات، لها قصدية لا تمس الدولة اللبنانية، وأن على لبنان الرسمى، تهدئة خواطر حزب الله لمنع ما بات يعرف فى الأوساط الدولية كافة بـ«الرد الأكبر»، دون معرفة حدوده العسكرية إن حصل.
* ثالثا:
فتح مجال الحراك الدبلوماسى الأمريكى الأوروبى، ولاحقًا العربى الإسلامى، لحسم توجهات وأبعاد سياسة حسن نصرالله المقبلة التى تتحدث عن القادم فى الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالذات مناطق جنوب نهر الليطانى.
* رابعا:
هناك من يروج أنه من المرجح «..» عدم توسع الصراع إلى حرب إقليمية أوسع، لاسيما أن إيران وحزب الله، لا أحد يعلم إمكانية التصعيد الذى قد يحدث.
* التوتر الإقليمى المتصاعد
كما نتوقع، بات المجتمع الدولى يقف على وقائع سياسية أمنية، متباينة تنظر إلى مآلات التوتر الإقليمى المتصاعد،، خصوصا مع بدء وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن جولة مكوكية، تبدأ فى دولة الاحتلال الإسرائيلى، هى الخامسة أمريكيا منذ بدء الحرب العدوانية المتوحشة على قطاع غزة يوم السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضى، الجولة، تعتبر الرابعة إلى المنطقة تشمل بحسب مصادر الإدارة الأمريكية خمس دول عربية: السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن، وأيضا الضفة الغربية وتركيا واليونان.
الجولة مهد لها سياسيا وامنيا خلال العديد من المسئولين الأمريكيين، منهم مبعوث الرئيس الأمريكى جو بايدن، آموس هوكشتاين، وسفراء الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة.
تسعى الإدارة الأمريكية، بالتنسيق مع أوروبا والأمم المتحدة، للتهدئة مع اشتعال التوتر الأمنى على 4 جبهات، تشارك فى ضربات عسكرية متباينة الأثر، عدا عن المقاومة الفلسطينية فى غزة، وبعض الفصائل الفلسطينية فى الضفة الغربية والداخل المحتل والقدس.
التكليف المسبق لآموس هوكستين، المنسق الرئاسى الخاص للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة، بالمساعدة فى تخفيف التوترات بين إسرائيل ولبنان، تنحاز نحو فهم خطط جيش الحرب الإسرائيلى فى حالة الواقع الذى نشأ بين حركة حماس وحزب الله، والآتى عمليا؛ ذلك أن دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، تصر على الجانب الدولى، الأمريكى بالذات، إنها بحاجة إلى «واقع أمنى جديد» على حدودها الشمالية مع لبنان، دون أى تفاصيل.
*.. كيف تؤكل كعكة متفجرة؟
.. الكعكة احترقت، أبيدت، وشكلها ضاعت لأن أطراف الحرب على غزة، فى قتال شرس، حق المقاومة إنقاذ غزة والقضية الفلسطينية، بينما جيش الحرب، الكابنيت الصهيونى يلوح بالمزيد من المجازر واستمرار دعوات التهجير والإبادة الجماعية ومنع المساعدات الإنسانية، قد يكون وزير خارجية النرويج اسبن بارث واضحا عندما قال: لا توجد أزمة إنسانية أسوأ من تلك الموجودة فى غزة ولا يوجد مكان أسوأ منها على الأرض.
.. ربما هنا، بات على المنطقة العربية والإسلامية، المزيد من الحراك السياسى الأمنى، لوضع حد للتمادى العسكرى المتوحش، الذى يعمل عليه جيش الحرب الإسرائيلى الصهيونى، الذى جعل من قطاع غزة مأساة الألفية الثالثة بالمجازر والإبادة الجماعية.
.. كيف ستكون الصورة مع ترديد الإعلام الصهيونى فى دولة الاحتلال، من: التقدير فى الجيش الإسرائيلى أن حزب الله سيرد على اغتيال الشهيد العارورى بعملية تتجاوز خطوط القتال الحالية، فما هو الموقف العربى، مع موقف الإدارة الأمريكية؟.