غزة تشهد .. العالم متواطئ والانتصار بسواعد الأبناء
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يُقتلون كل يوم دون ذنب اقترفوه، يُقتلون في وضح النهار بأبشع الصور جماعات جماعات، يُقتلون لأنهم يقولون هذه فلسطين وطننا، يُقتلون في غزة لأنهم لم يخرجوا منها صوب البلاد البعيدة، يُقتلون دون أن يهتز جفن لقاتليهم ومحتليهم، يُقتلون دون أن نجد رد فعل من المُنظات الدولية التابعة للكيان الصهيوني وما أكثرها، يُقتلون ولا بواكي لهم إلا أبناء جلدتهم ومن مُقل أشرف أشراف الإنسانية، يُقتلون لتطبيق النظرية الصهيوني بأن أفضل فلسطيني هو الميت، وربما انتقلت عدوى هذه النظرية للعديد من الدول العربية والغربية، فأصبح الدم الفلسطيني مُستباح وان الفلسطيني الميت هو الهدف.
لذا لم يتحرك العالم فزعاً للجرائم التي يرتكبها الصهاينة في غزة، فالأمم المتحدة أصبحت مجرد غطاء لعمليات الإجرام الصهيوني بقراراتها البالية المكدسة في أرشيفها المتسخ بغبار الزمن والدماء، والجامعة العربية غيرت لغتها وأصبحت تتحدث العبرية بطلاقة بفضل الحبو الجماعي صوب تل الربيع المُحتلة، ومنظمة التعاون الإسلامي تحولت لمجموعة من المتعاونين لفرض الهيمنة الصهيونية بعلاقات اقتصادية قوية، هذه المنظمات والدول الكُبرى لم يتحركوا لوقف الجرائم ضد الإنسانية، وكأن هذه المنظمات تحولت إلى دكة موتى مع أن الدكة تتحرك أما هم فأموات بلا حراك، لنشعر أن جميع منظمات العالم موجودة لقهر الشعب الفلسطيني ولتنتصر للصهيونية.
لنجد أن الحراك في عالم القهر المحكوم بقرار صهيوأمريكي متباين بعد أن وفرت واشنطن الحماية المُطلقة للصهيونية، ليبقى حراك الشعوب الرافضة لسطوة وسيطرة الصهيونية على اقتصادهم وبلادهم، ليتحركوا بقوة في الدول الأوروبية وبعض الدول العربية، فيما رجال السياسة وجلون خجلون وبرأي صريح لا يتحدثون، وهنا نسأل السياسيين في دول العالم والمنظمات التابعة للنجمة الصهيونية والتي لم يتحرك منهم أحد لحماية شعب فلسطين، هل تعتقدون أن الشعب الفلسطيني حمل زائد في هذا العالم؟، وهل تعتقدون أن دمائهم مستباحة للصهيوني المُحتل لأرض فلسطين بقرار منكم؟، وهل ضاعت المعايير الحقيقية لمعاني الإنسانية.؟
أيها العالم الذي يسكن في غيبوبته ولن يصحوا من سكرته ولن ينهض من غفوته. ويا شعوب هذا العالم عليكم أن تدركوا ورغم أنهر الدماء المتدفقة في فلسطين بغزتها وضفتها وقدسها وقداستها بأن فلسطين لن تسقط وأن قضيتها لن تموت، ففي كل بيت شهيد أو أسير أو جريح يعاني وتقطر الدماء من أجسادهم تتغنى بحب فلسطين، وكل شارع يحمل إسم بطل صُنع في فلسطين، وفي كل مدرسة طلاب للشهادة قبل العلم بعد أن عايشوا الإجرام الصهيوني والنفاق العالمي ليتعلموا الدرس الأول في مدارسهم بأنه لا أحد معكم إلا الله ثم أنتم، وأن الصهاينة أعداء قتلوا إخوانكم وآبائكم وأمهاتكم ودمروا بيوتكم، فهل تعتقدون ان شعب كهذا سيفني وينتهي ويتخاذل عن حماية وطنة؟، إذا كنتم تعتقدون أن الثائر يتعرض للفناء فأنتم واهمون وستنهزمون وستعود فلسطين حرة مستقلة، فقد علمنا التاريخ بأنه لا فناء لثائر.
ان فلسطين اليوم محتلة من البحر للنهر وستعود غداً حرة من النهر للبحر، فهي مجرد سنوات يقضيها الصهاينة في فلسطين كما فعل غيرهم، وسينالون حصتهم من الدم الفلسطيني النقي الطاهر المُطهر المقدس، ثم سيخرجون مطأطئين رؤوسهم يجرون أذيال الخيبة كما خرج من سبقوهم مطأطئين رؤوسهم أذلاء، ففلسطين دوماً تنصر لأبنائها وتهزم أعدائها وستتحرر كما هو العهد والوعد.
آخر الكلام:
قال المولود في غزة الإمام الشافعي: ” ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِكْ فتـولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ وإذا قصدتَ لحـاجــةٍ فاقصدْ لمعترفٍ بفضلِكْ”، فلن يحك جلد غزة غير أصابع أبطالها هكذا قال وليدها وهكذا أثبتت الأيام والمحن.