جيران غزّة…! ماذا عن رائحة جثث الأطفال المتفحمة؟
بقلم: هديل الحسين
ألم تكتفوا بعد من مشاهد الجثث والبتر والتفحم لهؤلاء الأبرياء؟ أماتت انسانيتكم ورحمتكم؟ ضمائركم لا زالت في غيبوبة وقلوبكم أصبحت في خبر كان .. ألم تهزكم مشاهد الضحايا العزل اين أصواتكم من اجسادهم المتفحمة ؟ اين انتم من جثثهم المنثورة بين زاوية وحطام وركام ..
منذ الأمس لم تغب عن للحظة صور الأطفال المتفحمة والنساء المبتورة والجماجم المتكسرة .. مجزرة جديدة في مركز إيواء للنازحين كانوا يحسبونها انها آمنة لكن للأسف لا نقطة امان في القطاع ان لم تكن رصاصة سيكون صاروخ وان لم يكن صاروخاً سيكون سكوتكم يا أمة الخذلان!
أتحسبون ان لا ذنب لكم وأنكم تبذلون جهودكم كي توقفوا المجازر .. نعم لقد بذلتم كل جهدكم كي يتكرر هذا المشهد لا بل وابدعتم في مشاهد لمجازر جديدة في حق أبرياء لا قوة لهم ولا نصير إلا الله ..
ماذا عن العدل الذي تنادوا به لا بل هو عنوانكم في مجالسكم ..عدلكم المزيف والجبان ظهر في أبهى صوره اللعينة والنجسة ..تنادون بالإنسانية وانتم المجرمين ..تتكلمون بالحق وانتم الظالمين ..تجهرون بالمعروف وانتم المنكر في حد عينه.. الدنيا ستدور وسيُسقى كل ساقٍ بما سقى وكل ساكت سيُبتلى ..ألم تسألوا انفسكم كيف سيكون مشهدكم الأخير ؟ فحدِّث ولا حرَج لقد كلّ الكلامُ من الكلامِ فنحن اليوم نرثيكم .. ولا عزاء لكم ..
اما انتم ايها الشهداء وعدكم الله بالجنة حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلوبكم مدى النعيم ايها الأحرار ..حيث النعيم الدائم والعدل والرحمة .. أما الأبطال الذين ما زالوا على قيد الحياة ليس امامكم خيار سوى الصبر والإيمان ان ماتت قلوب البشر فان ولم يموت العدل الإلهي ولكم النصر والثبات في الحلقة الأخيرة من مسلسل الدماء