الحرب في غزة والداخل الاردني
بقلم: النائب الأسبق الدكتور محمد أبو هديب

النشرة الدولية –

منذ بداية الحرب في غزة وما تم في السابع من  اكتوبر و تبعتها من حرب قذرة التي بدأها الكيان الصهيوني وبدعم غير مسبوق من الغرب وعلى راسهم امريكا، هذه الحرب التى لم يشهد لها التاريخ مثيلا من حيث القتل والتدمير والتهجير الذي طال كل شئ وعدم وجواد ذرة من الاخلاق والإنسانية، فقتل الاطفال والنساء والاطباء والشيوخ وهدمت المستشفيات والمساجد والمدارس كل ذلك تم امام أعين العالم دون ان يتحرك العالم الرسمي لوقف كل هذا التطرف رافق ذلك حصار خانق  للمساعدات الانسانيه واثبت ذلك عن عجز العالم العربي وعدم وجود اي قوه مؤثره له يسمعها العالم ويستجيب لها.

من هنا بدأ دور الأردن الرسمي بقيادة جلالة الملك وشعبه الذي انتفض في كل المحافل الدوليه وكان الصوت الاقوى والاصدق  لنصرة اشقائه اولا. ولمعرفته بخطورة المخطط الصهيوني لتهجير الفلسطينيين من ارضهم وما لذلك من اثار كارثية تهدد الامن القومي الاردني، واعلن الملك ان هذا خط احمر ولن نقبل به وسنحارب بكل امكانياتنا السياسية والعسكرية لوقفه.

من هنا وبخطورة الوضع  المرعب الذي تعيشه المنطقه والمفتوح على كل الاحتمالات  لا بد من الاستداره لوضعنا الداخلي الذي يواجه صعوبات كبيرة ومعقدة، اقتصادية واجتماعية  فالمديونية وتبعاتها ارهقت الموازنه وعطلت  التنميه المستهدفة والفقر والبطالة وصلا  الى مستويات  تهدد السلم الاهلي رافق ذلك التهديدات من خارج الحدود تحديدا حرب المخدرات والاجندات المشبوهه شعواء تستنزف الكثير من مواردنا الشحيحه اصلا، وفوق كل ذلك هناك شبه وقف للمساعدات  الخارجية لأسباب سياسية واخرى مجهوله.  وكانت الدوله قد اعلنت عن البدء بعملية اصلاح كبرى سياسية اقتصاديه واداريه لكن ما جرى ويجرى اثر تاثيرا جوهريا على السير قدما بالوتيره المأموله حين اطلاق هذه المسارات، فعلى الصعيد الاقتصادي تضررت كل القطاعات  الرافده للاقتصاد  ولم نستطع ايجاد مقاربات  بديله لتحريك الاقتصاد وهنا الحديث طويل، واداريا. لم نفعل شيئا.

 

 

اما المسار الأهم والذي ينتظر استحقاق دستوري من المفترض ان يغير شكل الحياه السياسيه  في البلاد، الاحداث في فلسطين اثرت بشكل عميق وعميق جدا عليه فالمجتمع حصل فيه ازاحة فكرية سيكون لها تأثير كبير فهم راو ان البرلمان وهو المستهدف بالتحديث لم يكن بمستوى الحدث ولم يستطع ان يكون بالقدر الادنى المأمول منه في هكذا ظرف  واكتشف الناس ان القادة السياسيين المفتروض وجودهم في الاوقات الصعبة قد تبخروا، وبدا وكاننا لا  نمتلك  قدرات سياسيه قادره على التعامل  مع الحدث  علما انها  متواجده بوفره لكنه آثرت الصمت لاسباب كثيرة.

لا اوافق على كثير منها لان الوطن من اجله تختفي كل الإكراهات والغضب والعتب لان الوطن تعرض لظلم وجحود  كبير على الرغم من انه كان صاحب الموقف الاكثر شجاعة  وصدقا. وهنا بدا ان مخالب الدوله ليس بالقوه التي تريد، وان الجهد الذي بذل  لايجاد طريق واضح  للانتقال الى حياه سياسيه جديده  تستطيع انتاج برلمان قوي يكون عونا للدوله والملك وليس عبئا عليه محفوف بهواجس وريبه كبيرة لذلك للحديث عن كيفية تصحيح المسار وعدم الارتجال في مشروع  يبنى عليه النظام السياسي آمالا كبيرة واصبح مفرده اساسيه في كل الخطابات داخليا وخارجيا.

نحن بحاجه لوقفه مع الذات نراجع فيها ما فعلناه بهذا الملف، و العمل على  التصحيح الذي  اصبح ضروره والبقاء على ان هناك البعض الوحيد الذي يعتقد انه هو من يمتلك الحقيقه هو الخطر بعينه نتطلع بكل الصدق الى وطن قوي  لكل ابنائه   والاردنيون قادرون.

والى لقاء اخر  بعون الله، دمتم بكل الود

زر الذهاب إلى الأعلى