فصول في حياة كمالا هاريس.. هل تكون “المرشحة الديمقراطية المرتقبة”؟
بعدما أصبحت أول امرأة تحتل منصب نائب الرئيس، بجانب كونها الأولى من أصول آسيوية ومن أصحاب البشرة السوداء، فإن كامالا هاريس من بين المرشحين المحتملين للحزب الديمقراطي، بعدما أكد جو بايدن تأييده لترشيحها غداة إعلان انسحابه.
وفي سن 59 عاما، ستكون هاريس شابة في مواجهة دونالد ترامب البالغ 78 عاما والذي خرج هذا الأسبوع أقوى من مؤتمر الترشيح الذي شهد اختياره رسميا مرشحا عن الحزب الجمهوري.
طفولتها ودراستها
ولدت كامالا هاريس في أوكلاند، كاليفورنيا في 20 أكتوبر 1964، وهي الابنة الكبرى للباحثة الهندية المتخصصة بسرطان الثدي، شيامالا جوبالان، ودونالد هاريس، الخبير الاقتصادي من جامايكا، وفق تقرير لموقع “بولتيكو“.
وروت نائبة الرئيس البالغة 59 عاما أنها غالبا ما شاركت وهي طفلة في تظاهرات تنادي بالحقوق المدنية إلى جانب والدها ووالدتها.
والتقى والداها في جامعة كاليفورنيا في بيركلي أثناء سعيهما للحصول على شهادات عليا، وترابطا بشغف مشترك لحركة الحقوق المدنية، التي كانت نشطة في الحرم الجامعي.
وبعد ولادتها، اصطحبوا كامالا الصغيرة إلى الاحتجاجات في عربة الأطفال.
وانفصل والدا هاريس عندما كانت في السابعة من عمرها، وقامت والدتها بتربيتها وشقيقتها مايا في بيركلي.
وزارت هاريس الهند عندما كانت طفلة وتأثرت بشدة بجدها، وهو مسؤول حكومي رفيع المستوى ناضل من أجل استقلال البلاد، وجدتها، الناشطة التي سافرت إلى الريف لتعليم النساء الفقيرات حول تحديد النسل.
والتحقت هاريس بالمدرسة الإعدادية والثانوية في مونتريال، وبعد المرحلة الثانوية، التحقت بجامعة هوارد، وتخصصت في العلوم السياسية والاقتصاد.
وهاريس خريجة جامعة هاورد التي تأسّست في واشنطن لاستقبال الطلاب السود في خضمّ الفصل العنصري، وهي فخورة بمسيرتها التي تجسّد الحلم الأميركي.
وفي عام 1989، حصلت هاريس على درجة الدكتوراه في القانون من كلية هاستينغز للقانون بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.
الحياة المهنية
وبعدما حصلت على شهادة في القانون من جامعة كاليفورنيا وبدأت حياتها المهنية كنائبة للمدعي العام في أوكلاند في عام 1990، وفق تقرير لوكالة “بلومبرغ“.
بدأت هاريس حياتها المهنية في التعامل مع قضايا العنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال.
وفي عام 2003، تم انتخابها محامية لمنطقة سان فرانسيسكو، لتصبح أول امرأة سوداء يتم تعيينها في هذا المنصب.
وبعدما كانت مدعية عامة في سان فرنسيسكو لولايتين بين العامين 2004 و2011، انتُخبت مرتين مدعية عامة لولاية كاليفورنيا بين العامين 2011 و2017 قبل أن تصبح أول امرأة وأول شخص أسود يدير الأجهزة القضائية في أكثر ولايات البلاد تعداداً للسكان.
وفي عام 2016، تم انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية كاليفورنيا.
وفي يناير 2017، أدت اليمين عضوا في مجلس الشيوخ في واشنطن حيث أصبحت أول امرأة لديها أصول من جنوب آسيا وثاني سناتورة سوداء في تاريخ البلاد.
وفي يناير 2021 أصبحت هاريس أول شخص لديه أصول آسيوية يتولّى منصب نائب الرئيس.
في 2022، دافعت كامالا هاريس بزخم عن حق الإجهاض الذي عادت عنه المحكمة العليا.
وقالت في مارس 2023 “بعض القادة الجمهوريين يحاولون استغلال القانون ضدّ النساء. كيف يجرؤون على ذلك؟ كيف يجرؤون على القول لامرأة ما يمكنها القيام به وما لا يمكنها القيام به على صعيد جسدها؟”.
وأعطى هذا التصريح القوي والحملة النشطة التي تقودها منذ سنة عبر البلاد دفعاً جديدا لهاريس.
المنافسة مع ترامب
وفي 2020 وصف ترامب، هاريس بأنها “وحش” و”أمرأة غضوبة” وهي ألفاظ تحمل في طيّاتها بُعدا عنصريا وصورا نمطية عن المرأة السوداء، حسبما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
وبعد أداء بايدن الذي تم وصفه بـ”الكارثي” في المناظرة مع ترامب في 27 يونيو 2024، عاد المرشح الجمهوري البالغ 78 عاما ليشن الهجمات عليها.
ويسعى ترامب دائما إلى اختيار ألقاب ساخرة لنائبة الرئيس، إذ أطلق عليها لقب “كامالا الضحوكة” (لافين كامالا) في إشارة إلى ضحكتها الصاخبة.
وفي منافسة افتراضية، أظهر استطلاع للرأي أجرته “رويترز/إبسوس” في 15 و16 يوليو تعادل هاريس وترامب بحصول كل منهما على تأييد 44 بالمئة من الناخبين.
وأجري هذا الاستطلاع بعد محاولة اغتيال ترامب.
وتقدم ترامب على بايدن بواقع 43 بالمئة مقابل 41 بالمئة في الاستطلاع نفسه.
ورغم تراجع شعبية هاريس، فإنها أعلى من معدلات تأييد بايدن.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (فايف ثيرتي إيت) حصول هاريس على تأييد 38.6 بالمئة من الأميركيين بينما عارضها 50.4 بالمئة.
في المقابل، حصل بايدن على تأييد 38.5 بالمئة وعارضه 56.2 بالمئة.
وفي استطلاع أجرته “بلومبرغ نيوز/مورنينج كونسلت” في أوائل يوليو، قال 46 بالمئة من ناخبي الولايات المتأرجحة إنهم يثقون في هاريس للوفاء بواجبات الرئاسة إذا لم يعد بايدن قادرا على أداء مهام عمله.
وقال نحو 77 بالمئة من الديمقراطيين في الولايات المتأرجحة إنهم يؤيدونها لتولي منصب بايدن إذا لم يتمكن من الاستمرار.
وفي استطلاع سابق أجري في مايو، تأخرت هاريس عن ترامب بسبع نقاط مئوية في مباراة افتراضية وجها لوجه في سبع ولايات حاسمة، وهو أكبر من الفارق الذي حققه ترامب على بايدن في الاستطلاع بأربع نقاط، حسبما ذكرت وكالة “بلومبرغ”.