سر المؤتمر الوطنى الفلسطينى.. هجمة مرتدة ضد اليوم التالى!
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

بكل المقاييس السياسية والأمنية والاقتصادية، الوضع في فلسطين المحتلة، الضفة الغربية والقدس دخل غرفة الإنعاش، يتدهور بشكل مخيف في ظل هيمنة حكومة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، المتطرفة،يتزامن ذلك  مع غياب أمني، سياسي ومشاكل سيادة يتنازع عليها وزراء التطرف الذي يدعم تصرفاتهم السفاح نتنياهو بالسر والعلن.
حتمية ما يجري مخفي بين السلطة الفلسطينية الوطنية، وتفتت الكيانات التنظيمية الحزبية والمقاومة في الضفة الغربية، والانتهاكات في الأماكن المقدسة، ما أنتج عدة مشاريع ومبادرات وبيانات تتشكل بحثا عن مكان تحت شمس معاناة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
في الحدث- الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة ورفح، التي هزت العالم منذ السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي، إلى اليوم وربما تمتد لتشكل محطات استنزاف للمنطقة والإقليم، مع تعليق لملف القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني.

نتحدث عن حالة تساؤلات تجري في غرف سرية، وحرب الإبادة، منصة يتابعها مباشرة كل المجتمع الدولي، منها الإعلام الأمريكي والعالمي والعربي، موقع “أكسيوس”، ينقل عن السفاح نتنياهو أنه يوافق على إرسال [مفاوضين إسرائيليين لإجراء مباحثات مفصلة بعد رد حماس]، على مقترحات اتفاق التهدئة، والملاحظة أن حماس قالت إن ما يحدث هو مجرد عصف وتبادل أفكار، مثلما يحدث في العواصم التي فتحت الملف الفلسطيني، بعد حرب غزة ومع استمرارها.

* ماهية المؤتمر الوطني الفلسطيني..؟!.

 

..مع/ وبعد وفي أثناء الحرب، هناك حراك سياسي، غير واضح المعالم، ففي العاصمة الفرنسية باريس، تنادت شخصيات فلسطينية، يفترض أنها مقيمة في فرنسا اجتماعًا أول، وتابعت  بالحضور الشخصي وعبر الإنترنت، زووم، للمشاركة في مبادرة طارئة لها أبعادها السياسية التنظيمية والأمنية، تحركت تحت مظلة حملت حالة بعنوان [المؤتمر الوطني الفلسطيني].

*وناقش المجتمعون آليات العمل المطروحة لتحقيق أهداف المبادرة السياسية والوطنية الساعية، في ظل الوضع السياسي الراهن، لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال إعادة بناء منظمة التحرير ديمقراطيًا ووحدويًا… هناك وسطاء عملهم مع رئاسة السلطة الفلسطينية، ومع التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، وفي مؤتمرهم الباريسي، تطرّقوا إلى:
1:
آليات تمثيل جميع فئات الشعب الفلسطيني، بما فيها الفئات الواسعة الفاعلة والمهمشة في عملية صنع القرار الفلسطيني.
2:
تأسيس هيئات ولجان عمل قابلة للمساءلة لضمان استدامة عمل المؤتمر الوطني الفلسطيني.
3:

آليات تعزيز العلاقة مع الحلفاء الدوليين للشعب الفلسطيني والبناء على حالة التضامن الدولي.
4:
النظر في  مجموعة من المبادرات الوطنية الفلسطينية العاملة في أوروبا في قطاعات الصحة والتعليم وغيرها، والتي تسعى لدعم صمود الشعب الفلسطيني في أرضه وضرورة التشبيك وتوحيد جهود المبادرات والجهات العاملة من أجل فلسطين لتكون رافدًا أساسيًا في عمل المؤتمر.

*اللجنة التحضيرية للمؤتمر..
عن ماهية المؤتمر الوطني الفلسطيني، قال عضو اللجنة التحضيرية، الباحث الفلسطيني معين الطاهر، عضو  المجلس الثوري لحركة فتح والمجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، عن مبادرة المؤتمر الوطني الفلسطيني، إن المبادرة تسعى لإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية وتمثيلية للشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها.
*مواجهة المخطّطات الإسرائيلية لما بعد “اليوم التالي”.

الطاهر، اعتبر الحراك من أجل المؤتمر الوطني الفلسطيني، مرحلة اجتماعات لقاءات تدعو إلى[ تشكيل قيادة فلسطينية موحدة] ترتقي إلى تحديات المرحلة وتضحيات الشعب الفلسطيني، ومواجهة المخطّطات الإسرائيلية لما يُسمى “اليوم التالي”، التي لا يمكن مواجهتها من دون وحدة فلسطينية.
.. المطلق السياسي الأمني، المبادرة- المؤتمر، ينقلنا لفهم، ما أشار اليه الطاهر، فالمرحلة؛ مرحلة مراكمة على إنجازات الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل التحرّر من نظام الاستعمار والفصل العنصري الإسرائيلي، وتأكيد حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته، التي تشمل حقه في مقاومة الاحتلال، وصولًا إلى تقرير المصير وتحقيق العدالة.
في باريس، كما لفت الطاهر، ظهرت  جميع أطياف، وقوى الشعب الفلسطيني من أعضاء في فصائل وشخصيات ومنظمات وهيئات وطنية مدعوة للمشاركة في مبادرة المؤتمر الوطني الفلسطيني بصفتهم الشخصية.

النقاش السياسي والوطني بين الغياب والواجب.
مع أحداث المجتمع الدولي وبعض الحراك في المنطقة العربية والإسلامية، تعتبر اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الفلسطيني، ام الذي يعاني، منه الشعب الفلسطيني: غيابه، بسبب احتكار القرار السياسي الفلسطيني وغياب الدور الحقيقي للمؤسّسات الوطنية الفلسطينية.

وبخصوص ذلك، مع اتساع رقعة النتائج المترتبة على استمرار الحرب الإسرائيلية النازية على غزة ورفح والشجاعة والنصيرات، ومحاولات إعادة بريق المفاوضات، أوضح عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أحمد غنيم، أن نجاح هذه المبادرة يرتكز، بشكل أساسي، على جهود الموقعين عليها. وشدّد على أن الهدف من عقد هذه اللقاءات مع الموقعين من داخل فلسطين وخارجها هو فتح هذا النوع من النقاش السياسي والوطني الذي يعاني الشعب الفلسطيني من غيابه، بسبب احتكار القرار السياسي الفلسطيني وغياب الدور الحقيقي للمؤسّسات الوطنية الفلسطينية، (…) وهي قضية أثارت داخل اللقاءات مجموعة من الحساسيات السياسية والأمنية، ما جعل  غنيم، يؤكد أن منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وهي الوطن المعنوي للفلسطينيين في كل مكان. ولذلك، فإن ضرورة إعادة بنائها على أسس ديمقراطية ضرورة من أجل استيعاب العمل الوطني الفلسطيني وتجميع الطاقات كلها، فهذه المبادرة تسعى لتأكيد وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة الوطن والنظام السياسي.
* التحديات.. وحلم الاستمرار.
مع فهم أن الحرب على غزة ورفح، شكلت تحديا يناطح المجتمع الدولي وجيوسياسية المنطقة الأمنية، إلا أن الأخبار حول إعادة النظر في الأفكار حول المفاوضات حول إيقاف الحرب، عودة الوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، والوفد الإسرائيلية، إلا أن هذه الضبابية لم تمنع، القوى الفلسطينية، خارج فلسطين المحتلة، من النظر إلى اشكاليات  واجهها القائمون على المبادرة (..) من أجل عقد اجتماع للموقعين على مبادرة المؤتمر الوطني في رام الله،(وبحسب مصدر مطلع  داخل المبادرة أكد استحالة عقد المؤتمر أو الاجتماع، الذي ربما يتحول إلى خيار من بين ثلاث عواصم، القاهرة، الدوحة، أو عمان)، ومع ذلك، تقول اللجنة التحضيرية إن المبادرة، التي أعلنت وكشف عن محتواها، تواجه حملة، يعتبرها الفرقاء- غير مبرّرة- بل شرسة ضد المبادرة والموقعين عليها، وعلى حاجة الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها في هذه المرحلة للعمل الوحدوي والديمقراطي المشترك.

في المعلومات التي حصلت عليها “الدستور” وقّع على “النداء الداعي إلى المبادرة إلى تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة”، وإعادة بناء منظمة التحرير، أكثر من (1350) شخصية فلسطينية من حوالى 45 دولة، أغلبهم يحمل جنسيات أمريكية وكندية وفرنسية بريطانية ومن الدول الاسكندنافيك، والعربية، تضمّ شخصيات بارزة من مختلف القطاعات، مثل الناشطين، المهنيين، الأطباء، الباحثين، الأكاديميين، الفنانين، الكتاب، الصحفيين، الشخصيات القانونية، طلبة الجامعات، بالإضافة إلى أسرى سابقين وسياسيين من خلفيات متنوعة بصفتهم الشخصية.
.. في سياق التحديات: يعقد الموقعون على المبادرة من كل دولة اجتماعات تحضيرية لتنسيق المواقف والترتيب للمشاركة في “المؤتمر الوطني الفلسطيني”.
*توحيد لجان العمل الفلسطيني في أوروبا.

مما يحدث في هذه المرحلة، ومع متابعة الحدث الساخن في ساحة الحرب داخل قطاع غزة ورفح، وفي أشكال التصعيد في الجنوب اللبناني، اتضح أن المبادرة أقرب إلى تنوع في استقطاب ما يسعى إليه المؤتمِرون، من محاولات لتوحيد لجان العمل في أوروبا وغيرها من أجل تنسيق العمل بين مختلف فئات الشعب الفلسطيني. وقد عُقدت عدة اجتماعات تحضيرية في فلسطين المحتلة، وبريطانيا، ولبنان، وقطر، والكويت، وإسبانيا، وبلجيكا، ويحدث ذلك مع مواكبة لجان المبادرة التحولات السياسية الأوروبية واقترابها من الدبلوماسية الأمريكية الإسرائيلية، التي تخلط الأوراق، بين مرحلة وأخرى، في تأكيد لغياب مجتمع دولي جيوسياسية يقترب من مسارات الملف الفلسطيني الذي بات مشرعا على الغارب، فبين مبادرة ومبادرة هناك مبادرة ثالثة وبين مذبحة وأخرى هناك إبادة جماعية تحدث كل الوقت في غزة ورفح والشجاعة والنصيرات، عدا التصعيد المفتوح، في الجنوب اللبناني.

“أكسيوس”، المنصة الإعلامية الأمريكية، تكشف نقلا عن مسؤول إسرائيلي، لم تحدد من هو أو مستواه: رد حماس على مقترح التهدئة بنّاء ويتيح إمكانية المضي قُدمًا نحو مفاوضات مفصّلة بخصوص النقاط العالقة وربما التوصل إلى اتفاق.

مكاشفة الإعلام، تصطدم مع ما نشر في وسط كل الأحداث، من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، تصادق على مصادرة 12.7 كيلومتر مربع في الضفة الغربيّة المحتلّة، وهي تعد  المصادرة المتطرفة الاستيطانية الأكبر، منذ أكثر من 30 عاما،.. يعني ذلة استمرار الحرب، وفتح بؤر المواجهات والحرب إبادة في ساحات الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، فالقرار المتطرف الصهيوني [ضربة جديدة للسلام بين دولة الاحتلال، والشعب الفلسطيني صاحب الحقوق والأرض والتاريخ واليوم التالي]، هنا تتناول الزمم المتحدة، الموضوع بروتومليا وتقول: إن تسريع إسرائيل بناء المستوطنات غير القانونية منذ بدء الحرب في قطاع غزة يهدد بالقضاء على أي احتمال لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

*وثيقة مهمة: نداء من أجل قيادة فلسطينية موحدة.
..حصلت “الدستور” على نسخة رسمية معتمدة من “نداء” من أجل قيادة فلسطينية موحدة.
ينص النداء:

إزاء ما ترتكبه دولة الاحتلال من فظائع، وعمليات إبادة جماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وإعادة الاحتلال المباشر لمدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وما يسجله الشعب الفلسطيني من مآثر في مواجهة العدوان، لم يعد ممكنًا مواجهة متطلبات المرحلة الحالية الخطرة، والتي سوف تلي العدوان، من غير قيادة فلسطينية موحدة.

إننا ندعو إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس وحدوي، بحيث تشمل جميع القوى السياسية والهيئات الأهلية والمدنية والاقتصادية الفاعلة.

هذه مهمة مصيرية وملحة لا تحتمل التأجيل، لأن إسرائيل وحلفاءها يعدّون لفرض ترتيبات أمنية وإدارية تضمن الإشراف الإسرائيلي الأمني على القطاع منفصلًا عن الضفة الغربية، ويراهنون على تعاون فلسطيني وعربي في تنفيذها. ولا يمكن مواجهة هذا المخطط، بما في ذلك مخاطر التهجير، وتحديات إعادة البناء في غزة، والتخفيف من معاناة شعبنا، باستراتيجيتين متناقضتين في غياب قيادة فلسطينية موحدة.

لقد عادت قضية فلسطين لتحتل مكانة مركزية على جدول الأعمال العالمي والإقليمي، وفتحت آفاقًا جديدةً أمام تحقيق العدالة في فلسطين بثمن باهظ، جباه الاحتلال الهمجي، وما زال يجبيه، من أهلنا في قطاع غزة. ولا يجوز تبديد هذه التضحيات الغالية التي تدمي قلوبنا في غياب تمثيل موحد لهذا الشعب العظيم.

يتطلب بسط سيطرة سلطة واحدة على المناطق المحتلة عام 1967 حكومةً متوافقًا عليها، وتقتضي مواجهة مخططات “اليوم التالي” الإسرائيلية وجود مرجعية سياسية لمثل هذه الحكومة.

نحن نقصد تشكيل مرجعية سياسية موحدة في أسرع وقت، وفي إطار منظمة التحرير، وذلك في الطريق إلى إعادة بنائها على أسس ديمقراطية، وبحيث تشمل جميع فئات شعبنا الفلسطيني

إننا ندعو إلى عقد مؤتمر وطني فلسطيني يجمع شخصيات وفعاليات من جميع قطاعات شعبنا وفئاته لطرح هذا المطلب والعمل على تحقيقه.
.. جدل الحرب على قطاع غزة ورفح ومخاوف حرب تتصاعد حكمها على جنوب لبنان، ومحاولات تحريك المفاوضات، ومكوكية مبادرات سياسية تدور وتدارس من ساحة الدبلوماسية الأمريكية الأوروبية المشبعة بالأمر على الشعب الفلسطيني، يضع الحرب على نار جديدة، لها شكل تاني.

زر الذهاب إلى الأعلى